روسيا تنسحب من اتفاق الحبوب والاتحاد الأوروبي: خطوة أنانية

موسكو تقول لا علاقة لهذا بالهجوم على جسر القرم وتركيا تبدأ رحلة جديدة من التباحث.

أعلنت روسيا الإثنين وقف مشاركتها في اتفاق مهم توسطت فيه الأمم المتحدة يسمح بتصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود بعد ساعات من إعلان موسكو أن أوكرانيا هاجمت جسر القرم.

ولقي زوجان حتفهما وأصيبت ابنتهما في ما وصفته روسيا بهجوم إرهابي على جسر القرم، وهو شريان رئيس للقوات الروسية التي تقاتل في أوكرانيا، ومشروع يفتخر به الرئيس فلاديمير بوتين وافتتحه شخصياً.

وتحدثت تقارير عن انفجارات قبل الفجر على الجسر، الذي يضم طريقاً للمركبات وخطاً للسكك الحديدية يبلغ طوله 19 كيلومتراً يربط روسيا بشبه جزيرة القرم، التي ضمتها موسكو من أوكرانيا عام 2014.

وقال الكرملين إن وقف الاتفاق، الذي توسطت فيه الأمم المتحدة وتركيا للتصدي لأزمة الغذاء العالمية التي تفاقمت بسبب اجتياح روسيا لجارتها لا علاقة له بالهجوم على الجسر.

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين في مؤتمر عبر الهاتف “في الواقع، انتهى سريان اتفاق البحر الأسود اليوم”.

وأضاف “للأسف، لم يتم تنفيذ الجزء المتعلق بروسيا في اتفاق البحر الأسود حتى الآن، لذلك فقد انتهى”.

وقالت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية إن موسكو أبلغت تركيا وأوكرانيا والأمم المتحدة بأنها تعارض تمديد الاتفاق.

وارتفعت عقود القمح الآجلة في بورصة شيكاغو التجارية 3.4 في المئة إلى 6.84 دولار للبوشل (وهو مكيال إنجليزي للحبوب) الساعة 09.10 بتوقيت غرينتش بعد أن ارتفع في وقت سابق أكثر من أربعة في المئة.

وروسيا وأوكرانيا من أكبر منتجي المحاصيل الزراعية في العالم، ولاعبان رئيسان في أسواق القمح والشعير والذرة وزيوت اللفت ودوار الشمس. وتهيمن روسيا أيضاً على سوق الأسمدة.

اعتراضات روسيا

وقال بوتين الأسبوع الماضي إن بنود الاتفاق المتعلقة بروسيا لم يتم تنفيذها، لذا يفكر في تعليق مشاركة بلاده، مشيراً إلى أن موسكو ستعود إلى الاتفاق بمجرد تنفيذ شروطه.

ولإقناع روسيا بالموافقة على اتفاق البحر الأسود، جرى التوصل في يوليو (تموز) 2022 إلى مذكرة تفاهم مدتها ثلاث سنوات وافق بموجبها مسؤولو الأمم المتحدة على مساعدة روسيا في إيصال صادراتها من الأغذية والأسمدة إلى الأسواق العالمية.

ولا تخضع الصادرات الروسية من الأغذية والأسمدة للعقوبات الغربية المفروضة بعد اجتياح أوكرانيا، وتقول موسكو إن آثار القيود المفروضة على المدفوعات والخدمات اللوجيستية والتأمين تصل إلى حد إعاقة تلك الشحنات.

ووافقت روسيا ثلاث مرات في العام الماضي على تمديد اتفاق البحر الأسود، لكنها علقت أيضاً لفترة وجيزة مشاركتها بنهاية أكتوبر (تشرين الأول)، رداً على هجوم بطائرة مسيرة على أسطولها في شبه جزيرة القرم.

وقال الرئيس الروسي الأسبوع الماضي “يمكننا تعليق مشاركتنا في الاتفاق، وإذا قال الجميع مرة أخرى إن جميع الوعود التي قطعوها لنا ستحقق، فليفوا بهذا الوعد. وسنعود على الفور لهذا الاتفاق”.

وتذمرت روسيا محتجة بعدم وصول حبوب كافية إلى الدول الفقيرة. وجادلت الأمم المتحدة بأن هذا الترتيب أفاد تلك الدول من خلال المساعدة في تخفيض أسعار المواد الغذائية بأكثر من 20 في المئة على مستوى العالم.

جسر القرم

جاء إنهاء العمل باتفاق الحبوب بعد ساعات فقط مما وصفته موسكو بهجوم إرهابي على جسر يربط روسيا بشبه جزيرة القرم التي ضمتها.

وأظهرت صور لم يتم التحقق منها انفصال قسم من الطريق على الجسر وكان يميل جانباً وحواجز معدنية ملتوية تتدلى منه. وأظهرت لقطات سائقين يكبحون سياراتهم بشدة بعد الحادث بقليل. وتوقفت حركة المرور.

وأشار الجيش الأوكراني إلى أن الهجوم قد يكون نوعاً من الاستفزاز من جانب روسيا نفسها، لكن وسائل إعلام أوكرانية نقلت عن مصادر مجهولة قولها إن جهاز الأمن الأوكراني كان وراء الحادث.

وألقت روسيا باللوم على أوكرانيا في هجوم على الجسر في أكتوبر الماضي، قائلة إن الاستخبارات العسكرية الأوكرانية بقيادة مديرها كيريلو بودانوف هي التي دبرت الهجوم. واعترفت أوكرانيا بشكل غير مباشر بالهجوم بعد أشهر فقط.

وبعد هجوم أكتوبر، شنت روسيا ضربات على المدن الأوكرانية بما في ذلك إمدادات الطاقة رداً على ذلك. وأمر بوتين بإصلاح الجسر وقاد سيارة مرسيدس لعبوره.

“خطوة أنانية”

من جانبه، ندد الاتحاد الأوروبي بقرار روسيا إنهاء اتفاق تصدير الحبوب.

ووصفت رئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبي أورسولا فون دير لاين اليوم الإثنين قرار روسيا بتعليق اتفاق تصدير الحبوب في البحر الأسود بأنه “خطوة أنانية”، مضيفة أن الاتحاد الأوروبي سيواصل العمل لضمان الأمن الغذائي للدول الفقيرة.

تباحث تركي – روسي

بدوره، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن وزيري الخارجية التركي والروسي سيناقشان اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود اليوم الإثنين، مضيفاً أنه يأمل في إحراز تقدم في هذا الملف بعد أن أعلنت موسكو تعليق مشاركتها في الاتفاق.

وقال أردوغان للصحافيين بعد إعلان موسكو بقليل “آمل في أن نتمكن من خلال هذه المناقشة من إحراز بعض التقدم والاستمرار في طريقنا من دون توقف”.

وأضاف أن من المحتمل أن يتحدث أيضاً مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل أن يلتقيا شخصياً في أغسطس (آب).

المصدر: اندبندنت عربية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى