بعد عرض الحلقة الأولى من المسلسل السوري “الجوكر” على قناة “الشرقية” العراقية، صرّح منتج العمل محمد قبنض أن المسلسل قد مُنع من العرض، بسبب رفض “لجنة صناعة السينما” منحهم إذن تصدير العمل بحجة أن العمل “يسيء للجامعات والعملية التعليمية”.
وهذا القرار جاء متأخراً للغاية، إذ تم اتخاذه في صباح اليوم الأول من شهر رمضان، بعد أن قامت شركة “قبنض” المنتجة ببيع المسلسل، وتم الإعلان عن عرضه في خمس قنوات تلفزيونية، وهي: “لنا” و”سورية دراما” السوريتان و”إن بي إن” اللبنانية و”شاهد” الكويتية، بالإضافة لقناة “الشرقية” العراقية. علماً أن الشركة كانت قد حصلت على كافة الموافقات المتعلقة بتصوير المسلسل بشكل قبلي.
ينتمي مسلسل “الجوكر” لنمط الدراما البوليسية، وهو مقتبس عن عمل أميركي، وتدور أحداثه ضمن نطاق جامعة، يعيش طلابها حالة من الذعر بسبب عدد كبير من الجرائم التي ترتكب فيها. وتقوم الشرطة بتجنيد مجموعة من الطلاب للكشف عن هوية المجرم بشكل سري، ويقتصر دور الطالب المشارك في كمين الإيقاع بالمجرم على الادعاء بعلمه بهوية المجرم، وأن لديه أدلة جنائية سيقوم بإبرازها للجهات الأمنية المختصة، ليجذب هذه الشائعة المجرم نحوه ويتم إلقاء القبض عليه، ولكن المجرم (الذي يعمل مدرساً في الجامعة) ينجح بتصفية عدد من الطلاب المشاركين بالكمائن قبل إلقاء القبض عليه. وقد سمي المسلسل بـ”الجوكر” لأن الطلاب المتعاونين مع الشرطة يلعبون لعبة لتحديد الطالب الذي سيلعب دور الشاهد الطليق، عن طريق توزيع أوراق اللعب بينهم، ومن يحمل ورقة الجوكر بين أوراقه عليه أن يتحمل العواقب.
وهذه القصة البوليسية تم تصويرها ضمن إحدى الجامعات الخاصة في سورية، ولكن الهيئة التدريسية بالجامعة اعترضت على عرض المسلسل لأنه يسيء لها، بسبب ظهور اللوغو الخاص بالجامعة ضمن العمل، وهذا ما جعل رئيس مجلس الإدارة في الجامعة، فيصل عباس، يتقدم باعتراض على عرض المسلسل الذي يقدّم مؤسسته التعليمية كوكر للفساد والانحراف؛ وبعد اطلاع لجنة “صناعة السينما” على العمل، أُصدر قرار بمنع المسلسل من العرض، لاقاه النائب والمنتج السوري محمد قبنض باستياء معلن. وأما وزارة الإعلام السورية فقد أشارت إلى أنه ليس هناك تحامل ضد الشركة المنتجة، وليس هناك أسباب سياسية أو شخصية تتعلق بشخصية قبنض دفعتها لاتخاذ القرار بمنع عرض المسلسل، بدليل أنها لم تمنع مسلسل “بروكار” الذي أنتجته ذات الشركة.
لكن قبنض بدا غير متقبل لقرار وزارة الإعلام ومبرراتها، لأن ذلك سيكبده خسائر مالية كبيرة، بسبب وجود شروط جزائية لفسخ عقوده مع القنوات العارضة التي لن يتم تعويضه عنها، بالإضافة لتكاليف الإنتاج. لذلك أشار إلى أن المسلسل سيعاد تنقيحه ليصبح صالحاً للعرض. وأما على “فيسبوك” فهو اكتفى بالإعلان عن تأجيل موعد عرض المسلسل لما بعد رمضان، من خلال منشور على صفحة مسلسل “الجوكر” الترويجية.
الجدير بالذكر أن قضية منع المسلسلات السورية بعد إنتاجها وحصولها على موافقات أولية قد تكررت في الأعوام الأخيرة، وكان أغرب تلك الحوادث ما حصل في مسلسل “ترجمان الأشواق”، الذي تم إنتاجه من ذات الوزارة التي عادت لتمنع عرضه. ولكن الأمر مختلف هذه المرة، فلم يتم منع مسلسل “الجوكر” لأسباب سياسية، باعتباره أنه يسيء لصورة الدولة ورموزها، لا هو أول مسلسل يمنع لأسباب غير مقترنة بالسياسة.
ورغم أن منع أي مسلسل أو عمل فني يعتبر مؤشراً لانخفاض حرية التعبير؛ ولكن يجب الإشارة إلى أن مسلسل “الجوكر” بدا بحلقته الأولى، التي تسللت عبر قناة “الشرقية العراقية”، نموذجاً للرداءة الفنية، وأنه يقوم بالفعل للترويج للعنف، مما يجعل منع عرضه يبدو قراراً مبرراً على أقل تقدير.
وهنا يجب الإشارة إلى أن مسلسل “الجوكر” رافقته منذ بداية عمليات التصوير هالة إعلامية كبيرة، بسبب المشاكل والخلافات التي ظهرت على السطح. ابتداءً من الاتهامات التي طاولت شركة قبنض بسرقة نص العمل من قبل الكاتب جوان بهلوي، ووصولاً إلى مشكلة تبديل المخرج، حيث لم تقتنع الشركة المنتجة بما قدمه المخرج نزار السعدي، لتعيد الإنتاج بإشراف المخرج جمال الضاهر.
المصدر: العربي الجديد