.الرواية كتبت في 2011. وأحداثها تتركز في 1969…1970 وبعدها قليلا.
الرواية .تنتمي لما يسمى رحلة الفلسطيني في بحثه عن ذاته .بين بلاده التي لجأ منها .واغترابه وقسوة ظروفه وتنوع مسارات الحياة .بين حياة اللجوء او العمل الفدائي. الكل وجد نفسه بعد اللجوء 1948 وقد تقطعت بهم السبل….
البداية من بيروت في منزل متواضع للاجئ فلسطيني (ابو حامد) في غيبوبة بعد مرض .له زوجة وطفلة . عمل بعد اللجوء بكل شيء ليستر عائلته الصغيرة… صحى من الغيبوبه يستدعي زوجته ويطلب منها: انه صار عليهم لزاما أن يخبروا ابنتهم انها ليست ابنتهم. إنهم وجدوها قبل اللجوء أمام المنزل في البلاد (فلسطين). وانهم حضنوها ابنة تعويضا عن أطفال لم ينجبهم .رغم انها ابنته بالنفوس وقانونا . رفضت الأم أن تشوش البنت او تخسرها. لكن الأب يموت بعد ذلك والام ستقول الحقيقة. وستقدم للبنت اغراضها الصغيرة شال أمها الملفوفة به ولعبتها واشياءها الصغيرة. ويسكن البنت هوسا بانها يجب ان تجد امها وانها ظلمت بهذا الصمت عبر عشرين عاما. تركت جامعتها تابعت قصتها مع قريبة أبوها (بالتبني) بدرية
الفتاة سميت ماء السماء.(لانها عطية الله لهم). ذهبت لمخيم اللجوء بدمشق. محملة بهمها واغراضها القليلة .لتصل لبدرية وبدأت البحث. مئات الآلاف لجؤا . و في بقاع الدنيا انتشروا . ومن كل البلاد (فلسطين) خرجوا. بحثت واستنتجت مستفيدة بما لديها من قرائن. وممن تعاطف معها حين سمع بقصتها. نمنمات شال الام ونوع الحرير . وقرائن أخرى قليلة لكنها مسكونة بالإصرار . تقاطعت مع حياة الفقر المدقع للفلسطيني المهجر. والتضامن العظيم لكل فلسطيني اللجوء.
كل ابطال العمل تراهم يتعايشوا بجو اسري حميمي. رغم تنقلنا مع ابطالنا من بيروت لدمشق لعمان والاغوار. نحن امام شعب متلاحم. امامه نقطة نور في الأفق . إنه العمل الفدائي الذي سيعيدنا للبلاد.. في بحثها تتقاطع مع أبناء اللجوء. الذين يعيدون صناعة حالة إنسانية متحدية وتبني الحياة .
ستعتمد على جهد الدارسين للبلاد وازيائها. كذلك المشعوذين . واخيرا تصل لمعرفة قرية اهلها . و تستعين باحد سكان قريتهم وهو معمّر وقصاص أثر ويعلم بالفراسة. سيقول لها من هي ومن ابوها ومن امها. ويقول لهم افتحوا الحجاب الذي وجد معها لتعرف اسمها .ليلى. وتعرف أهلها . يسكنها هوس انها تريد ان تعود اليهم. وأنهم لا زالوا في فلسطين المحتلة.
سنتعرف على الانكليزي ذلك الشاب الذي جاء من انكلترا يتقن الانكليزية. ويقول انه فلسطيني .جاء ليقوم بدراسة علمية عن هوية الفلسطيني في تشرده وحالته نموذجا. سيتعرف عليه أهله. ويقولون له انه ابن أخيهم الذي تشرد معهم. وأنه كان يلعب في جنبات المخيم في عمّان. ووالده المتعب يتعيش بالعزف على ربابته، سيعطيه لجمعية انكليزية وعدت انها ستعامله بأفضل حال. ويدخل معهدا ويصبح الانكليزي الذي جاء يبحث عن جذوره. يعرف ان امه بكت عليه كثيرا. وجنت وماتت حسرة عليه . وان له اختا بالبلاد وحاول الذهاب لها ومنعه اليهود، عاد ليلتقي بسماء (ليلى) مسكونين بهاجس مغامرة الدخول لفلسطين هو ليرى اهله واخته وهي لتصل لامها. وليحمل قضيتهما من البدء بدرية قريبتها وزوجها الفدائي المتقاعد. ليدخلوا تجربة العودة بكل خطورتها وجماليتها وواقعية رعبها. ولتكون عودة للأصل ومنبع الاحساس بالوجود والمعنى. ستصل ليلى لامها وتعرف انها تركت في الأرض بين الحشائش ليأخذها اهلها ( المؤقتين) أمانة يردونها بعد عشرين عاما. وتعرف ان اباه قتله اليهود مع أهل قريته ايامها. وان امها تزوجت ابن عمها الذي أنجبت لها أخوه منه. والانكليزي لا يصل لاهله و ليعودوا مجددا . في طريق الغربة ينتظروا الحل العادل…. الذي قد يعيد بعض الأرض لكنه لن يعيد الأرواح التي رحلت وهي تحلم ان تعود وماتت بحسرة ذلك… ولم تحصله.
.الرواية تمر بشكل عابر على تلك المرحلة بداية العمل الفدائي وبداية أزمة ايلول الاسود 1970 واحتلال بيروت من الصهاينة 1982 .ورحلة الفلسطيني بحثا عن فرص الحياة. وحقه بالإحساس بأنه في وطنه. وحقه بالحرية والعيش الكريم. وحياة تحترم إنسانية الانسان…. ككل البشر… رواية تضع بصمتها في رحلة الفلسطيني لبحثه عن وجوده….
14\4\2013
رواية “جنه ونار” للكاتب الفلسطيني “يحيى يخلف” قراءة جميلة وتعقيب واقعي للمبدع “احمد العربي” الرواية أحداثها تتركز في 1969 -1970 وبعدها قليلا ، تتحدث عن رحلة الفلسطيني في بحثه عن ذاته .بين بلاده التي لجأ منها .واغترابه وقسوة ظروفه وتنوع مسارات الحياة .بين حياة اللجوء او العمل الفدائي.