
مدهشٌ جدّا بيان قيادة رابطة الكتّاب الأردنيين الذي يدعو “الجهات المسؤولة في الإدارة والأمن” في سورية إلى العمل على إعادة المخطوفة الدكتورة رشا ناصر العلي إلى عائلتها بأسرع وقت ممكن”. مدهش لأنه استثنائي، إذ يقرّر أن الأستاذة الجامعية الدكتورة “مخطوفة”، فيما ملابساتٌ غامضةٌ جدا ما زالت بشأن قضية اختفائها. وبالتأكيد، ليس لنا إلا مساندة هذا المطلب المحقّ تماما، والذي أشارك بشأنه قيادة الرابطة في دعوتها الرائعة هذه.
البيان استثنائي جدا، لأن من غير المعهود في قياداتٍ تعاقبت على الرابطة هذا الحرص على جلاء مصير كاتبة سورية في بلدها، وعلى مصائر السوريين، الذين تعرّضوا إلى مذابح مشهودة في زمن الأسد الهارب، ولم نصادف للرابطة بياناً يتعاطف مع الضحايا. كما أن الرابطة لم تُصدر بيانا يهنئ الشعب السوري بخلاصه من عهد الأسد الذي كان يختطف سورية، ويدعو إلى سورية ديمقراطية وتنعُم بالحريات.
للتذكير فقط، سلّمت الحكومة اللبنانية شاعراً مصريا، اسمُه عبد الرحمن القرضاوي، إلى الإمارات التي جلبته بطائرةٍ من مطار بيروت، ولم نقرأ لقيادة الرابطة الحريصة على شعراء الأمة وكتّابها بياناً يدين هذا السلوك، أو يطالب على الأقل بكشف مصير هذا الرجل. والرابطة ما زالت مدعوةً إلى إشهار بيان كهذا، لتأكيد مصداقيتها فقط.
… بصراحة، لم يصدُر البيان بشأن الدكتورة رشا ناصر العلي، والذي يؤمل جلاء اختفائها الغامض، وعودتها إلى عائلتها، إلا للطعْن في التغيير الذي شهدته سورية. كان على الرابطة أن تصدر بيانا يناشد السوريين خلع السلطة الحالية، واستعادة بشّار الأسد، بدل هذا البيان الغريب العجيب، المدهش، … الرائع.
المصدر: صفحة معن البياري
نعم من الغريب ومن غير المعهود في قياداتٍ تعاقبت على رابطة الكتّاب الأردنيين أن تتدخل بشؤون مصير كاتبة سورية مختفية في بلدها، ولم نشاهد منهم أي موقف عن مصائر السوريين، الذين تعرّضوا إلى مذابح مشهودة في زمن الأسد الهارب ,