مفاوضات غزة: هل اقترب الاتفاق؟

أدهم مناصرة

قال مصدر من حركة “حماس”، لـ”المدن”، إن وفد الحركة المفاوض سلم ردّه للوسطاء، بشأن مقترح محدث للنقاط الخلافية، خصوصاً ما يتعلق بالعمق الذي سيحتفظ به الجيش الإسرائيلي مؤقتاً خلال هدنة الـ60 يوماً.
وأشار المصدر إلى أن الحركة حرصت في صياغة ردها، على أن يكون “إيجابياً” من حيث الجوهر، لكنها أكدت فيه أيضاً مطالباتها بخصوص النقاط المركزية وسبل معالجتها. وشدد المصدر على أنه بعد تقديم الرد، فإن الأمور مرتبطة بالطرف الإسرائيلي الذي يحاول ترتيب التفاوض لينسجم مع جدول زمني لـ”صالحه”.

رد “حماس”.. واتهامات “التأخير”
وقال المصدر إن ليس كل ما يُقال إسرائيلياً هو صحيح، خصوصاً اتهام “حماس” بالتباطؤ في ردودها على المقترحات المحدثة، معتبراً أن البطء “مسألة نسبية”، فانتظار الحركة يومين أو أكثر قليلاً لدراسة مقترحات وخرائط محدثة، هو أمر مطلوب، مضيفاً أن الوفد الإسرائيلي هو الذي تأخر بتسليم الخرائط المحدثة أكثر من اللازم.
واعتبر المصدر الحمساوي أن محاولات تل أبيب تحميل حماس مسؤولية التأخير وإبطاء التوصل إلى اتفاق، هي “غير صحيحة”، مبيناً أن الحركة أخّرت ردها؛ لكونها أرادت سماع رد إسرائيل أولاً على “مقترح الإطار” المحدّث.
كما أقر المصدر بأن وفد “حماس” المفاوض يحرص على عدم البوح بتفاصيل وتحديثات حول تطورات المفاوضات؛ نظراً لحدوث مستجدات بين لحظة وأخرى، حيث يحصل تراجع أحياناً في ملفات وتقدم في أخرى، عدا عن حرص الوسطاء على عدم تسريب مجريات التفاوض.
وأوضح المصدر أيضاً، أن كل ما يجري بمثابة عملية ضبط توقيت الاتفاق الذي لن يكون قبل إجازة الكنيست المقررة بعد أيام قليلة، وإنما بعد ذلك.

“ضبط توقيت الصفقة”؟
بدورها، اعتبرت هيئة البث الإسرائيلية، أن مجيء المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف إلى الشرق الأوسط، بمثابة “مؤشر إيجابي” على حدوث تقدم جدي بالمفاوضات، وسط آمال الوسطاء بحصول تطور ملموس.
ووفق البيت الأبيض، فإن قدوم ويتكوف إلى المنطقة، يهدف إلى تثبيت ممر إنساني جديد لإدخال المساعدات إلى القطاع، والدفع قدماً نحو صفقة لتبادل الأسرى.
في حين، قالت الإذاعة العبرية الرسمية، إن هناك مؤشراً آخر على حصول تقدم في مفاوضات الدوحة، وهو بقاء الوفد الإسرائيلي هناك منذ أكثر من أسبوعين، معتبراً أنه لو لم يكن هناك أي تقدم، لما بقي الوفد الإسرائيلي في العاصمة القطرية.

