
عقب وفاة الشيخ رائد المتني، إثر تعرضه للتعذيب خلال اعتقاله على يد ميليشيا “الحرس الوطني” المدعومة من الشيخ حكمت الهجري، تشهد محافظة السويداء توتراً متصاعداً.
وعلى خلفية وفاة الشيخ المتني، أفادت مصادر خاصة في السويداء، لموقع تلفزيون سوريا، بأن مقار الحرس الوطني تحولت خلال الشهرين الماضيين إلى مراكز احتجاز، تُمارس فيها أساليب عنف ضد الموقوفين، خصوصاً للأشخاص المحسوبين على الحراك السلمي، أو عناصر التشكيلات العسكرية القديمة التي كانت مناهضة لنظام الأسد المخلوع.
وتشير مصادر خاصة لموقع تلفزيون سوريا إلى أن الشيخ رائد المتني احتُجز في غرفة منفصلة، نظراً لمكانته الاجتماعية ضمن الطائفة الدرزية، لكن ذلك لم يمنع استخدام أساليب تعذيب وضغط نفسي بحقه.
وفي الوقت نفسه، أوقف معه عدد من الشبان المتهمين بالتواصل مع الحكومة السورية، وتعرضوا للضرب والإهانات والتهديد بنقلهم إلى مقار أخرى أكثر تشددًا.
وتشمل أساليب التعذيب المستخدمة داخل مقار الحرس الوطني وفقا للمصادر:
الضرب المبرح والتعليق لساعات طويلة.
الحرمان من النوم والطعام.
الترهيب بأدوات حادة ووسائل لا تترك آثاراً واضحة.
فصل الموقوفين لمنع تبادل المعلومات.
منع التواصل الكامل مع العائلات.
كما أشارت المصادر أن عنصرين كانا معتقلين مع المتني نُقلا إلى مقر آخر بعد “جلسات تأديب” عنيفة، ولا يزال مصيرهما مجهولاً حتى اللحظة.
تصدّعات داخل المدينة.. وإبعاد شخصيات عن المشهد
الاعتقالات والتوترات الأمنية، لم تجري بمعزل عن تحولات أوسع داخل السويداء، فوفق المصادر، بدأت تشكيلات عسكرية قديمة كانت تنشط في المحافظة تبتعد تدريجياً عن الدائرة المقربة من الشيخ حكمت الهجري، في محاولة للنأي بنفسها عن ممارسات الحرس الوطني أو تجنب الصدام معه.
وتبعا للمصادر، فإن تشكيلات مثل “قوات شيخ الكرامة”، وحركة “رجال الكرامة”، اتخذت مقار منفصلة عن الجهات المقربة من الهجري، كما ضعف دور هذه التشكيلات بشكل ملحوظ داخل المحافظة.
وفي هذا السياق، يبرز اسم القيادي السابق لحركة رجال الكرامة الشيخ يحيى الحجار، إذ جرى إبعاده عن حركة “رجال الكرامة” منذ البدء بتشكيل ما يسمى بـ “الحرس الوطني”.
وتشير المعلومات إلى أن الشيخ يحيى الحجار إلى جانب عدد من الشخصيات المحلية، ملاحق من قبل الحرس الوطني ويخضع لضغوط مباشرة، في محاولة لإبعاده بشكل كلي عن المشهد وفق المصادر.
ويرى عدد من الناشطين في السويداء والذين تواصل معهم موقع تلفزيون سوريا، أن ممارسات الحرس الوطني بإبعاد القيادات القديمة يعكس محاولة متنامية للميليشيا لفرض مركزية قسرية داخل المحافظة وإقصاء القيادات العسكرية والاجتماعية التي لا تنسجم مع توجهاتها.
مشيرين إلى أن هذا الإقصاء المتدرج يخلق شرخاً داخل القوى المحلية، ويضعف القاعدة التقليدية التي بنت عليها السويداء توازنها الداخلي خلال عهد الأسد وبعد سقوطه.
حالة غليان تتسع في المحافظة ومخاوف من الحراك الشعبي
وفاة المتني، وما رافقها من معلومات عن تعذيب، جاءت في لحظة حساسة تشهد فيها السويداء حالة غليان شعبي بسبب تدهور الوضع الأمني، وتصاعد الاستفزازات من قبل ميليشيا الحرس الوطني.
ووفق المصادر تشمل استفزازات الحرس الوطني، (إصلاق الرصاص في الهواء لتهريب السكان، تهديد ما يصفهم بـ العملاء والخونة، إضافة إلى احتكار المحروقات والمساعدات).
وتؤكد مصادر من داخل المدينة أن الاحتقان الشعبي بلغ مستويات غير مسبوقة خلال الساعات الأخيرة، لكن مع حالة القمع التي تفرضها ميليشيات الحرس الوطني، يتخوف الأهالي من أي حركة شعبية قد تُواجه بالاقتتال الداخلي.
وتصاعدت مخاوف الأهالي من تبعات الحراك الشعبي، بعد الاعتداء على مواطن في صلخد بالضرب، على خلفية منشور نشره على صفحته الشخصية في “فيس بوك”، انتقد فيه آلية توزيع المحروقات، وموجهاً اتهامات للحرس الوطني بالفساد والمحسوبية بتوزيع المحروقات.
المصدر: تلفزيون سوريا






