هــل عــرفـــتـــم مـــن هـــم “كــــلاب” ســـلـــيـــمــــانــــــــي ..؟؟

  محمد خليفة

أخيرًا اخترقت داعش أسوار بغداد ونفذت ضربة موجعة إلى قلبها .. واستهدفت للمرة الاولى تجمعات وأحياء الشيعة !

ارسلت شاحنة مليئة بالمتفجرات الى (مدينة الصدر) وفجرتها في سوق مزدحم بالفقراء.

حادث قد يمر على العامة مرور الكرام , وقد يصفق له الذين يتمنون على الخليفة البغدادي الانتقام من الشيعة وفصائلهم المذهبية التي تفتك بالمدن والاحياء السنية بوحشية لا يقوى عليها سوى غلاة الحاقدين الفرس . ولكنه – الحادث – يكشف مرة أخرى منهجية العمل الاجرامي لدى داعش , ويكشف الحبل السري بين التنظيم الارهابي وقادة طهران !

اما السؤال الملح الذي يفرض نفسه أولا فهو : كيف استطاعت الشاحنة الملغمة اجتياز الحواجز الأمنية ووصلت الى مدينة الصدر ..؟

والسؤال الآخر : لماذا استهدفت داعش المنطقة التي ثار فقراؤها على ايران قبل أيام , ولم تستهدف الأحياء الشيعية الموالية لايران ( الكرادة مثلا )!

قادة طهران غضبوا غضبا شديدا على شيعة بغداد الذين صرخوا بحناجر عربية قوية وصدحوا بإيقاع عراقي جميل :

[ آني عراقي آني …

يا سليماني .. آني مو ايراني ]

وارسل الجنرال قاسم سليماني الحاكم الفعلي للعراق رسالة تهديد لمقتدى الصدر : إما أن تلم كلابك .. وإما ارسلت اليك كلابي !

رسالة تكشف مدى ازدراء الفرس لعرب العراق حتى ولو كانوا شيعة , أو كانوا من وزن مقتدى الصدر الذي نجح في هز أركان النظام العميل قبل اسابيع , وسبق له أن زلزل الارض تحت اقدام الاميركيين في العراق .. الفرس يحكمون العراق وينهبونه ويدمرون مجتمعه العربي تهجيرا وقتلا وتشبيحا .. فضلا عن تشويه هويته بواسطة ذراعها السني السرية داعش .

والحقيقة التي ضاعت في ثنايا التطورات أن مقتدى الصدر ليس هو الذي نظم تظاهرات الغضب على الغطرسة الفارسية في العراق .. بدليل أنه تراجع فورا عنها , وسافر على عجل الى طهران وقم ليستغفر الملالي ويطلب التوبة والصفح من خامنئي قبل أن يرسل سليماني كلابه اليه …!

جماهير مدينة الصدر التي هتفت ضد ايران هي الجماهير العراقية العربية الفقيرة التي دفعت ثمن السياسة الفارسية في العراق من دمائها وارزاقها وكرامتها وحريتها .. صحيح أنها خرجت الى الشارع وراء لافتة الصدر لكنها استغلتها لانها ممنوعة من التظاهر بدون مرجعية رسمية . وعندما اكتشف الصدر ان الجماهير استغلت تحركاته ووظفتها لمآرب أخرى أمر بإيقافها وتبرأ منها وقصد طهران ليكفر عن ذنبه .

أما الجنرال سليماني فلم يغفر لجماهير العراق .. فأرسل بالامس كلابه المسعورة الى مدينة الصدر لينتقم منهم بشاحنة مليئة بالمتفجرات قتلت ثمانين عراقيا شيعيا فقيرا يرفضون التسلط الايراني ويعتزون بهويتهم العراقية – العربية .

 هل عرفتم ” من ” هم كلاب سليماني ..؟؟

قوات داعش .. ولا أحد سواها !!

هل فهمتهم كيف تعمل داعش باوامر سليماني ..؟

داعش هي ( العفريت ) الذي يخرجه الفرس من قمقمه لينفذ أوامرهم كما يريدون !

داعش التي مضى على احتلالها للموصل عامين وقتلت عشرات الوف العرب السنة من العشائر ومن الاكراد ومن اليزيديين ومن المسيحيين .. ولم تقتل ايرانيا واحدا أو شيعيا واحدا !

هي عصابة الفرس التي تنفذ استراتيجيتها السرية بأيد مزيفة تحمل بصمات اسلامية سنية مزورة .

====

المصدر: صفحة محمد خليفة على الفيسبوك.

12_ 05_ 2016

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. ملالي طهران عملت على زرع أذرع إرهابية تؤتمر بأجندتها، وتستخدمها لردع كل من يخالف ذلك، رؤية إستشراقية من قبل الكاتب والمناضل العروبي محمد خليفة عن دور ملالي طهران بالعراق وكلابها التي تنبح على كل من يعاديها، الله يرحمه ويغفر له ويسكنه الفردوس الأعلى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى