أسلحة أوروبا والناتو في الطريق لأوكرانيا وروسيا تتعهد بالرد

موسكو تعزز تكنولوجيا الطيران وتقصف خاركيف بعد ساعات من زيارة وزيرة الخارجية الألمانية المدينة. تعهد الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، الثلاثاء، تعزيز دعمهما لأوكرانيا لتقوية دفاعاتها في وجه الحرب الروسية وتكثيف التعاون بين أوروبا والحلف الذي تقوده الولايات المتحدة.

ولطالما سعى “الناتو” والاتحاد الأوروبي إلى تعزيز التعاون بينهما واكتسبت تلك المساعي زخماً جراء دعم دول الغرب لأوكرانيا.

وقال الأمين العام لـ”الناتو” ينس ستولتنبرغ بعد توقيع إعلان مشترك مع كبار مسؤولي الاتحاد الأوروبي، “علينا الاستمرار في تعزيز الشراكة بين الحلف والاتحاد الأوروبي، وعلينا كذلك تعزيز دعمنا لأوكرانيا”.

وفي وقت لاحق أعلنت الولايات المتحدة أنها ستعقد اجتماعاً مع حلفائها في ألمانيا الأسبوع المقبل لجولة محادثات جديدة في شأن دعم أوكرانيا عسكرياً.

وقالت قاعدة رامشتين الأميركية في ألمانيا أن وزير الدفاع لويد أوستن سيستضيف شخصياً اجتماع مجموعة الاتصال الخاصة بأوكرانيا في 20 يناير (كانون الثاني) في رامشتين.

وأرسلت دول تنتمي لـ”الناتو” والاتحاد الأوروبي أسلحة بمليارات الدولارات إلى كييف ساعدتها في صد قوات موسكو ويضم الحلف 21 من دول التكتل الأوروبي.

قصف روسي على خاركيف

واستهدف قصف روسي مساء الثلاثاء خاركيف، كما أعلن الحاكم الإقليمي، بعد ساعات قليلة من الزيارة غير المتوقعة التي قامت بها وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك برفقة نظيرها الأوكراني دميترو كوليبا إلى هذه المدينة الواقعة في شمال شرق أوكرانيا.

وقال أوليغ سينوغوبوف على تلغرام “ابقوا في الملاجئ! المحتلون يقصفون مرة جديدة!”.

آليات قتالية مدرعة

وأعلنت الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا أنها ستزود أوكرانيا بآليات قتالية مدرعة، غير أن كييف طلبت أيضاً تزويدها بدبابات ثقيلة متطورة.

وأعربت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين عن اعتقادها بأنه “يجب أن تحصل أوكرانيا على جميع المعدات العسكرية التي تحتاج إليها ويمكنها استخدامها للدفاع عن أراضيها”، وأضافت “هذا يعني بالطبع أنظمة دفاع جوي متطورة، لكن أيضاً معدات عسكرية أخرى متطورة، لطالما كان ذلك ضرورياً للدفاع عن أوكرانيا”.

من ناحيته قال ستولتنبرغ إن الداعمين الغربيين لكييف سيجتمعون الأسبوع المقبل مع وزير الدفاع الأوكراني “للتباحث في أنواع الأسلحة المطلوبة بالتحديد وكيف يمكن للحلفاء توفيرها”، وأردف “الأمر لا يتعلق فقط بإضافة مزيد من الأنظمة والمنصات والأسلحة، بل أيضاً ضمان عملها كما ينبغي”.

وتسبب هجوم موسكو على أوكرانيا في قلب النظام الأمني الأوروبي رأساً على عقب، وأثار دعوات للاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي إلى تعزيز التعاون لحماية القارة.

واتفق الجانبان على أن “الناتو” المدعوم من القوة العسكرية للولايات المتحدة يبقى حجر الأساس لأمن أوروبا على رغم محاولات الاتحاد الأوروبي تعزيز دوره الدفاعي.

“الناتو” أساس الدفاع الجماعي

وقال ستولتنبرغ “إعلاننا يوضح أن الناتو يظل أساس الدفاع الجماعي ويبقى ضرورياً للأمن الأوروبي الأطلسي”، كما “يقر بأهمية دفاع أوروبي أكثر قدرة يسهم بشكل إيجابي في أمننا ويكون مكملاً للناتو وييسر التعاون المتبادل”.

ووافق رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل على أن “الناتو” يبقى أساسياً في الدفاع عن الاتحاد الأوروبي، لكنه شدد على أنه لم يتم التخلي عن مسعى تقوده فرنسا من أجل تعزيز “الاستقلال الاستراتيجي” الأوروبي، وصرح بأن “جعل أوروبا أقوى يجعل الناتو أقوى لأن من شأن حلفاء أقوى أن يقيموا تحالفات أقوى”.

وأثارت جهود توسيع دور الاتحاد الأوروبي الدفاعي تحذيرات من احتمال تداخل ذلك مع حلف “الناتو”، كما أثارت قلق دول في أوروبا الشرقية لا تريد التخفيف من مكانة واشنطن بوصفها الضامن الرئيس لأمنها.

منذ أعوام يناقش حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي تعزيز تعاونهما والإعلان المشترك، اليوم الثلاثاء، هو ثالث تعهد من نوعه يتم الاتفاق عليه منذ 2016.

وكان من المرتقب صدور النسخة الأخيرة للإعلان في 2021، لكن أعيدت صياغتها بعد بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا في فبراير (شباط).

سعى الجانبان إلى تعزيز الدفاعات في الفضاء الإلكتروني وتطوير البنى التحتية الضرورية لنقل الجنود بشكل أسرع في أنحاء أوروبا.

ويقولان الآن إنهما يرغبان في تعزيز العمل المشترك الخاص بحماية بنى تحتية حيوية والرد على تحديات في مجال الفضاء والتصدي للمعلومات المضللة.

منظومة باتريوت

وستدرب الولايات المتحدة طواقم عسكرية أوكرانية في قاعدة بولاية أوكلاهوما على طريقة استخدام وصيانة منظومة الدفاع الجوي المتقدمة “باتريوت” التي توفرها واشنطن لكييف، وفق ما أعلنت وزارة الدفاع الأميركية، الثلاثاء.

وتعهدت واشنطن إرسال بطارية “باتريوت” إلى أوكرانيا نهاية العام الماضي لمساعدتها في مواجهة الهجمات الجوية الروسية المتواصلة، في انتصار كبير لكييف التي طلبت من الولايات المتحدة مراراً الحصول على هذه المنظومة.

وقال الناطق باسم المكتب الإعلامي للبنتاغون الجنرال بات رايدر للصحافيين إن “تدريب القوات الأوكرانية على منظومة باتريوت سيبدأ الأسبوع المقبل في فورت سيل في ولاية أوكلاهوما”.

وأضاف “سيعد التدريب ما بين 90 إلى 100 جندي أوكراني لتشغيل المنظومة الدفاعية وصيانتها والحفاظ عليها خلال دورة تدريبية يتوقع أن تستمر أشهراً”.

وأوضح “بمجرد تثبيتها في أرض المعركة، ستسهم باتريوت في تعزيز قدرات الدفاع الجوي الأوكراني وتوفر قدرة إضافية للشعب الأوكراني للدفاع عن نفسه ضد الهجمات الجوية الروسية المستمرة”.

وأدت الدفاعات الجوية دوراً محورياً في حماية أوكرانيا من القصف ومنع القوات الروسية من السيطرة على الأجواء.

تعزيز قدرات الجيش الروسي

في المقابل، تعهد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، الثلاثاء، ببناء ترسانة أسلحة أشد قوة وتعزيز تكنولوجيا الطيران لتحسين قدرات تفادي الدفاعات الجوية وتطوير إنتاج الطائرات المسيّرة بعد سلسلة من الهزائم المذلة في ساحة المعركة بأوكرانيا.

ومنذ أرسل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قواته إلى أوكرانيا في 24 فبراير، تكرر تفوق الجيش الأوكراني الأصغر حجماً، المدعوم من الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين، في الخطط والمناورات على الجيش الذي كان قوة جبارة لقوة عظمى سابقة.

وتحول الصراع إلى حرب استنزاف طاحنة تسببت في مقتل وإصابة عشرات آلاف الجنود من الطرفين إضافة إلى مدنيين في أوكرانيا ولا يوجد بصيص أمل في نهاية للحرب، إذ يعيد الطرفان التسلح بأسرع ما بوسعهما.

وقال شويغو، متحدثاً إلى كبار الجنرالات، “نحتاج إلى التحليل بشكل متواصل ووضع النظم لتجارب مجموعاتنا في أوكرانيا وسوريا، وعلى ذلك الأساس سنعد برامج تدريبية للأفراد وخططاً للإمداد بالعتاد العسكري”.

وأضاف أن روسيا سوف “تزيد من القدرات القتالية للقوات الجوية، سواء في ما يتعلق بعمل المقاتلات والقاذفات في المناطق حيث توجد منظومات دفاع جوي حديثة، أو في ما يتعلق بالمسيّرات”، وأردف “تتركز خططنا الفورية على توسيع ترساناتنا من الأسلحة الهجومية الحديثة، نحتاج إلى تعزيز منظومة الإدارة والاتصالات”.

وبحسب “رويترز”، قال أحد أقرب حلفاء بوتين، الثلاثاء، إن موسكو الآن تقاتل حلف شمال الأطلسي في أوكرانيا وإن الغرب يحاول محو روسيا من الخريطة السياسية للعالم.

وينظر بوتين إلى الحرب في أوكرانيا على أنها معركة وجودية مع الغرب الذي يصفه بأنه غاشم متغطرس وقال إن روسيا ستستخدم جميع السبل المتاحة لحماية نفسها وشعبها من أي معتد.

معارك ضارية

يأتي ذلك بينما تدور معارك ضارية على أطراف مدينة سوليدار، الواقعة في شرق أوكرانيا والقريبة من باخموت، أكثر النقاط سخونة على الجبهة حالياً، وفق ما أعلن قائد مجموعة “فاغنر” الروسية شبه العسكرية يفغيني بريغوجين.

وقال بريغوجين بحسب ما نقل عنه مكتبه الإعلامي عبر “تيليغرام”، “لنكن صادقين يقاتل الجيش الأوكراني بشجاعة من أجل باخموت وسوليدار، تدور معارك ضارية جداً ودامية في ضاحية سوليدار الجنوبية”.

وأضاف، وفق وكالة الصحافة الفرنسية، أن “القوات المسلحة الأوكرانية تدافع بشرف عن أراضي سوليدار، مزاعم الفرار الجماعي من صفوفها لا تتوافق مع الواقع”.

ومدينة سوليدار الواقعة على بعد نحو 10 كيلومترات شمال شرقي باخموت، مجاورة لبلدة باخموتسكي التي أكد الانفصاليون الموالون لروسيا السيطرة عليها.

وشدد دنيس بوشيلين، قائد الانفصاليين في منطقة دونيتسك التي أعلنت موسكو ضمها أخيراً، الثلاثاء، عبر التلفزيون الروسي على أن سوليدار “قريبة جداً من التحرير”.

وتلعب مجموعة “فاغنر” دوراً رئيساً في معركة باخموت، وهي مدينة غير مهمة كثيراً على المستوى الاستراتيجي، لكنها اتخذت قيمة رمزية كبيرة، إذ إن المعسكرين يتقاتلان للسيطرة عليها منذ أشهر.

وأكدت وزارة الدفاع البريطانية، الثلاثاء، أن القوات الروسية ووحدات “فاغنر” حققت “تقدماً تكتيكياً” في سوليدار خلال الأيام الأربعة الأخيرة وتسعى “على الأرجح إلى تطويق باخموت من الشمال وتعطيل خطوط الاتصال الأوكرانية”.

وقالت الوزارة إن جزءاً من المعارك يهدف إلى السيطرة على مدخل منجم ملح قديم في سوليدار لأن أنفاقه تمر تحت خط الجبهة وربما تستخدم “للتسلل خلف خطوط العدو”، لكنها أوضحت أن ليس هناك خطر بأن تطوق روسيا باخموت “على الفور”، لأن الجيش الأوكراني يملك “دفاعات مستقرة جداً” ويسيطر على طرق إمدادات عدة في الوقت الحالي.

المصدر: اندبندنت عربية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى