قال مصدر من حركة حماس ل”المدن” إن السبب الرئيسي لعدم تمديد الهدنة واستئناف الحرب على غزة يكمن في وصول كل من حماس وإسرائيل إلى مفترق طرق بعد أيام من الهدنة الإنسانية، وما تخللها من تبادل للأسرى من فئة الأطفال والنساء.
ووفق المصدر، وصل الطرفان إلى نقطة فاصلة مع قرب استنفاد “القسام” ما لديها من محتجزين من فئة المدنيين؛ إذ قدر أن عددهم المتبقي ليس كبيراً، ويكفي يومين من الهدنة فقط.
مفترق طرق
وأكد المصدر الحمساوي المقيم في غزة أن حماس وإسرائيل وصلتا إلى “نقطة فاصلة” استدعت منهما الاختيار بين إدخال صيغة جديدة للتبادل، أو الحاجة إلى الذهاب لمرحلة أخرى أكثر جدية وحَسْماً تتعلق بالأسرى الإسرائيليين من الشباب وكبار السن، وصولاً إلى الفئة الأصعب المتمثلة بالجنود.
وأوضح المصدر أن الانتقال إلى المرحلة التالية تتطلب وقفاً طويلاً لإطلاق النار وربما نهائي، بينما رفض الاحتلال أن يقدم تعهداً ل”حماس” بوقف الحرب نهائياً مقابل بدء المفاوضات بخصوص المرحلة الثانية والأعقد.
وقال المصدر إن حماس حاولت تعديل مسار المفاوضات للبدء بمحطة جديدة، عبر تقديم مقترحات متعددة منها تضمين قوائم التبادل جثامين القتلى من المحتجزين جراء القصف الإسرائيلي، وهو أمر لاقى رفضاً إسرائيلياً أيضاً.
وأفادت مصادر من “حماس” أن إسرائيل وحماس اصطدمتا بمرحلة اضطرتهما إلى العودة إلى القتال، فمن جهة يبدو الاحتلال غير جاهز للانتقال للمحطة الجديدة من المفاوضات، ومن جهة ثانية شعرت المقاومة أنها لم تقدم شيئاً لتحسين ظروف سكان القطاع، كما لم يتمكن النازحون من العودة إلى منازلهم في شمال القطاع، وهو سبب إضافي لعودة المعركة في سبيل البحث عن مساحة للوصول إلى صيغة أخرى لاتفاق جديد.
مقترحات.. لجس النبض
بدوره، قال مصدر سياسي مطلع على مفاوضات التبادل والهدنة ل”المدن”، إن استئناف الحرب جاء نتيجة خلاف نشأ بين إسرائيل وحماس في اليومين الأخيرين بشأن نوعية المحتجزين الإسرائيليين الذين أُطلق سراحهم.
وبيّن المصدر أن “القسام” سعت إلى إلزام إسرائيل بقبول معيار جديد للتبادل، كإدخال جثامين القتلى الإسرائيليين، في محاولة منها لجس نبض إسرائيل، واختبار كيفية تعاطيها مع المرحلة الثانية من مفاوضات التبادل.
كما طرحت “حماس” مقترحاً آخر بالذهاب إلى اتفاق جديد يشمل المرحلة الثانية من الصفقة التي تتطلب شروطاً وآليات جديدة، لكن إسرائيل لم تبد أي تجاوب مع المقترحات المقدمة.
واللافت أن مصدراً أميركياً أفاد ل”المدن” أن الهدنة كانت ستُمدد ليوم إضافي يشمل الجمعة، باعتباره “فرصة إسرائيلية أخيرة لحماس”، لكن يبدو أن إدراك “حماس” وإسرائيل لانسداد الطريق أمامهما، قد بكّر استئناف القتال.
ونوهت إفادات أخرى ل”المدن” بأن الخلاف تمحور في الساعات الأخيرة على إصرار الاحتلال أن تشمل القائمة الأخيرة مقابل يوم هدنة إضافي أسماء شابات إسرائيليات قد أسرتهن حماس أثناء مشاركتهن في حفل موسيقي في منطقة “رعيم” بغلاف غزة، لكن “القسام” تعدّهم فئة تقتضي معياراً آخر للاتفاق. كما شككت إسرائيل برواية مقتل عائلة بيباس جراء غارة جوية سابقة.
مفاوضات تحت النار!
بدوره قال رئيس شبكة الأقصى الإعلامية التابعة ل”حماس” وسام عفيفة ل”المدن” إن أميركا لديها كلمة السر بخصوص ما حصل في مفاوضات الهدنة حتى توقفت، موضحاً أن المعلومات تفيد بأن الولايات المتحدة انحصر دورها في المفاوضات على تقديم “نصائح”، ومنحت إسرائيل مساحة من المناورة والعودة إلى الحرب في سبيل الضغط على “حماس”، علها تخرج بصيغة لمستقبل غزة.
وأكد عفيفة أن الاحتلال حينما وجد أنه فشل في إجبار حماس على تقديم عروض مناسبة له، استأنف عدوانه لمفاوضة المقاومة تحت النار، علّه يحصل على نتائج أفضل.
واعتبر عفيفة أن مخاض الحرب يتوقف على قدرة “القسام” على احتواء واستيعاب الضربات الإسرائيلية في الأيام القادمة، وأن تُناور في الميدان والمفاوضات أيضا. ولم يستبعد عفيفة أن تقدم المقاومة في خضم المعركة عروضا جزئية ليست كبيرة بشأن ملف التبادل والهدنة؛ كي لا تبدو أنها رضخت للاحتلال تحت النار.
المصدر: المدن
بانتهاء تبادل المدنيين من أطفال ونساء وفق تصنيف المقاومة وعدم تحقيق معطيات التهدئة لتحسن بأوضاع شعبنا بالقطاع وهروب الاحتلال من شروط المرحلة الثانية من المحتجزين “العساكر من الجنسين” انتهت المفاوضات وعادت الحرب لدورتها ، ولكن يبدو بان ضوء أمريكي أوروبي بالقتل والتدمير مع وصول شحنات من الأسلحة والذخائر كان له دور، إنه الكذب والنفاق والعهر الدولي على حساب شعبنا .