عشرة أعوام … ولم يتغير شيء.. ||  البراميل المتفجرة. القصف. القتل. المذابح.|| رسائل العالم على يد النظام الوحشي || وصلت..لكن.؟

أحمد العربي

اولا. نحن نقتل كل يوم بل كل لحظة انسانياً . مع هذا القتل الوحشي العشوائي لشعبنا البريء والاعزل والمظلوم… نحن أمام حالة ابادة جماعية للبشر والحجر والشجر..يعني للانسان ووجوده بكل فعالياته… يذكرنا بالأوروبيين الذين غزوا أمريكا وقتلوا الملايين من شعبها الأصلي. الذي انقرضوا تقريبا ولم يبقى منهم الا من بقي عبرة للتاريخ والمتاحف.؟! . ويظهر أمامنا أمريكا وكأنها ولدت من رحم مئات السنين السابقه. رغم أن بشرا عمرهم آلاف السنين ذهبوا للعدم.. بعض الأفراد والآثار يذكر بوجودهم السابق.. هل يريدون بسوريا وشعبها أن يحصل ذلك..؟

ثانيا. لتحمل المسؤوليات قبل الاستطراد بسرد أحلامنا المشروعة فمنذ نهاية الحرب العالمية الثانية توافق الكبار المنتصرين على أن يحكموا العالم وبالقوة عبر آلية هيئة الأمم ومجلس الأمن .وسيطرة الدول الدائمة العضوية . والفيتو سيئ السمعة.. وكان ذلك أيام الحرب الباردة (يعني حرب بالواسطة بين الصغار لصالح الكبار). أو بعد سقوط المعسكر الاشتراكي الشرقي. وتحول روسيا لتكون قوة في النظام العالمي بذاتها. عبر توافقها مع قوى دولية مثل الصين او اقليمية مثل ايران … وبكل الأحوال استمر صراع المصالح مقنن وفق ارادة النظام العالمي اياه. وبفاعليه الأساسيين. وعلى رأسهم امريكا… يعني لا تصرف من اي دولة محلي او اقليمي إلا متابع وهناك موقف دولي منه وهذا يحصل منذ قرون. هذا يجعلنا نفهم اعادة السيطرة على العالم الثالث ونحن منه عبر آليات مختلفة عن الاستعمار المباشر. وذلك عبر الحكام التابعين وتقاسم المصلحة معهم. وعبر تثبيت وجود (اسرائيل). في منطقتنا وجعلها أساس حراك الغرب مع بلادنا. وطبعا مصالحه الاقتصادية الاستراتيجية عندنا وخاصة النفط

ثالثا.سنفهم وفق ذلك نصرة الغرب لوجود اسرائيل اغتصابا لفلسطين. وتشريدا وقتلا لشعبها. ونفهم مساعدتها في حروبها ضد العرب. والتي تكللت كلها بمكتسبات ل(اسرائيل) وحولتها لللّاعب الاول والاساسي في منطقتنا. سنفهم منعنا من التقدم لبناء الديمقراطية في دولنا. عبر دعم دول تابعة للغرب مطلقا. سنفهم الحرب العراقية الايرانية استنزاف للكل. وسنفهم حرب احتلال العراق واعادته مدمر بشريا وعمرانيا أكثر من نصف قرن..وسنفهم حديثا هذه الوقفة المعادية للربيع العربي. سواء بالردة عليه حيث انتصر في مصر وليبيا وتونس. أو بجعل ثمنه غاليا في سوريا كنموذج مختلف ومتميز

رابعا.في الحالة السورية هناك عمل أشبه بمختبر تجارب ولكن في حياة البشر.. هناك عمل لتحويل تنوعنا التاريخي. طوائف واديان واثنيات إلى مادة صراع صفري مطلق. لا منتصر به والكل ضحايا الإبادة جماعية وبيد الأطراف نفسها… وللوضوح نقول إن ترك النظام الوحشي في سوريا يستمر في القتل والتدمير والتشريد بهذا الشكل الكارثي وتحت نظر العالم وصمته المعبر فعليا عن قبوله بما يحصل. وان النظام احتل طائفة العلويين (أغلبها) وجعلها أداة قتل جماعي . زرع أسباب استحضار الوحش الطائفي الذي لا يبقي ولا يذر. وزاد بذلك تحالفه مع حزب الله وإيران وعراق المالكي. بلونهم الشيعي المدعى والمعلن من قبلهم. لكي تزداد المأساة وتتفاقم المشكلة. بتنوعنا طوائف الممتد في كل بلاد العرب والمسلمين… وهكذا إن المنطقة تساق بيد نظام وحشي وبرضى من النظام العالمي. لتكون حربا طائفية ممتدة تأكل الأخضر واليابس… وعلى الأرض شواهدها في لبنان والعراق بوادرها

