آداب الاختلاف.. وحدود قبول الاخر.

أحمد العربي

.هذا الموضوع يرتبط مع غيره.. فلا يمكن بحث الآداب المتعلقة بالاختلاف. قبل بحث الاختلاف نفسه. نفسيا ومجتمعيا. ومرجعيته الفكرية والعقائدية والدينية..

.الاصل ان يؤمن البشر تنوعهم واختلافهم من حيث المبدأ. وأن يقروا بنسبيتهم بمعرفتهم للطبيعة والكون وما وراء الطبيعة أيضا يعني الغيب. .المشكلة هي عندما يعتقد البعض أنهم يملكون الحقائق المطلقة. والبعض يؤمن أنه عليه أن يهدي الناس إلى عقائده الصحيحة. دينية وغيره. وهذا حق مبدئي لكل انسان. لكن وفق ضوابط الاحترام الإنساني وحق الآخر أن يختلف ويناقش وينتقد ويرفض. وأن لا يؤدي ذلك الى العداء والصراع..

.المشكله الاسوأ ان البعض يعتقد أنه يمتلك الرؤية الحق والسلوك الحق. وأنه مكلف من الله للتوضيح. وتنفيذه ولو بالإكراه. وهنا يحصل القهر الذي تمارسه السلطة السياسية المستبدة لتنفيذ رؤيتها أو مطالبها. أو تمارسه بعض الحركات الدينية بحق الناس على أنه أمر إلهي. ونحن نختلف مع هذا الرأي و السلوك. لأنه يتناقض مع جوهر الحرية الإنسانية. ومع جوهر الأديان وخاصة الإسلام… خاصة ان الاسلام يدعو الى الله يعني الى الحق بالحكمة والموعظة الحسنة. ولو ان البعض اوّل بعض النصوص القرآنية بما يعني الإلزام والإجبار على رؤى محددة وسلوك محدد… ولو كانت تؤدي لقهر الناس أو الصراع معهم…

.وهناك فرق بين ما يتم التوافق عليه مجتمعيا على انه  ممنوع ان يمارس. كعدم ذم الاديان او الاساءة لعقائد الآخرين. وهنا المنع قانوني. والعقوبة على الإساءة قانونية…

.واذا دخلنا في صلب الموضوع بالمباشر. فعلينا ان ننشئ الجيل الجديد على ثقافة الاختلاف والتنوع. وحق الاقناع بالعقل ووفق شروط الاحترام. وان لا يتجاوز الحوار الموضوع المتحاور حوله. ليساء لذات المحاور او المختلف او فكره او اعتقاده. وهي مهمة مجتمعية وتربوية ويجب أن ترعاها الدولة الديمقراطية.. ولا ننسى ان ذلك يتطلب تطويرا في البنى الفكرية الدينية الإسلامية وغيرها. حيث تعتمد الحوار واحترام الاختلاف والبحث عن الحق والانتصار لكل ما يحقق للإنسان والجماعة الوطنية الحياة الأفضل…

..احمد العربي…

27.6.2016…

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. لا يمكن بحث آداب الاختلاف قبل تحديد الاختلاف نفسيا ومجتمعيا. ومرجعيته الفكرية والعقائدية والدينية. ، قراءة موضوعية لمفهوم الاختلاف والحدود المحدد لها .

زر الذهاب إلى الأعلى