مقايضة الضمانات.. بالمرونة!
وادعت إذاعة “مكان” العبرية، أن صبر الإدارة الأميركية بدأ ينفد، وأنها كثفت ضغوطها على “حماس” بأكثر من وسيلة، بينما ذكرت مصادر سياسية لـ”المدن”، أن واشنطن أبلغت الحركة أن ضمانات وقف الحرب لن تُعطى إلا إذا حصل تقدم بالمفاوضات وقدمت الحركة تنازلات، أي ربط البيت الأبيض بين ضمانات وقف الحرب بشكل كامل وبين تقديم “حماس” مرونة أكبر بمفاوضات الإطار في الدوحة. لكن المصادر شددت على أن الحركة تصر على منحها ضمانات أميركية مكتوبة بعدم استئناف إسرائيل للحربـ إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي خلال هدنة الشهرين.
من جانبه، أجرى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قبل يومين، تقييما هاتفياً للوضع مع طاقم التفاوض الإسرائيلي الموجود في الدوحة. ونقلت هيئة البث عن مصادر سياسية إسرائيلية، مزاعم استباقية، بأن “رد حماس لا يضمن تحقيق اختراق في المفاوضات”.
الخلاف الآن.. على مئات الأمتار؟
كما أوضحت مصادر “المدن”، أن الخلاف بين “حماس” وإسرائيل بخصوص خرائط الانسحاب، يتمحور حول بضعة مئات من الأمتار، ما يعني أن حجم التباين بات أقل من السابق، وهو ما يجعل إمكانية الاتفاق أكبر. ورجحت المصادر بإمكانية حصول تقدم كبير مع حلول الأحد المقبل.
وقالت إذاعة “مكان” إن تقدماً حصل بملف التبادل، وتحديداً ما يتعلق بعدد الأسرى الفلسطينيين المطلوب الإفراج عنهم بموجب الصفقة، وسط آمال بإغلاق الفجوات بخصوص كافة الملفات الخلافية خلال الأيام المقبلة.
وأما المساعدات، فما زال الخلاف قائما بشأنها، إذ تشدد “حماس” على أن تكون وفق الآلية السابقة، أي إدخالها إلى مخازن وكالة “الأونروا”، وأن تتولى الأخيرة ومنظمات دولية عملية التوزيع، لكن تل أبيب تحاول المزج بين آليتين، أي القديمة مع الإبقاء على نقاط التوزيع الأميركية بجنوب القطاع.

عاملان ضاغطان
بموازاة ذلك، يضغط عاملان معقدان بقوة على المفاوضات، أبرزهما حالة التجويع الأشد التي يواجهها سكان القطاع على وقع حصار إسرائيلي مشدد ومنع دخول المساعدات العاجلة. ويكمن العامل الضاغط الثاني بشروع الاحتلال أخيراً بعملية برية في منطقة دير البلح وسط القطاع لأول مرة منذ بدء الحرب؛ إذ اكتفى الاحتلال سابقاً بقصفها جوا دون التوغل براً.
وتقدر مصادر من “حماس” لـ”المدن”، أن عملية دير البلح تبدو ضغطاً تفاوضياً حتى اللحظة، لكنها تندرج أيضاً ضمن محاولات الاحتلال التهيئة لوجستياً وميدانياً لسيناريو استئناف الحرب إذا لم تُنجز الصفقة. فيما قال المراسل العسكري إيال عاليما للتلفزيون العبري الرسمي، إن الجيش قدم خطة لاحتلال 95 في المئة من مساحة القطاع، مضيفاً أن قيادة الجيش ترى أن العملية العسكرية وصلت إلى “مفترق طرق خطير”، وأن الخيار الميداني محصور بين أمرين، فإما إنهاء العمليات العسكرية، وإما توسيعها إذا فشلت المفاوضات.
ولكن ثمة دوافع أخرى لعملية دير البلح، وهو احتمالية ارتباطها بمعلومات استخباراتية حول مسألة ما، وهو أمر ألمحت إليه قراءات عسكرية إسرائيلية، إلى جانب سعي إسرائيل لاستنفاد الوقت لإنجاز أهداف متبقية قبل إبرام الهدنة المحتملة، عدا عن ارتباط الأمر بمساعٍ لشق محور جديد يمتد من كيسوفيم وصولاً إلى ما كان يُعرف سابقاً قبل انسحاب الاحتلال من القطاع عام 2005، بمجمع “غوش قطيف”.

 

المصدر: المدن

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. من سيوقع إتفاق وقف إطلاق النار بغZة؟؟ هل يوقع النتnياهو وقف إطلاق النار أم هدنة مؤقتة حتى يعود لحربه القذرة المتوحشة؟ هل المقاومة الفلسطينية ستوقع هدنة مؤقتة وتسلم المحتجزين لديها ، أم توقع على وقف إطلاق النار وإنسحاب قوات الإحتلال وإطلاق سراح المعتقلين؟ هناك مفارقة ومغالطة بالمباحثات لأساسياتها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى