.قرن ودمنا لم يروي الأرض بعد..؟!!.
.ظلم لم يستطع أن يهزم حق..
.عالم يصنع الجريمة ويرعاها..؟!.
.وشعب يموت مجددا ..كروتين.؟!!.
.ونحن في كل أرض العرب ضحايا..!!
.تحيا ثورتنا في كل بلاد العرب…
اولا. أكثر ما شغل العالم والعرب في القرن الماضي؛ هو قضية فلسطين؛ يوم وعد بها الصهاينة اليهود، و احتلها الإنجليز وهاجر إليها اليهود تباعا، وملكوا أرضها غصبا وظلم أهلها، ويوم خرج الانجليز وأعلنت دولة الصهاينة (اسرائيل) في 1948، وقتل الفلسطينيين وهجروا بمئات الآلاف وكانوا ضحية مجازر و بؤس وظلم لم يخرج اغلبهم منه إلى الآن، وأصبحت (إسرائيل) كيانا غاصبا ومتعديا وذراع لضرب الوجود العربي ولأي مستقبل أفضل للشعب العربي؛ زيادة على إلغاء وجود فلسطين كدولة وتحويل الفلسطينيين للاجئين ومشردين وضحايا ظلم مركب لمن بقي منهم في فلسطين التاريخية أو لمن تشرد في كل اطراف الأرض.
ثانيا. لم تستطع كل ادعاءات الغرب والصهاينة: بأن فلسطين هي ملكية تاريخية لليهود، لم تستطع أن تلغي حق اهلها المباشر بها، فأحاديث الأساطير لم تستطع أن تلغي حق ملكية ووجود ملايين الفلسطينيين في فلسطين إلا بالقوة العارية. القوة التي قتلت وشردت شعبنا في 1948 ، والتي اعتدت على مصر 1956 ، والتي استكملت احتلال فلسطين التاريخية وقتلت وشردت مجددا واحتلت الجولان السوري وسيناء المصرية حتى قناة السويس في 1967 ، والتي لم تستطع حرب 1973 أن تعيد أي شيء من الحقوق لشعبنا الفلسطيني في أرضه ووجوده.
ثالثا. ولم يكن أمام شعبنا الفلسطيني من خيار إلا أن يعمل وبالقوة لاسترداد أرضه وحقوقه، وكانت الحركة الفدائية من ستينيات القرن الماضي مع حركة فتح وأخواتها والتي أعادت الإحساس بالكرامة ، وبأن الشعب المشرد توالد فدائيين لا يقبلون الظلم أن يدوم ومصرين على التحرير والعودة ، وبما أن من صنع دولة (إسرائيل) وهي نفسها تصرفوا بأعلى درجات العنف والقتل والتدمير .فكانت حياة أهلنا الفلسطينيين دوما مآسي وكوارث وفقر وجوع وقتل وتشريد متواصل.
رابعا. لم يتعامل الغرب الذي صنع (اسرائيل)، ولا (إسرائيل) نفسها ولا الأنظمة العربية الاستبدادية مع قضية الفلسطينيين وحقهم بأرضهم و دولتهم الفلسطينية في أي مرحلة من المراحل بجدية لم يبحثوا عن حل جذر ، بل كانوا يعتمدون حلفا ثلاثيا على استيعاب الفلسطينيين في بلاد اللجوء ، وعلى استعمال العنف المطلق مع الحركة الفدائيه حتى استئصالها تقريبا؛ فبدأ من ايلول الاسود1970 ، وإخراج الفدائيين من الاردن ، ومنعهم من العمل من سوريا ومصر بعد 1970 ، وحصر نشاطها في لبنان وتحويلهم في لبنان لمبرر لصراع أهلي امتد من 1975 حيث دخلت القوات السوريه للبنان حتى 1982 تاريخ الإجتياح (الإسرائيلي) له، والتوافق على أبعاد الفدائيين من لبنان مطلقا وتقاسم النفوذ في لبنان بين النظام السوري (وإسرائيل).
خامسا. لم يستطع ابعاد الفدائيين عن فلسطين وجوارها أن يلغي الحق التاريخي لهم بالعمل لاسترداد ارضهم ودولتهم، ولم تستطع المشاكل بين فصائل الفلسطينيين وانقسامهم واختلافهم الاستراتيجي والتكتيكي أو تبعية بعضهم لبعض الأنظمة التي استخدمتها لمصالحها وليس لمصلحتهم الوطنية. كل ذلك لم يلغي ابتكار الفلسطينيين وسائل وأساليب في مواجهة العدو الصهيون ، من عمليات فدائية ادمت العدو، أو من انتفاضات جعلته ضعيفا أمام حركة شعب لا يستطيع أن يواجهه بالعنف العاري دوما ، فكان هناك توافق على عودة الفدائيين ليكونوا هم الحكام (شكليا).بعد انتفاضة التسعينات في ارض فلسطين 1967، واعتقدوا أنهم بذلك يحصروا الشعب والفدائيين وينهو حقوقهم بالتقادم ، ووراءهم النظام العالمي والدول العربية المستبدة التابعه لكن ذلك لم يحصل، وتصرف الفدائيين معبرين عن الشعب وعلى رأسهم أبو عمار ورفض أن يبيع شعبه وحقه بالأرض والدولة، وسقط شهيدا في صراعه مع الحلف الثلاثي (إسرائيل) و الغرب والأنظمة العربية الاستبدادية التابعة.
سادسا. لم يستطع العدو الصهيوني أن يجتث من شعبنا الفلسطيني حقه بالاستمرار بمقاومته، وتغيير أشكالها وتجلياتها سواء بمحاولته أن يدعم خطأ مهادنا في فتح وزج الخط المقاوم بالسجن ، وإدخال السلطة الفلسطينية في لعبة التسويف والشروط والشروط المتبادلة ، أو اللجان الدولية ، أو من خلال الضغوط الدولية، أو عبر الانظمه المستبده التابعة. بحيث صار هناك مسافة بين الحكومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني، وهناك حراك دائم ، والحال لا يقبل به أحد، وبدأت سلطة محمود عباس تفقد المصداقية، ولكنها لم تستطع أن تتنازل لدرجة تخون بها شعبها وقضيتها ، وتركت تتحرك في مساحة المسموح بها لإعلان موت القضية الفلسطينية كأمر واقع وتحويلها من قضية شعب وأرض ودوله؛ الى تصريف حياة بشر تحت الاحتلال وانتهاكهم بلقمة عيشهم العصية على التحصيل، ومن يفكر بغير ذلك فله السجن كحل الزامي لكل فلسطيني في أرض فلسطين.
سابعا.غزة شعب يتراكم على أرضها بحجم لم يستطع العدو الصهيوني ان يستوعبها، هي مقاومة تدميه دوما وجراحها تزيدها قوة و اصرارا وتحديا، لذلك قرر العدو أن يغادرها ، يعني تحررت غزة ولكن حوصرت من العدو ومن النظام المصري التابع المستبد ، وبعد ذلك فقدت (شرعيتها)؟! كجزء من حكومة وحدة وطنية مع فتح -(في لعبة محاصصة تحت سيف الاحتلال ومصلحته)-، غزة البشر لم تستسلم وبقيت الغصة التي تقض مضاجع العدو ، والمنارة التي يمتد نورها لكامل فلسطين التاريخية، دائما تتهم بانها تتوالد الإرهاب وتصنعه، ودائما تتلقى الاعتداء وتخرج منه اقوى و أنضج وأكثر قدرة على التصرف.
ثامنا. لن أدخل في لعبة التقسيم والتقييم العقائدي ففي مرحلة التحرر الوطني من المستعمر والمستبد .كل العقائد تعود للخلف لتخدم تأجيج معركة التحرر الوطني وصولا للدولة الديمقراطية العادلة من الاستبداد والاستعمار، ولن ندخل في قراءة سلوكيات المقاومة الفلسطينية عبر أكثر من سبعة عقو، فهي كانت محكومة دوما بشروط الزمان والمكان والحلفاء والبحث عن المعيل والداعم، وإن أخطأت يوما لاعتبارات الحالة سرعان ما صححت، والخط العام للثورة كان مع حق الشعب بالأرض والدولة، ولا يعتد ابدا بمن باع موقفه وسلوكه لخدمة أنظمة استبدادية تابعة او حتى العدو الصهيوني بشكل غير مباشر ، فهؤلاء ليسوا من الثورة ابدا والشعب صنفهم ويحاسبهم عندما يأتي وقت الحساب.
تاسعا. دائما كنا نؤمن أن قضية فلسطين هي جزء من قضية العرب العامه، الدول العادلة الديمقراطية المحققة لمصالح شعوبها ، وهذا ما لم يتحقق للأن .ولذلك نرى أن محنة الفلسطينيين مع الاستعمار الصهيوني ومحنة العرب في دولهم المستبده والشعب في فلسطين والدول العربية حلفاء ، والأنظمة المستبدة التابعة والغرب والعدو الصهيوني حلفاء أيضا، ونحن نخوض صراعا كل في مكانه وزمانه .للتحرر من الاستعمار والاستبداد، وعندما جاء الربيع العربي وسقطت الأنظمة المستبدة تباعا، اعتبرنا أن ذلك خطوة على طريق احقاق الحق الفلسطيني بالأرض والدوله، وعندما ظهرت الردة وأعادت احتلال مصر لصالح الاستبداد وأدخلت ليبيا واليمن في حرب أهلية، وتركت للنظام السوري الفرصة يصنع مجده على هدر دماء الشعب وتدمير البلد وإحياء الطائفية وتدعيمها عمليا، وأعطت دفعة للقاعدة عبر دعم اسباب وجودها ، وتركت إيران وحزب الله وعراق المالكي يتصرف بحرية قتلا وتدميرا مع النظام المستبد ضد الشعب السوري، وعندما ترك المالكي ودستور بريمر يعمل تخريبا في العراق .لتخرج ثورة حرية وكرامة وعدالة ودولة ديمقراطية حقه، وان يدخل على الخط القاعدة هناك ايضا وغيرها، وان يصبح شعار المرحلة صراع طائفي دامي على الأرض بالمباشر ، وصراع ايراني عربي بالغير مباشر، وبكل الأحوال دمنا في كل المواقع هو المستباح.
.اخيرا .في غزة الآن فصل جديد من معركة الكرامة والحرية والعدالة والتحرر والبحث عن الدولة الديمقراطية يتم كتابته بدم اهلنا، الثمن غال لكن الحساب الختامي هو تقدم خطوة على طريق الأهداف ، وكذلك في سوريا حيث شعبنا ما زال ضحية مزيد من القتل والتدمير لكنه يتقدم على الأرض ببطء، وميزان القوى الدولية يعمل لاستمرار الصراع في كل المواقع، ونحن في كل بلاد العرب نعمل لنسترجع ثورتنا حيث سرقت (مصر) ، وننتصر في سوريا والعراق وغزة ، وأن تستعيد وعيها واتجاهها في ليبيا واليمن.
.هي حرب وجود نخوضها في كل المواقع ، وهي حرب حق نعتز أننا نحن أصحابه وسنسترده بأذن الله…
22.7.2014…