خامسا. وبما أن الفعل يولد ردة عليه. فثورتنا بدأت سلمية. والأهداف إسقاط الاستبداد وبناء دولة ديمقراطية محققة الحرية والعدالة والكرامة.. وان رد النظام العنفي حول الثورة للعنف. وان استمرار النظام بوحشيته وبلونه الطائفي العلوي والشيعي الوافد.. دفع لردة فعل دينية طائفية. ابتدأت خجوله وأصبحت بعد ذلك مغطية للمشهد الثوري. وأصبح القول بالثورة الوطنية الديمقراطية. كفرا وكلاما في فراغ.. وزاد ذلك فعل مدروس من المانحين للثورة. من خلال تقوية الأطراف الإسلامية. وإضعاف الاطراف الوطنية الديمقراطية لدرجة الالغاء ولأسباب واهية ومتنوعة . ادت الى بنتيجة واحدة وهي الغاء الصوت الوطني الديمقراطي في الثورة… وزاد على ذلك السماح بدخول القاعدة وفكرها الاقصائي التكفيري والطائفي ايضا. دخولها بسوريا وتركها تنمو وتتغول وتملأ المشهد في كثير من الأماكن في سوريا (المحررة).. كل ذلك يخدم تحويل الثورة من ثورة وطنية ديمقراطية تسقط النظام وتبني دولتها الديمقراطية لأهدافها المحددة. لتصبح حربا أهلية. تغذيها كل الاطراف الدولية والاقليمية. ولا منتصر فيها ولن تنتهي لانها حرب الغاء متبادلة . تقتات من القتل الوحشي اليومي . ومن منظومة فكرية مغلقة تدعم هذا التوجه وتؤبدّه.. وبدم شعبنا وتحوله لوقود مجزرة جماعية مستمرة مع تدمير البلاد لعشرات السنين القادمة

سادسا.كل ذلك وفي خارج الواقع الفعلي الممارس على الأرض. هناك عمل شبه مسرحي. سواء بمن يعبر عن الثورة ويمثلها. كائتلاف ومجلس وطني وغيرهما من تعابير السياسة الداعمة للثورة. مسكونة بغياب وضوح الرؤية وعجز الامكانية. والفردية والمحاصصة والإقصاء والشللية والصراع على حساب الشعب والثورة. وكل ذلك برضى الأطراف جميعا وخاصة مدعي نصرة الشعب السوري وثورته

الكل بعيد عن الواقع الحقيقي . ويكاد يكون وجوده اقرب لشاهد زور على جريمة قتل الشعب السوري كله. وتدمير سوريا كلها الآن وفي المستقبل.. لن يغير واقع الحال كل محاولات الائتلاف أن يصنع شيئا. ولا المؤتمرات التي تغني في بابل وسوريا كلها تستباح يوميا. إننا امام لحظة الحقيقة علينا أن نقف قليلا ونتأمل حالنا ونقرر ..مالعمل…؟

سابعا.كل المستجدات لن تغير من حقيقة أننا ثورة تحرر وطني من الاستبداد الوحشي. واننا نعمل من اجل اسقاط النظام ومحاسبته وبناء دولتنا الديمقراطية. وان كل متغيرات الأرض والموقف الدولي الداعم لقتل الشعب السوري وتدمير البلد تدفعنا لنتحرك وفق وضوح رؤية استراتيجية. بأننا لوحدنا في معركتنا. وان المادة الأساسية للثورة (شبابنا) خارج كل ما يحاك لنا. واننا بهم ومعهم نستطيع أن نعيد ثورتنا لوضعها الاول وان ننتصر ايضا.. مطلوب ان نتوحد سياسيين نرتفع عن كل الصغائر .وأن يتوحد الثوار على الأرض بالاغلب الاعم وان نفرض ما نريد على العالم كله.. انها معركة وجودنا لأجيال قادمة

.اخيرا.لنعترف أننا في مأزق .وأن دماءنا المستباحة كل يوم. وفي كل أراضي سوريا. وان هذا العمى والصمم والخرس الذي يمارسه العالم في التعامل معنا. يجعل مستقبلنا كلنا كشعب سوري في مهب الريح… ولذلك اصبحت مسؤوليتنا تاريخية ووجودية وانسانية عنا وعن مستقبل اولادنا. لنتقدم للقيام بالدور المطلوب .. قبل ان نصل لمرحلة يكون الوجود الوطني السوري في خبر كان . وتصبح كل الأعمال دون معنى ودون جدوى

.شعبنا ينتظر منا الكثير لنبادر وكل في موقعه وبممكناته

22.12.2013

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. عشرة أعوام من المقال وما زال طاغية الشام بإجرامه بقتل المدنيين وتدمير البنية التحتية والمشافي ودور العبادة و … والعالم ساكت .

زر الذهاب إلى الأعلى