
واصلت الحرب الإيرانية الإسرائيلية تصاعدها في يومها التاسع، مع ضربات متبادلة طالت عمق الجانبين، في وقت تزداد فيه المؤشرات على استنفاد فرص الحل السياسي، رغم محاولات دبلوماسية متعثرة تقودها أطراف دولية.
أعلن الجيش الإسرائيلي اغتيال أمين فور جودخي، قائد الفرقة الثانية للمسيّرات في سلاح الجو التابع للحرس الثوري الإيراني، بغارة جوية استهدفته في منطقة الأهواز. وقالت إسرائيل إن جودخي لعب دوراً محورياً في إطلاق مئات المسيّرات على أراضيها.
وذكرت هيئة البث العبرية أن سلاح الجو الإسرائيلي شن هجمات على مواقع لتخزين وإطلاق الصواريخ في وسط إيران. وسمعت انفجارات في قم وأصفهان وخرمآباد وإيلام، بالتزامن مع تفعيل الدفاعات الجوية في طهران وكرج.
وأكدت محافظة قم مقتل شخصين وإصابة أربعة آخرين في غارة استهدفت مبنى سكنياً في حي سالاريا، فيما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية أن الهجوم أسفر عن اغتيال “شخصية بارزة”، لم تُكشف هويتها رسمياً بعد.
ونقلت “فوكس نيوز” عن مصادر أن إسرائيل تدرس خيار تنفيذ عملية عسكرية لتدمير منشأة فوردو النووية، وقد يشمل ذلك إرسال وحدة كوماندوز من الوحدة 5101 التابعة لسلاح الجو.
إيران تردّ: موجة صاروخية جديدة تستهدف مطار بن غوريون
من الجانب الآخر، أعلن “الحرس الثوري” الإيراني أنه نفذ الموجة الصاروخية الـ18 باتجاه مطار بن غوريون ومراكز عسكرية إسرائيلية، مستخدماً صواريخ باليستية ومسيّرات انتحارية من طراز “شاهد 136”.
وأفادت “يديعوت أحرونوت” أن صاروخاً إيرانياً سقط على مبنى في وسط تل أبيب، وسط تقارير عن تفعيل صفارات الإنذار ودوي انفجارات في تل أبيب والقدس. كما اعترض سلاح الجو الإسرائيلي مسيرتين في أجواء حيفا.
واشنطن وطهران.. دبلوماسية تتآكل وثقة مفقودة
على الجانب السياسي، قال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، إن واشنطن خانت الدبلوماسية، واتهمها باستخدام المفاوضات كغطاء لهجمات إسرائيل. وشدد على أن استئناف المسار الدبلوماسي غير ممكن إلا بوقف العدوان ومحاسبة المعتدي.
وكشف وزير الخارجية الإيراني عن استهداف منشآت اقتصادية إسرائيلية رداً على قصف منشآت مماثلة داخل إيران، معلناً عزمه لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو يوم الاثنين.
من جانبها، كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن إيران أبلغت دبلوماسيين بعدم نيتها وقف تخصيب اليورانيوم، فيما ذكرت نيويورك تايمز أن ضربة إيرانية سابقة في حيفا ألحقت أضراراً جزئية بمبنى يضم وزارة الداخلية الإسرائيلية.
وبحسب شبكة “سي بي إس” الأميركية، فإن الدبلوماسية أمام فرصة أخيرة خلال أسبوعين لاحتواء الصراع. وتدور محادثات سرية حول مستقبل القيادة الإيرانية وتأمين المواقع النووية.
من جهته، قال وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، إن تغيير النظام الإيراني “ليس جزءاً من الاستراتيجية الحالية”، وإن مجلس الوزراء لم يضعه هدفاً رسمياً في هذه الحرب.
وفيما يتعلق بالمباحثات في جنيف، كشف موقع “أكسيوس” أن المحادثات بين الأوروبيين والإيرانيين كانت أولية، وتم الاتفاق على عقد جولة جديدة الأسبوع المقبل. وأكد عراقجي استعداد طهران للقيود على تخصيب اليورانيوم، لكنه رفض التواصل المباشر مع واشنطن رغم ضغوط أوروبية.
المصدر: تلفزيون سوريا