الطير المهاجر

بسام شلبي

و أنا انتظرُ القداسَ

خلفَ نعشٍ خالٍ

أمامَ كنيسةٍ قديمة

والجميعُ في انتظارِ

ينتحرُ الصمتُ

بين زوايا رصاصاتٍ

تحلِّقُ في الهواءِ

و أخرى تخترقُ التابوتَ الخالي

لتقتلَ الذكرياتَ

التي رفضتْ مراسمَ الدفنَ

مثل باقي الأمواتِ

في حُفرةٍ مجهولةٍ

بين الحفرِ

مع رقمٍ كوديٍّ

أو بلا رقمٍ

و تتسرب من ثقوبِ التابوتِ

مثلَ تبخُّرِ الندى

في صبيحةِ أيارِ

تَلفُّ وشاحَ الحلمِ

حولَ رأسكَ

و تُحلّقُ إلى غيمةٍ بيضاءَ

على شكلِ طائرٍ مهاجرٍ

ما دفنوا ذكراكَ

و لكنْ شُبِّهَ لهمْ

و ما علموا أنّكَ

تعودُ كلَّ ربيعٍ

إلى عشٍ في جدارِ

في كنيسةٍ قديمة

لتقرعَ الأجراسَ

و همْ في غفلةٍ

من أمرِهِمْ

و سكرةٍ تُوِهمُ بانتصارِ

 

 

المصدر: صفحة بسام شلبي

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى