في الذكرى العاشرة لرحيل نلسون مانديلا || مانديلا نجم في سمائنا ينير  شعلة إنسانية جديدة تلتحق بالخلود

أحمد العربي

مانديلا رجل من صنّاع التاريخ. في جنوب افريقيا وجد نفسه و الأغلبية السكانية من السكان الأصليين عبيدا حقيقيين عند المستعمر الغربي الذي حضر واستقر. اُغرقوا بالجهل والفقر والتخلف. تُركوا ليكونوا مجرد أدوات إنسانية تعمل في مزارعهم واشغالهم. وُضعوا في ظروف تمييز عنصري لا إنساني. في مناطق التواجد والتعليم والحياة حيث زرعوا بين السكان بذور الخلاف والصراع واستفادوا من التكوين المجتمعي التاريخي: قبائل ومناطق تواجد ونفوذ وصراع وجود في حياة شبه بدائية… عبيد يتصارعون صراع الموت في مزرعة المستوطن الأوروبي

هذه هي الصورة عندما بزغت شمس مانديلا ورفاقه المنتصرين لإنسانيتهم وحقهم بالعيش والحرية والكرامة والعدالة والحياة الأفضل.. حوربوا من المستوطن وبعض أبناء السكان الأصليين.. وصفي من صفي وحصل صراع امتد لسنين وكان نصيب مانديلا السجن لسبعة وعشرين عاما.  كان الشعلة المضيئة والامل المستمر.. وعلى الأرض في جنوب افريقيا كلها  استمر الصراع بين المستعمر المستوطن والسكان الأصليين ووصل لحد لم يعد المستوطن قادر على الاستمرار في حكم البلاد والعيش فيها… هنا استدعى الموقف حضور مانديلا كرجل لموقف تاريخي صنعه باقتدار . وعمل على السلم المجتمعي وصناعة الدولة الديمقراطية العادلة والغيت التفرقة العنصرية. وكان رئيس للدولة النموذج الوليدة.. وقام بدوره وفي لحظة ما سلّم الدفة لمن يستمر في مسيرة الديمقراطية والعدالة. رغم مبايعة الشعب له قائدا دائما للدولة والمجتمع، تنحى عن الحكم وقدم نموذج للرجل الذي يؤمن بالديمقراطية من موقع القوة حتى يرسخها في الدولة والمجتمع وتحول مانديلا إلى مرجع رمزي كأب روحي لجنوب افريقيا الحديثة. ويقوم بدور إنساني عام نصير لقضايا الإنسان والشعوب

.كان يحمل يقين الأنبياء ووعي المصلحين وعزيمة صنّاع الأمم

.ونحن في ثورتنا السورية بأمس الحاجة لأن نتمثل هذا النموذج الإنساني العظيم: في الانتماء والتضحية والغيريّة والإيمان بالناس كل الناس انهم المعلم الأول والمرجع الذي نقف كلنا امامهم نقدم افعالنا ونطلب منهم القبول

.سماء الحرية ازدانت بنجم جديد في طريق الإنسانية نحو الحرية والعدالة والديمقراطية وحياة الإنسان الافضل

 انه مانديلا

6.12.2013.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. بالذكرى العاشرة لرحيل نلسون مانديلا المناضل الذي حمل يقين الأنبياء ووعي المصلحين وعزيمة صنّاع الأمم ، الأخ أحمد العربي بذكرياته تلك، أجاد بوصفه وتوصيفه، كم نحتاج الى مثل هؤلاء المناضلين بشعوبنا وبثورة شعبنا بسورية وفلسطين ؟ لروحه الرحمة والمغفرة .

زر الذهاب إلى الأعلى