أولا: أمريكا استنفرت واستنفر معها كل العالم. النظام السوري ضرب الشعب السوري بالكيماوي. ألف وخمسمائة شهيد وآلاف المصابين… عمل إبادة جماعية لا يمكن الصمت عنه. بريطانيا تتحدث عن ضرورة معاقبة النظام . وكذلك فرنسا. كذلك تركيا يقولون انهم يمتلكون ادلة على استخدام النظام للسلاح الكيماوي…. عشر رؤساء أركان جيوش منها أمريكا والغرب ودول إقليمية. تجتمع في الاردن تناقش الوضع وتعد الخطط وتنتظر القرار السياسي من دولها… لتضرب
ثانيا: كان النظام قد أوغل في القتل والتدمير. وخرج للعالم هو وحلفاؤه.. يهدد الشعب السوري وثورته بانهم ارهابيين. وأنه ماض في “ عمليته الاستئصالية للارهاب والارهابيين”. وهذا يعني لنا كشعب سوري وثورته أن النظام مستمر في معركته ضد الشعب السوري ليكونوا أما قتلى أو يعودوا عبيدا.. وفي الواقع لم يستطع التقدم عسكريا. بل على العكس تراجع في الساحل وفي حماة وريف دمشق وفي الدير ودرعا… في كل مواقع المواجهة نع الثورة السورية .. معنويات جنده وعصبته من مرتزقة واغلب الطائفة الموالية له كانت منهارة . كان بحاجة لانتصار نوعي يفرض شروطه على الأرض
ثالثا : روسيا قدمت الدعم دوليا بكل شيء: سلاح وعتاد ودعم بالفيتو في مجلس الأمن. ايران وحزب الله وعراق المالكي دعموا النظام اقليميا سلاح ورجال ومال ومرتزقة. واعتبرت معركة وجود بالنسبة لهذا التحالف. نقطة المقتل بالنسبة للنظام هي . لاعتقاده أنه فوق المحاسبة. التقط الردة على الربيع العربي .على أنها مباركة لدولته الاستبدادية. وأنه تصرّف علنا وسرا على أنه حليف استراتيجي (لاسرائيل). وانه ضد المد الإسلامي بصفته (إرهاب قائم أو محتمل). وجاء من قدم له النصيحة القاتلة .عن ضرورة استعمال الكيماوي حتى يعدل ميزان القوة على الأرض . وبأن ذلك يمر دون رد. سواء من خلال عرقلة قرار دولي في مجلس الأمن بفيتو روسي . او من خلال ايحاء ثم إعلان روسيا بانها مع النظام حتى النهاية . ولو حاربت العالم كله.؟!!…
ضرب النظام السوري الشعب بالكيماوي بشروط تكتيكية مدروسة. بوجود المفتشين الدوليين . وادعى أن “الإرهابيين” يقصد الثوار يريدون إحراج النظام ويريدون تعطيل عمل المفتشين بأن لا قرار دولي بأن يفتشوا، وأن الطريق والمكان غير آمن للوصول الى مكان القصف الكيماوي، لأن “الارهابيين” الثوار يمنعون ذلك، حتى يطير الغاز وتهرب الأدلة
رابعا. حسابات النظام لم تكن صحيحة. الغرب واسرائيل تعاملوا مع النظام السوري كل الفترة الماضية على قاعدة أنه (عدو تحت السيطرة). وتم التعامل معه بوسائل الحرب والدبلوماسية تارة كخصم محارب (الحروب مع إسرائيل) واخرى كحليف في الكويت، وبشكل نسبي في لبنان . واخرى بين بين في العراق، وواجهة لإيران في علاقتها مع الإقليم والعالم بعد حركة الخميني.. هذه الحالة أعطت للنظام شعور انه طرف لا يستغنى عنه. وحاول أن يلعب بازدواجية مفضوحة قبل الربيع العربي. فهو مع حلف (الممانعة والمقاومة) إيران وحزب الله وبعض الفصائل الفلسطينية. وأنه جزء من البنية السياسية والاقتصادية مع حكام الخليج بشراكة استراتيجية (بزواج غير شرعي) ضحيته الشعب السوري باقتصاده وثرواته… مع ذلك وبعد الربيع العربي والسوري. أدرك الغرب (واسرائيل) .أن النظام ساقط لا محالة شعبيا. وأنه مرتبط وجوديا مع إيران وحزب الله فكانوا أمام قرار استراتيجي .انهم مع استمرار الصراع في سوريا ولا نعلم هل هم مع سقوط النظام السوري؟
خامسا. لكن قرار قبول إسقاط النظام كاحتمال أمام الغرب اقترن بدعم الجيش الحر وفصائله واقترن بالاستفادة من تمترس النظام في سلطته الاستبدادية ، عبر قتل الشعب السوري وتشريده وتدمير البلد. وان الشعب والثورة لن تتنازل عن ثورتها مهما كان الثمن. فطرح الغرب نفسه اعلاميا انه مع إسقاط النظام ولكن دون تدخل. ثم عدل موقفه بضرورة تعديل سلوك النظام. وهكذا فهم النظام السوري ان الغرب و (اسرائيل) مع استمرار حكمه. ووصلت رسالة للشعب والثورة اقليميا ودوليا (الغرب والخليج وتركيا ) انهم مع الثورة السورية ؟!! . وقدموا بعض الدعم المالي والإغاثي والسلاح لتستمر الثورة ولا يسقط النظام. حتى تتحقق المصلحة الاسرائيلية والغربية: بتدمير سوريا وضرب لحمتها الوطنية وبنيتها التحتية و ارجاعها للخلف عشرات السنين وضرب قوتها العسكرية. وتطور الموقف بعد ذلك لدخول حزب الله في الحرب علنا ضد الشعب السوري. وجعل الغرب الهدف مزدوجا ولو ادعاء اسقاط النظام وضرب قوة حزب الله ووجوده العسكري والسياسي إن أمكن من خلال حربه على الشعب السوري وإلغاء مشروعيته التي كان حازها في حربه مع الصهاينة. وتطور الإيحاء للنظام بأنه محمي بحيث تجرأ وضرب النظام الكيماوي ضد الشعب السوري
.سادسا : حصيلة عنف النظام وارهابه ووحشيته مع حلفائه ضد الشعب السوري مئات الآلاف من الشهداء والجرحى والمعتقلين والمفقودين أما المشردين واللاجئين والنازحين داخليا وخارجيا بالملايين. والطائفية اصبحت دماء تسيل ، ولم تبقى مشاعر فقط ولو من جهة النظام وحلفاؤه . وتوسعت لتشمل السنة لمواجهة العلويين والشيعة. و تمترس الآخرين وراء طوائفهم واثنياتهم… والنار تشتعل في لبنان والعراق وموارد المنطقة كلها منصبه في مزيد من هدر الدم… تحقق المطلوب من ترك حرب النظام تطول ما يزيد سنتين ونصف الى الآن وتصبح كارثية على كل الشعب السوري ودول الجوار
سابعا. ضرب النظام السوري الشعب بالكيماوي.. وبدأت الخطوة الثانية بادعاء إسقاط النظام بعد أن تحقق المطلوب من التأخير… والان يحاسب على فعلته. هكذا اعتقدنا ،الأدلة موجودة والقوى العسكرية متأهبة. وروسيا التقطت الرسالة يكفيها ما حصلت من الغنيمة. فهي كجزء من المنظومة الرأسمالية العالمية. لن تحارب القوى العظمى وعلى رأسها أمريكا. والنظام منهك جيشه اغلبه انشق وأصبح يحمل السلاح ضده، والباقي عصبة طائفية مرتزقة ستنفض عنه . عند الجد تتركه الى مصيره السقوط والانهيار
هكذا اعتقدنا في لحظة فارقة. لكن حدث تغيرا سريّا وأصبح علنيّا. لقد اتفق الأمريكان والصهاينة وطلبوا من الروس انقاذ النظام من السقوط وقام الروس بالتقاط المطلوب وبدأوا يعدون العدة للدخول الى الحرب في سورية لإنقاذ النظام السوري المتهالك الآيل للسقوط
ثامنا. هكذا كان النظام في موقف يائس وانهياره وشيك يهدد ويتوعد والثوار في العاصمة يسمعونه صوتهم ويرى فعلهم.. وتهديد النظام بضرب (اسرائيل) كعدو مدعى ليحصل شرعية قتل الشعب السوري ليس ما يدعيه سهلا فإن ضربها حفر قبرة بيده برد اسرائيلي ودولي وان سكت اسقط آخر دعواه أنه يحارب (اسرائيل) وحلفائها.. وكذلك حزب الله وايران .ان اي رد يعني ان حرب وجود ستطالهم وهم في أسوأ حالاتهم. إيران تعاني من مشكل اقتصادي مستفحل . وبرنامجها النووي مختلف عليه وعقوبات دولية تحاصرها .ورئيس جديد. توقيت حرب خاطئ وفاشل .أما حزب الله. فهو يحاول ترميم مشروعيته بعد ان تبين انه طائفي ويخدم النظام الاستبدادي السوري ويشارك في إشعال لبنان.. سيضرب من الصهاينة ولن يجد من يرحمه أو يهلل او يدافع
لكن تبين بعد ذلك ان هناك تكامل أدوار بين الغرب والصهاينة وروسيا وإيران وحزب الله. لاستمرار الحرب في سوريا وتشريد أهلها وتدميرها. انقاذ النظام من السقوط لأنه الأكفأ لخدمة أمريكا والغرب والصهاينة.
.تاسعا. في كل الاحوال نحن الشعب السوري والثورة السورية .نعتبر ان اي عمل ضد النظام السوري. هو من مصلحة الشعب السوري. ولا مكان عندنا ابدا لاي حوار عن اعتراض على تدخل خارجي.. النظام بفعله الوحشي بحق الشعب السوري وقصف الكيماوي أحد مظاهره الغى أي تحفظ عندنا عن مساعدة شعبنا لإسقاط النظام وتحررنا منه
لكن ذلك بقي املا و وهما لم يحصل. بل أصبحت سوريا بعد ذلك غابة حرب من كل الاطراف الاقليمية والدولية و كعكة يتقاسمها الأعداء جميعا.
.عاشرا.أننا نحن الشعب السوري وثورته.مازلنا عند أهدافنا .من اول ثورتنا .اسقاط النظام ومحاسبته وبناء الدولة الديمقراطية.. محققين اهدافنا بالحرية والكرامة والعدالة والتقدم والدولة الديمقراطية…
.اخيرا ان ما سيحدث لن يكون نهاية المطاف مع النظام لكنه خطوة على طريق
.انتصار الشعب السوري على اسوأ نظام قمعي استبدادي وحشي في التاريخ
هكذا نأمل…
.27.8.2013…
هل كان التكامل بين أدوار الأنظمة الغربية والصه.اينة وروسيا وإيران وحزب الله ؟ هو لإنقاذ نظام طاغية الشام واستمراره بالسلطة وحربه على شعبنا وتشريد أهلنا . لأنهم الأكفأ لخدمة أمريكا والغرب والصهاينة، أثبتت الاحداث ذلك وخاصة بقصفه الكيميائي وغض الطرف عن الجريمة بعد تسليم المخزون الكيميائي.