تسود حالة من التوتر الشديد سجون الاحتلال الإسرائيلي، بعد إقدام إدارة سجن “النقب” على نقل خطباء الجمعة إلى الزنازين والاعتداء على أحد الأسرى، بذريعة نقاشهم قضية الإضراب عن الطعام خلال خطبة الجمعة، بحسب ما أفاد نادي الأسير الفلسطينيّ، اليوم الجمعة.
وبين نادي الأسير، في بيان صحافي، أن الأسرى بدأوا بالطرق على الأبواب والتكبير احتجاجا على ذلك، لافتاً إلى أنّ إدارة سجون الاحتلال تهددهم بتنفيذ عملية اقتحام واسعة ورشّ الغاز داخل الأقسام والغرف، إذ بدأت باستدعاء قوات كبيرة من وحدات القمع في سجنيّ “النقب” و”ريمون” وفقاً للمعلومات المتوفرة.
ويشهد سجن “النقب”، منذ أمس الخميس، حالة من التوتر الشديد بعد اقتحام غرفتين في قسم (28) والاعتداء على الأسرى بشكل وحشي.
وحمّل نادي الأسير إدارة سجون الاحتلال، المسؤولية الكاملة عن مصير الأسرى، وطالب بضرورة التحرك على المستويات كافة لمساندة الأسرى ووضع حد للهجمة التي تشنها إدارة سجون الاحتلال.
يُشار إلى أنّ الأسرى ماضون في استعدادهم لخطوة الإضراب المقررة في الـ25 من مارس/ آذار الجاري، رفضا للهجمة المضاعفة التي تنفذها إدارة السّجون بحقّهم.
غليان وتصعيد في النقب
وفي سياق ذي صلة، قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية إنّ الأوضاع في سجن “النقب” تقترب من الانفجار الحقيقي، إذ شهدت الساعات القليلة الماضية تحديداً بعد صلاة الجمعة غلياناً وتصعيداً غير مسبوق من قبل إدارة السجن.
وأوضحت الهيئة، في بيان صحافي الجمعة، أن الأسرى أقاموا صلاة الجمعة بشكل طبيعي، وكانت الخطبة تتحدث عن تطورات الأيام المقبلة، والتأكيد على الدخول في الإضراب المفتوح عن الطعام يوم 25 من الشهر الجاري، وأن “هذا الخيار لا رجعة عنه في ظل اللامبالاة من إدارة السجون والاستخبارات تجاه المطالب الحياتية”.
وبينت أنه خلال إقامة الصلاة، بدأت إدارة السجن بالاستنفار، وباشرت بالتنكيل، واعتدت على أمير أسرى “الجهاد الإسلامي” مهند الشيخ خليل، وعلى مجموعة من الأسرى، وقامت بإخراج خطباء الصلاة من الأقسام، ومصادرة الأجهزة الكهربائية وأدوات المطبخ، ومنع ممثل المعتقل الأسير يوسف الشمالي من التنقل بين الأقسام وتهديده بإخراجه من السجن إلى زنازين بئر السبع.
ووفقاً للمصدر نفسه، فإنّ قوات كبيرة من وحدات القمع تتواجد الآن بين الأقسام ومحيط السجن، وهناك تعزيزات في طريقها إلى هناك، حسب مصادر خاصة من داخل قلاع الأسر.
وتعرب الهيئة عن قلقها إزاء توتر الأحداث، محملةً حكومة الاحتلال وإدارة السجون المسؤولية الكاملة عن أي هجمة أو تصعيد قد يحدث خلال الساعات القادمة.
وأمس الخميس، تعرّض الأسير المريض خليل موسى مصباح، من مخيم جنين شمال الضفة الغربية، لاعتداء وحشيّ من قبل السّجانين في عزل سجن “مجيدو”، حسب ما أفاد نادي الأسير، موضحاً أنّ إدارة السّجون عقب الاعتداء عليه نقلته إلى سجن “عسقلان”.
وبحسب شهادة الأسرى، التي أوردها نادي الأسير في بيان له أمس الخميس، فإن آثار الاعتداء على الأسير مصباح واضحة، لافتا إلى أنّ الأسير المحكوم بالسّجن لمدة 20 عاما، والمعتقل منذ عام 2003، هو من بين الأسرى المرضى الذين يواجهون سياسة الإهمال الطبي (القتل البطيء)، إذ يعاني من مشاكل صحية مزمنة في المعدة والأمعاء والأوعية الدموية.
وأشار نادي الأسير إلى أن الأسير مصباح يتعرّض منذ فترة لعمليات نقل وعزل من سجن لآخر، إذ جرى نقله على الأقل أربع مرات خلال فترة وجيزة.
وفي هذا الإطار، قال نادي الأسير: “إنّ كل المعطيات الحالية في سجون الاحتلال، بما فيها من اعتداءات على الأسرى، تؤكّد أن إدارة السّجون تنتهج عمليات تصعيد واضحة، وهي جزء من مخطط الهجمة الحاصلة، والتي لم تتوقف يوما، لكنها تأخذ منحى التصاعد مقارنة مع الأعوام السابقة”.
وحمّل نادي الأسير إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن الأسير مصباح، وطالب كافة جهات الاختصاص، وعلى رأسها الصليب الأحمر الدوليّ، بضرورة الكشف عن مصيره ووضعه الصحيّ وطمأنة عائلته التي تعيش منذ فترة حالة من القلق الشديد.
يذكر أن عمليات النقل المتكررة تُشكّل إحدى أبرز أدوات التّنكيل بحق الأسرى، حيث يتم نقل الأسرى عبر ما تسمى عربة “البوسطة” التي تعتبر رحلة عذاب للأسير وتشكل عذاباً مضاعفاً للمرضى منهم.
المصدر: العربي الجديد