تفاصيل “مقترح ويتكوف” الذي وافقت عليه “حماس”

أدهم مناصرة

قال مصدر من حركة “حماس”، لـ”المدن”، إنه بعد أخذ ورد بين قيادة الحركة والإدارة الأميركية، فإنه تم التوصل أخيراً إلى صيغة جديدة لمقترح المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، بحيث حظيت بموافقة “حماس” وواشنطن في الوقت نفسه، لكنها بانتظار الرد الإسرائيلي عليها، وفق قوله.

غير أن المصدر عاد وأخبر “المدن”، أن ويتكوف الذي نُسبت له تصريحات توحي بنفيه إعلان “حماس”، يبدو أنه “تراجع عن التفاهمات تحت الضغط الإسرائيلي؛ لأن ما نُسب له لا يعكس حقيقة ما تم بحثه أخيراً تحت إشرافه المباشر”، وهو ما يطرح تساؤلات بشأن ما إذا حصل سوء فهم للنص المُحدّث وسياقه!

ووسط الضبابية والتناقض بشأن الصيغة التي وافقت عليها “حماس”، قال مصدر من الحركة إن النسخة الجديدة للمقترح جاءت نتاج سلسلة من اللقاءات، وآخرها جلوس رجل الأعمال الفلسطيني من أصل أميركي بشارة بحبح، مع قيادات من “حماس” في الدوحة، يوم الجمعة الماضي، وكان ويتكوف على تواصل عن بُعد بخصوص المفاوضات.

لكن المصدر أوضح أن الأوساط القيادية في الحركة، ليست متفائلة برد إيجابي من إسرائيل، وأنها أرادت من خلال تسريبها الأمر، أن تُلقي الكرة في ملعب الإدارة الأميركية، عبر القول لها: “مارست ضغوطا علينا ووافقنا على وجهة نظر معينة بما يشمل صيغة مُطورة للمقترح.. والآن دوركم أن تضغطوا على إسرائيل”.

ولكن، ما هو مقترح ويتكوف الذي تتحدث عنه حماس؟ وماذا تختلف نسخته الجديدة عن سابقتها؟

يقول المصدر الحمساوي إن هناك 3 فروقات مهمة، أولها أنه في الصيغة الماضية كان الطرح يقضي بتسليم كتائب “القسام”، 10 جنود أسرى في اليوم الأول للهدنة، لكن النسخة الجديدة تتحدث عن تسليم 5 أسرى في اليوم الأول، ومثلهم خلال وقت محدد لهدنة الستين يوماً.

وثانياً، كانت إسرائيل تطالب بشكل أساسي بإدراج شرط نزع سلاح “حماس” ضمن ما يتم التفاوض حوله، أما نسخة ويتكوف الجديدة، فتشير إلى نقاشه في المرحلة الثانية، أي بعد 60 يوماً، وفق ما أكدت مصادر من “حماس” لـ”المدن”، على الرغم من إقرارها بأن هذا البند قابل للتأويل، حيث تم استخدام مصطلح “بحث وضع السلاح وشكله”، وليس مصطلح “نزع السلاح”، مبيناً أنه سيخضع للتسوية في اليوم التالي للحرب؛ باعتبار أن الحكومة التي ستدير القطاع مستقبلاً، هي التي تتكفل بالسيطرة على السلاح.

الحصول على كلمة “تضمن

وأما الفارق الثالث، فهو الأهم بحسب ما قاله المصدر لـ”المدن”، إذ أوضح أن “حماس”حصلت  على المصطلح الذي تريده في البند الأبرز، حيث وردت كلمة “تضمن” الولايات المتحدة انخراط كافة الأطراف بمفاوضات وقف إطلاق النار، بينما استخدمت نسخة ويتكوف السابقة تعبيرات من قبيل “ستعمل” و”ستدفع”، وهي مصطلحات لم تطمئن “حماس”.

كما بين المصدر أن البند الثالث يتضمن تفاصيل متمثلة بأنها لا عودة للحرب طالما المفاوضات جارية، حتى لو لم تنجح في التوصل إلى اتفاق نهائي خلال هدنة الستين يوماًً.

وبالمجمل، تقدر قيادة “حماس” أن ترفض إسرائيل المقترح الأميركي الجديد، وستعود بتعديلات تنسف مضمون الورقة. لكن ما تقول الحركة هو أنّها كانت تحاول منذ 7 أشهر ان تحصل على ضمانة أميركية بوقف الحرب، والآن “حصلنا على صيغة ترضينا.. وأما إمكانية موافقة إسرائيل عليها فهذا أمر آخر”، على حد تعبير المصدر.

بيدَ أن كل ما سبق تحوم حوله علامات استفهام كبيرة في ظل عدم تأكيد واشنطن للصيغة المذكورة، فهل هو عرض أميركي جديد أم عرض من “حماس” وتم قبوله من واشنطن، ومن ثم سارعت الحركة إلى إعلان موافقتها على مقترح جديد لإحراج أميركا قبل أي تراجع من قبلها؟!

ترامب لا يضغط على إسرائيل“!

من جانبه، نقل محلل الشؤون السياسية في التلفزيون العبري “الرسمي” شمعون آران، عن مسؤولين في تل أبيب، أنه على رغم من الأنباء عن موافقة “حماس” على مقترح أميركي جديد، إلا أنه لا يوجد أي جديد بالمفاوضات. وادعى آران أن ويتكوف يواصل محاولاته لإحداث إختراق، زاعماً أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب لا يمارس أي ضغوطات على إسرائيل، وأن مساعدات واشنطن العسكرية لتل أبيب ما زالت مستمرة.

 وبينت هيئة البث الإسرائيلية أن المقترح الذي تتحدث عنه “حماس” مختلف عن المقترح الذي تريده إسرائيل، ويصر فيه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، على الإفراج عن نصف المحتجزين في غزة، أي 10 دفعة واحدة في اليوم الأول للهدنة، عدا عن رفضه منح أي ضمانة أميركية بوقف الحرب.

ونقل تلفزيون “مكان” العبري عن مصدر سياسي إسرائيلي، أن المقترح الذي أشارت له “حماس” هو “صيغة استسلام تام للحركة، ولن تقبله إسرائيل”.

المصدر: المد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى