هكذا ولدت أفعال داعش الوحشية

أحمد العربي

اولا. بداية لا نستطيع المرور على جريمة حرق الطيار الأردني الذي أسقطت طائرته في مناطق سيطرة داعش، ابان حملة التحالف الدولي ضد داعش، دون أن ندينه ونندد به وننتصر لانسانية الانسان اي انسان

ثانيا. إن القتل بكل أشكاله مرفوض كطبيعة بشرية و كحق وجود وعيش. لذلك كان قتل الإنسان يحتاج لتشريع سماوي أو بشري .تبرر القتل و تقوننه وتجعله ردا اجتماعيا. عبر المؤسسات القضائية. على فعل ما.. غالبا ردا على القاتل بالقتل

ثالثا. مر القتل تاريخيا بمراحل عده. بعضه اقترن بحقد وتمثيل وكان شكله استجابة الى الجانب الوحشي للإنسان..(ابن الغابة). اما مع تطور الانسان فقد اصبح القتل قصاص. وبطرق لا تجرح الكرامة الانسانية. وبعض الدول ألغت أحكام القتل. وبكل الأحوال تحول القتل لحالة ردع. دون ان تمس ذات المقتول او كرامته او تجرح اهله او المجتمع الذي ينتمي اليه او الإنسان الكامن في كل واحد فينا نحن البشر

رابعا. لكن القتل بالسلاح الأبيض ذبحا وتمثيلا وحرقا. تحول عند النظام المستبد الدموي السوري الى وسيلة للردع. ولإعادة الشعب عبيدا.. اعتمدها منذ مراحل الثورة الأولى . واعتمد التصوير والنشر للتأثير أكثر .لكنه لم يعترف انه الفاعل وكان احيانا ينسبها (للعصابات المسلحة) .لأنه يدرك المحاسبة القادمة شعبيا ودوليا.. في الحولة وداريا ومعضمية الشام وجديدة الفضل ودوما وحمص وحلب وكل المدن السورية.. و بالمئات في أغلب المجازر . اعتمد الذبح والتقطيع والتمثيل والحرق .ولم يرحم امرأة أو طفل او عجوز.. انه تصرف العصبة البدائية التي تعمل إلى إفناء الآخر الخصم .. مغطية فعلها ببنية نفسية مريضة وبنيه عقائدية طائفية .تبرر الفعل وتحوله لعبادة وعملا (يؤجر) عليه من يقوم به.. (فيرضي الله ويدخل الجنة) ؟!!. ويُرضي الحاكم الظالم ويحصل على فتاته ..؟

خامسا. أليس النظام السوري الدموي من استفتح القتل بهذه الطريقة. وقدم لها المبررات العقائدية العصبوية الطائفية. عبر استدعاء الطائفة العلوية. بان: (السنة يريدون أن يبيدوهم .والحل أن نبادر ونقتلهم ونردعم وكل الطرق مباحة). وهذا الكلام ليس تهويش أو مزايدة .انه حصل وسربه لنا كثير من الثوار من إخوتنا العلويين. وأليس النظام من ادخل حزب الله بادعائه الشيعي والفارسي بدعوى الدفاع عن مقامات أهل البيت .وبعضهم مختص بالذبح والتمثيل والقتل بالسلاح الابيض . وانهم (كشيعة) مطلوب منهم أن يقتلوا السنة (النواصب) أحفاد قتلة الحسين.. يجب أفناء السنة أو ردعهم وعودتهم عبيدا.. هذا لسان حال حزب الله والميليشيات العراقية والإيرانية والمرتزقة من كل بلاد الدنيا

سادسا. نحن بهذا الطرح لا نبرئ داعش من فعلها الوحشي .فهي لا إسلامية ولا انسانية. وهي تستند في تبرير تصرفاتها على بعض المواقف التاريخية لبعض أئمة المسلمين..؟!!. والاسلام من افعالهم براء.. اسلامنا اسلام الحق والخير والحرية والعدل والحياة الأفضل. اسلامنا اسلام (من قتل نفسا بغير نفس فكأنما قتل الناس جميعا) صدق تعالى . ونحن نعلم أن داعش مخترقة أمنيا وفكريا من كل دول العالم ومن النظامين السوري والعراقي. وأنها تخدم أعداء العرب والمسلمين وضد شعب سوريا والعراق أيضا. ونعلم انهم نتاج عقلية مريضة بأفكار نتجت عن أجواء السجون والمعتقلات مسكونة بهاجس الانتقام .ومرض الإحساس المطلق بصحة أفعالهم وأنهم يعملون لمرضاة الله وتطبيق الإسلام الحق.. انها محنة ومرض صنعته ظروف الظلم والعمى الفكري.. ولن ينتهي إلا بتحقيق الحق وحصول الشعب على حريته وكرامته ودولة العدل والشورى. مع تنوير ديني وانساني فتلغي مبررات وجودهم ويفقدون حاضنتهم الشعبية.. وهذا يعني انتصار ثوراتنا وإسقاط الاستبداد . في سوريا والعراق وكل بلاد العرب

.اخيرا. لن نتوه امام فيديو لحرق الطيار الضحية. مع ادانتنا لذلك . وننسى الفاعل الأول النظام السوري المستبد الدموي. وأنه المدرسة التي خرج منها هذا السلوك .وأن الحل الجذري ليس التعاطي مع النتيجة وهي داعش فقط وترك السبب وهو النظام المستبد في سوريا والعراق.. بل محاسبة الجميع، وان ثورتنا شاملة لاسقاط الاستبداد والارهاب كله مهما غطى نفسه أو برّر افعاله حرمة الإنسان وكرامته ودمه خط احمر وجودي.

4.2.2015

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. جرائم وإرهاب عصابات أو ميليشيات داعش هي القتل بتفنن دولي تعبير عن مدارس للإرهاب في طهران ودمشق ومراكز المخابرات الدولية ، مارسوا القتل وتفنن بإخراجه إعلامياً ، وأفتوا به من ثنايا الكتب الصفراء لأن لقتل بكل أشكاله مرفوض كطبيعة بشرية و كحق وجود وعيش. لذلك استخدموا التشريع السماوي لذلك .

زر الذهاب إلى الأعلى