علم موقع تلفزيون سوريا من مصادر دبلوماسية عن مباحثات متعددة الأطراف تهدف للعودة إلى بنود تسوية عام 2018 في سوريا، التي تضمنت إبعاد الميليشيات الإيرانية عن حدود الجولان بعمق 85 كيلومتراً، بعد أن وافقت الولايات المتحدة الأميركية وبعض الدول الإقليمية على وقف تسليح المعارضة السورية، وقبول روسيا ضامناً لتنفيذ الاتفاقيات.
وبحسب المصادر، فإن الإمارات التي كانت طرفاً في التسوية، تخوض مباحثات مع كل من النظام السوري وروسيا في محاولة للعودة لتفعيل بند إبعاد الميليشيات الإيرانية عن هضبة الجولان، تفادياً لسيناريو استخدام إسرائيل الخيار العسكري، والتوغل في المنطقة الحدودية مع سوريا والعمل على إبعاد الميليشيات بنفسها.
فرصة روسية
في 29 تشرين الثاني 2023، حذر فاسيلي نيبينزيا مندوب روسيا الدائم في الأمم المتحدة خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي، من اقتراب انخراط روسيا في الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني بحسب وصفه، وتحدث عن إمكانية انجرار سوريا إلى مواجهة واسعة النطاق، من دون إعطاء مزيد من التفاصيل.
وفي الجلسة ذاتها طالب القائم بأعمال وفد النظام السوري لدى الأمم المتحدة، بأن يضع مجلس الأمن الدول حداً للهجمات الإسرائيلية على الأراضي السورية، مشيراً إلى تكرار الهجمات على مطار دمشق الدولي.
وأفادت مصادر مطلعة لموقع تلفزيون سوريا بأن النظام السوري وروسيا وعلى الرغم من التهديدات التي أطلقوها في مجلس الأمن، لكنهما متفقان على عدم الدخول في تصعيد مع إسرائيل على الأراضي السورية، لأنها لا يرغبان في زعزعة الاستقرار والهدوء، وتعرض قوات النظام لخطر الاستهداف.
وأكدت المصادر بأن روسيا لا تعرقل نقل الحرس الثوري العناصر والأسلحة إلى سوريا، بل وفتحت مطاري حميميم وتدمر لإيران من أجل نقل العتاد، لكنها في الوقت ذاته لا توافق حتى اللحظة على نقل عتاد نوعي من قبيل منظومات دفاع جوي، أو صواريخ دقيقة التوجيه.
ويرجح المصدر أن روسيا تنظر إلى التصعيد الحاصل في المنطقة على أنه فرصة لاستعادة دور الضامن لأمن إسرائيل، على أمل الاستفادة أن توقف الأخيرة دعمها الاستخباري لأوكرانيا، بالإضافة إلى استغلال تقاربها مجدداً مع تل أبيب والاستفادة من جماعات الضغط التابعة لها والتي تنشط في الولايات المتحدة والغرب، بهدف التأثير على كمية الدعم المقدم لأوكرانيا.
ومنذ 2016 حتى اندلاع الحرب الروسية – الأوكرانية مطلع 2022، فتحت موسكو مع تل أبيب قناة اتصال ساخنة، وتنسيقاً فعالاً على الأراضي السورية، أتاح لإسرائيل تنفيذ ضربات جوية دقيقة ضد الميليشيات الإيرانية، مقابل تأثير إسرائيل على قرار واشنطن بعض الدول الإقليمية وإقناع وقف دعم المعارضة السورية خاصة في الجنوب، لكن هذا التنسيق تدهور إلى حد كبير بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.
الموقف الإيراني
من غير المستبعد أن تبدي إيران تفهماً لمصالح النظام السوري، حرصاً منها على تعزيز علاقاته مع الجهات الإقليمية والدولية، وقد لا تمانع فعلاً بتقليص نشاطها العسكري في الجنوب السوري، والعمل على التستر أكثر داخل التشكيلات الرسمية للنظام السوري.
وأظهرت طهران طوال فترة التصعيد في غزة رغبة في عدم الزج بنفسها أو بوكلائها في مواجهة موسعة، ولذا نفت مراراً مسؤوليتها عن الهجمات ضد القوات الأميركية في البحر الأحمر والعراق وشمال شرقي سوريا، واللافت أن الهجمات لم تكن مهددة بشكل كبير لحياة الجنود الأميركيين، كما أن حدة الهجمات انخفضت بعد فتح قنوات اتصال غير مباشرة بين واشنطن وطهران برعاية سلطنة عمان، والحديث عن احتمالية منح الولايات المتحدة الأميركية مزيداً من الإعفاءات لإيران، والإفراج عن أموال جديدة موجودة في بنوك العراق، أي أن طهران منفتحة على التفاوض الذي يحقق لها أو لوكلائها مزيداً من المكاسب.
المصدر: موقع تلفزيون سوريا
بنود تسوية عام 2018 بسوريا تضمنت إبعاد الميليشيات الإيرانية عن حدود الجولان بعمق 85 كيلومتراً بموفقة الولايات المتحدة الأميركية وبعض الدول الإقليمية على وقف تسليح المعارضة السورية وقبول روسيا ضامناً لتنفيذ الاتفاقيات وذلك بموافقة النظام ، العودة لهذا الاتفاق يضمن للكيان الصhيوني استمرار حماية حدودها الشمالية ، وهي تؤكد بأن سورية محتلة .