
وضعت الأحداث التي شهدتها السويداء، خلال الأسابيع الأخيرة، المحافظة، ذات الغالبية الدرزية، في قلب أزمة داخلية ذات أبعاد إقليمية خطيرة.
حادثة خطف محلية سرعان ما تصاعدت إلى اشتباكات دامية، وتدخلات عسكرية، وصولاً إلى غارات إسرائيلية استهدفت مواقع أمنية سورية، وضعت الأمن المحافظة والوضع السوري برمته على المحك.
وانطلقت شرارة الأحداث بعد تعرض سيارة لأحد أبناء البدو لعملية خطف، ما تسبب بتوتر كبير بين الدروز والبدو. وتطورت الأمور بسرعة إلى اشتباكات مسلحة في عدد من مناطق المحافظة، أسفرت عن سقوط قتلى من الطرفين، وتدمير وحرق منازل في حي “المقوص”.
تدخلت قوات الأمن الداخلي السوري في محاولة لفض الاشتباك، لكنها تعرّضت لهجمات من جماعات مسلحة غير منضبطة، ما أسفر عن مقتل عدد من عناصر الأمن وتفاقم الوضع الميداني.
إرسال الجيش
استجابة لمناشدات محلية، بينها دعوات من داخل الطائفة الدرزية، قررت الحكومة السورية إرسال وحدات من الجيش إلى المحافظة. دخلت القوات من الجهة الغربية، وسيطرت على معظم القرى حتى وصلت أطراف المدينة. ولاحقاً، دخل الجيش مدينة السويداء بعد مواجهات عنيفة، قبل أن يتم التوصل إلى اتفاق مؤقت مع المرجعية الدينية للطائفة، ممثلة بالشيخ يوسف الجربوع، يقضي بانسحاب الجيش ودخول قوات الأمن الداخلي. لكن الاتفاق لم يصمد طويلاً، إذ تم نقضه من قبل الشيخ حكمت الهجري، لتعود حالة التوتر مجدداً إلى الشوارع.
بعد انسحاب الجيش، تعرّضت قوات الأمن الداخلي لهجمات من داخل المدينة أدت إلى انسحابها مجدداً. في خضم هذا الفراغ الأمني، دخل جيش الاحتلال الإسرائيلي على خط الأزمة، ونفّذ غارات جوية استهدفت آليات عسكرية تابعة لوزارتي الدفاع والداخلية، بالإضافة إلى أرتال لقوات الأمن الداخلي، ما أسفر عن سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى. كما شمل القصف مقر هيئة الأركان العامة في العاصمة دمشق، في مؤشر خطير على تحول الأزمة الداخلية إلى صراع إقليمي مفتوح.
اعتداءات
على الأرض، تعرّض أبناء عشائر البدو لاعتداءات وتهجير في مناطق مثل “شهبا” و”الكفر”، مما دفعهم لمناشدة العشائر السورية للدعم. وقد لبّت العشائر النداء، ودفعت بما يقدر بـ20 ألف مقاتل إلى المحافظة، ما أدى إلى اندلاع معارك عنيفة لعدة أيام، خلفت قتلى وجرحى ودماراً واسعاً في الممتلكات.
وفي محاولة لاحتواء الموقف، تدخلت الحكومة مجدداً، وتم التوصل إلى اتفاق تهدئة جديد بين الجيش والمرجعية الروحية للطائفة الدرزية، تضمن انسحاباً تدريجياً لوحدات الجيش وانتشاراً منظماً لقوات الأمن الداخلي، إلى جانب تبادل الأسرى بين الطرفين، وفتح ممرات آمنة لخروج المدنيين، بما فيهم المصابون من البدو والمسيحيين، إضافة إلى إدخال مساعدات طبية وغذائية.
وخلّف النزاع موجات نزوح واسعة داخل الجنوب السوري، حيث توزّع نحو 3 آلاف و500 مهجّر على 50 مركز إيواء في محافظة درعا، فيما يقيم حوالي 5 ألاف مهجّر في 15 فندقاً بمنطقة السيدة زينب جنوب دمشق، بينما تبقى أعداد أخرى غير موثقة في مناطق متفرقة.
شهادات المنكوبين
من داخل المناطق المنكوبة، تبرز شهادات موجعة. يقول الشيخ حسين الحاسم، إمام مسجد بلدة رساس: “منذ مئات السنين نحن جيران مع الطائفة الدرزية، نتشارك الأفراح والأحزان. لكن الجماعات المسلحة دخلت علينا وقتلت عدداً من الأهالي، وأحرقت منازلنا. ومع ذلك، هناك من الجيران من حاول إنقاذي ومنع قتلي”. وتروي سيدة فقدت زوجها وابنها: “أطلقوا النار على ابني أثناء ذهابه إلى البقالة، وقتلوه مباشرة. ثم اقتحموا المسجد الذي كنا نحتمي فيه، وأخذوا زوجي وأطلقوا عليه النار، فاستشهد أمام أعيننا”.
ورغم المآسي، عبّر عدد من الأهالي عن رغبتهم في وقف القتال والعودة إلى الحياة الطبيعية. يقول الدكتور حمزة: “كفى حرباً. يجب إنهاء وجود من يتعاون مع الاحتلال، واستعادة الأمن”. فيما يضيف أمجد: “نريد سوريا واحدة، لا نريد تقسيم ولا تدخلات أجنبية”. بينما يشدد حسن حسين على أن “العدالة أولاً، ويجب محاسبة كل من قتل مدنياً، بغض النظر عن طائفته”. أما غادة زيتون فقالت: “سوريا جميلة بناسها، وستعود كما كانت حين نتكاتف بعيداً عن الطائفية”.
ما شهدته السويداء في الأسابيع الماضية يُعد أحد أخطر مؤشرات هشاشة الوضع الداخلي السوري، في ظل تغوّل الجماعات المسلحة وتنامي التدخلات الخارجية. ومع ذلك، فإن التحركات الحكومية، مدعومة بإرادة شعبية واضحة للسلام، قد تفتح المجال لمرحلة جديدة من التهدئة والاستقرار، إذا ما توفرت الإرادة الوطنية الجامعة.
المصدر: المدن
ما جرى ويجري بمحافظة السويداء شابه العديد من التشويه، أولاً الحكومة السورية مسؤولة عن حماية شعبها وتحقيق الأمن ارسل قوات الأمن لفض الإشتباك بناءً لطلب أطراف من السويداء، وكان إعتداء ميليشيات تتبع للهجري المرتبط بالكيان الصhيوني ودويلته الوظيفية “إSرائيل” على القوى الأمنية فتم إرسال الجيش، وكان تدخل قوات صhيونية لدعم هذا الفصيل، تمت تجاوزات من الجميع ولكن الإرتباط بإSرائيل هي الجريمة الأكبر.