حول علاقة إلياس مرقص وياسين الحافظ

  موفق محادين

                                                                                

ثمة من حاول الفصل بين مرقص وبين ياسين الحافظ، صديقه ورفيق عمره في الكفاح من أجل النهوض القومي الديمقراطي المدني العربي وطرد الإمبرياليين والغزاة الأجانب واليهودية العالمية من كل بقعة عربية….

فحيث واصل ياسين الحافظ، وهو مفكر سوري عرف بنقده للحركة الشيوعية الكلاسيكية والعفوية في العمل الفدائي الفلسطيني، اجتهاداته في دمج الاشتراكية بالعمل الوحدوي القومي وإضفاء بعد ديمقراطي على ذلك، أختار مرقص العمل على دمج الاشتراكية والقومية بالعمل الديمقراطي والعلماني والانسان بحد ذاته….

وعلى طريقة “لا تقربوا الصلاة” يحاول بعض اليساريين اقتطاع الاهتمامات الديمقراطية لمرقص من مجمل مشروعه وتحويلها إلى مرجعية مضادة لهم وكارت بلانش لنيل الرضا الأمريكي عن التاريخ اليساري لهؤلاء الليبراليين الجدد!!

نعم، لقد أهتم مرقص بالحرية والعقلانية والعلمانية، ولكنه حذر من تحويل الحرية الى مجرد كاميرا لبضاعة الثورة البرجوازية الأوروبية الأولى، بل أنه سجل على اليسار العربي برمته كسله المعرفي وتحويله الأفكار التنويرية إلى بضائع مستوردة… وكان دائم الإشارة إلى نقد لينين الصارم للفكر الوضعي الذي يتلبس الواقعية، والعقلانية، كنا انتقد العلمانية الأوروبية التي لا تحترم العرفان والعوالم الروحية للشرق، وبالمقابل لم تكن الحرية والديمقراطية عنده نقطة على جدول أعماله ملتبس بل كانت جزءاً عضوياً من فلسفة إنسانية تتلمس طريقها وتفاصيل حركتها في الصراع ضد الرأسمالية عبر مشاريع كبرى وليس على هامش خليط من الانتهازيين والقوى العمياء والمأجورة مما يعرف بجماعات ومراكز الدراسات الخاصة بحقوق الإنسان التي تدار بالريموت كنترول من مطابخ استخبارا تيه شقراء، آخر ما تفكر فيه الحرية والديمقراطية

و قد لخص مشروعه في نقده لندوة (العقلانية العربية) والمشاركين فيها (ندوة طرابلس الغرب 1988) بالنقاط التالية:

– مع الجدل الماركسي ضد الوضعانية والمادية المبتذلة

– مع الماركسية ضد التأويلات الاقتصادوية للماركسية ، فالماركسية عنده نظرية في الانسان المتحرر من الاغتراب لا مجرد نظرية في العدالة والاقتصاد .

– مع الديموقراطية ضد الليبرالية ومحاولات البعض الخلط بينهما

– مع المقاومة ضد التطبيع واي شكل من اشكال اقرار العدو الصهيوني والتعاطي معه.

– مع الوحدة ضد التجزئة .

– مع العقل النقدي ضد العقل المستقيل والعقل التقني في الوقت نفسه

– كما عرف بمقدماته الفكرية الرفيعة لـ رباعية لوكاتش (تحطيم العقل) وثلاثية لينين (دفاتر الديالكتيك) وكتاب موريس لانجليه (العبودية)

المصدر: صفحة موفق محادين

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. لايمكن الفصل بين المفكر اليساري العروبي إلياس مرقص وصديقه ورفيق عمره في الكفاح من أجل النهوض القومي العربي الديمقراطي “ياسين الحافظ” لإنهما مدرسة واحدة متكاملة بالفكر القومي العربي اليساري الديمقراطي، والنضال لطرد الإمبرياليين والغزاة الأجانب واليهودية العالمية من كل بقعة عربية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى