
بمجرد قراءة الوثيقة الصادرة عن مؤتمر الحوار الوطني الكردي، الذي عُقد اليوم في #القامشلي، يتبين استحالة موافقة أي سلطة عليها، وكذلك بقية المكونات السورية، فالوثيقة تعكس موقفًا تصعيديًا تجاوز المطالب التقليدية إلى مشروع ذي طابع قومي، يحمل ملامح انفصالية.
ويبدو أن قيادات مرتبطة بحزب العمال الكردستاني (PKK) دفعت باتجاه رفع سقف المطالب، بهدف إفشال أي مسار تفاوضي معتدل، بما في ذلك الاتفاق المبدئي الذي تم التوصل إليه سابقًا بين الرئيس #أحمد_الشرع ومظلوم عبدي، والذي لم يُطبق كاملاً حتى الآن، فالوثيقة الجديدة تأتي وكأنها محاولة لنسف هذا المسار عبر فرض شروط تعجيزية تتنافى مع الواقع السوري.
والرمزية السياسية كانت حاضرة بقوة، إذ وضع شعار “اتحاد مجتمعات كردستان” (KCK)، الكيان الأيديولوجي التابع لحزب العمال الكردستاني، أعلى من علم الجمهورية العربية السورية خلال فعاليات المؤتمر، هذه الخطوة الرمزية تحمل رسالة واضحة بأن الانتماء السياسي لمنظمي المؤتمر يتجاوز الإطار الوطني #السوري إلى مشروع #كردي إقليمي، ما يثير شكوكًا عميقة حول نواياهم.
بالمحصلة، الوثيقة لا تمثل مبادرة نحو السلام أو التفاهم الوطني، بل تفتح الباب أمام مزيد من التوتر، خاصة في ظل الرفض الإقليمي والدولي لأي مشاريع تقسيمية في #سوريا، من هنا، تبدو فرص قبولها شبه معدومة، مع احتمال أن تؤدي إلى مزيد من التصعيد بدلًا من تقريب وجهات النظر.
المصدر: صفحة سمير العبد الله