عون: “قرار حصر السّلاح اتخذ وتنفيذه بالحوار لا بالقوّة”

 

أكّد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون في حديثٍ صحافيّ، أنّ “حزب الله واعٍ لمصلحة لبنان”، لافتًا إلى أنّ “الظروف الدوليّة والإقليميّة تُساعد في مقاربة الملفات الحسّاسة، ومنها موضوع حصريّة السّلاح بيدّ الدولة”. وأشار عون إلى أنّ هناك رسائل متبادلة بين رئاسة الجمهوريّة وحزب الله في هذا السّياق، موضحًا أنّ “الحوار بشأن حصريّة السّلاح سيكون ثنائيًّا بين الطرفين، بعيدًا عن الضجيج الإعلاميّ أو الضغوط الخارجيّة”، مضيفًا: “قرار حصر السّلاح بيدّ الدولة قد تمّ اتخاذه، وتنفيذه سيكون بالحوار لا بالقوّة”.

استراتيجيّة دفاعيّة واضحة
وشدّد عون على ضرورة إطلاق استراتيجيّة وطنيّة للأمن تحصّن لبنان، وتنطلق منها استراتيجيّة دفاعية واضحة، تتماشى مع المتغيّرات الداخليّة والإقليميّة، وتُعيد تنظيم العلاقة بين الدولة وسائر القوى الفاعلة على الأرض. وفيما يتعلق بالوضع الأمنيّ جنوب البلاد، أكدّ الرئيس عون أنّ الجيش اللّبنانيّ لم يتمكن بعد من الانتشار الكامل على طول الحدود الجنوبيّة بسبب استمرار الاحتلال الإسرائيليّ لخمس نقاط أساسيّة، وهو ما يشكل عائقًا أمام تنفيذ القرار الدوليّ 1701 بشكلٍ كامل.

وأشار عون إلى أنّ “الجيش يقوم بواجبه الكامل في منطقة جنوب الليطاني”، مشيرًا إلى أنّ وحدات الجيش فكّكت أنفاقًا وصادرت أسلحة في أكثر من منطقة، وذلك من دون اعتراض من حزب الله. كما كشف عن “إنجازات كبيرة للجيش، شملت العثور على أنفاق ومخازن ذخيرة في جنوب الليطاني وحتّى شماله، في إطار الجهود المستمرة لتعزيز الأمن”.

وأكّد الرئيس عون “الاستعداد التامّ لدى الجيش لتحمل مسؤولية ضبط الحدود”، مشدّدًا على ضرورة “ممارسة ضغوط دوليّة على إسرائيل للالتزام الكامل بالقرارات الدوليّة، خصوصًا القرار 1701، بما يضمن السّيادة اللّبنانيّة الكاملة على أراضيه”. وعن الوضع على الحدود الشرقيّة والشماليّة، كشف عون أنّ هناك تنسيقًا دائمًا مع القيادة السّوريّة لضبط الحدود ومكافحة التهريب، معربًا عن أمله في “تعيين لجان مشتركة لترسيم الحدود البريّة والبحريّة بين البلدين”. وأضاف: “نؤيد تشكيل لجنة عسكريّة، مدنيّة وتقنيّة لتثبيت الحدود الجنوبيّة للبنان مع فلسطين المحتلة، كخطوةٍ أساسيّة نحو حماية السّيادة، ونؤيد كذلك العودة إلى اتفاق الهدنة الموقّع عام 1949، كإطارٍ قانونيٍّ ملزم لضبط العلاقة مع إسرائيل”.

ولفت إلى أنَّه “لم يطرح علينا موضوع التطبيع مع إسرائيل ولبنان ملتزم بمقرّرات قمة بيروت ومؤتمر الرياض”، مؤكّدًا أنّ “دولة قطر وقفت إلى جانب لبنان وساهمت في إنهاء الفراغ الرئاسيّ ضمن اللجنة الخماسيّة”.

عون ينعي شهيد الجيش
في سياقٍ متصل، أعرب رئيس الجمهوريّة جوزاف عون عن ألمه العميق لاستشهاد أحد عناصر الجيش وإصابة ثلاثة آخرين بجروح، أثناء قيام وحدة متخصّصة من فوج الهندسة بتفكّيك جسمٍ مشبوه في منطقة وادي “العزية”، على أطراف بلدة زبقين في قضاء صور – جنوب لبنان.

وفي بيان صادر عن مكتبه الإعلاميّ، قال الرئيس عون: “مرة جديدة يدفع الجيش اللّبنانيّ من دماء أبنائه ثمن بسط سلطة الدولة على الجنوب وتحقيق الاستقرار فيه، من خلال تنفيذ القرار الدولي 1701″، مشدّدًا على أنّ هذه الحادثة “تؤكد مجدّدًا أنّ المؤسّسة العسكريّة تبقى الملاذ الوحيد لجميع اللّبنانيين للمحافظة على أمنهم وسلامتهم، وبسط السّيادة على كامل الأرض اللّبنانيّة.”

وقدّم الرئيس عون تعازيه الحارّة إلى قائد الجيش العماد رودولف هيكل، بالعسكريّ الشهيد، متمنيًا الشفاء العاجل للجرحى الثلاثة الذين أصيبوا خلال العملية.

المصدر: المدن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى