تل أبيب ادعت أن “حماس” خدّرت الرهائن قبل الإفراج عنهم لكي يظهروا “هادئين وسعداء”. هاجم الجيش الإسرائيلي المدينة الرئيسية في جنوب قطاع غزة خلال ما وصفه بأنه أشرس قتال منذ أن بدأ غزوه البري للقضاء على حركة “حماس” قبل خمسة أسابيع.
وأعلنت إسرائيل أن قواتها، مدعومة بطائرات حربية، وصلت أمس الثلاثاء إلى وسط مدينة خان يونس بجنوب غزة وتحاصر المدينة أيضاً. وقالت “كتائب القسام”، الجناح العسكري لحركة “حماس”، إن مقاتليها خاضوا اشتباكات عنيفة مع الإسرائيليين.
وقال قائد القيادة الجنوبية للجيش الإسرائيلي الجنرال يارون فينكلمان في بيان “إننا اليوم في أشرس أيام المعارك منذ بداية العملية البرية”. وأضاف الجيش أنه يخوض اشتباكات في “قلب منطقة خان يونس” في جنوب قطاع غزة، ما يثير مخاوف من “سيناريو أكثر رعباً” للمدنيين وفق الأمم المتحدة.
ووسع الجيش الإسرائيلي نطاق عملياته البرية لتشمل قطاع غزة برمته مع نشر دبابات قرب خان يونس التي أصبحت بؤرة التوترات الجديدة، وذلك بعد قرابة شهرين من بدء الحرب.
ومنذ استئناف القتال في 1 ديسمبر (كانون الأول) بعد هدنة استمرت سبعة أيام، يقصف الجيش الإسرائيلي جنوب القطاع ما تسبب في سقوط العديد من القتلى والجرحى في هذه المنطقة التي لجأ إليها مئات الآلاف من المدنيين منذ بداية الحرب حيث يعيشون في ملاجئ موقتة.
والثلاثاء قال قائد المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي يارون فينكلمان “نحن موجودون في قلب منطقة جباليا، وفي قلب منطقة الشجاعية واعتباراً من الليلة الماضية في قلب منطقة خان يونس أيضاً”، مضيفاً “نشهد أكثر الأيام كثافة (في القتال) منذ بدء العملية البرية”.
الأرض تهتز
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “اهتزت الأرض في خان يونس وجباليا”، وأشار إلى أن جيشه نفذ الثلاثاء عمليات “بقوة هائلة”.
وكان ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة ريتشارد بيبركورن حذر في وقت سابق من أن الوضع في غزة “يقترب من أن يكون الأحلك في تاريخ البشرية”.
وواصل مدنيون كثر الثلاثاء الهروب سيراً على الأقدام، أو بواسطة دراجات نارية أو عربات محملة بأمتعتهم، من خان يونس التي أصبحت المحور الجديد للحرب.
وكان شهود قد أفادوا بشن القوات الإسرائيلية ليل الاثنين الثلاثاء قصفاً جوياً ومدفعياً قرب خان يونس وعلى رفح المجاورة في الطرف الجنوبي من القطاع وكذلك على دير البلح إلى الشمال.
وأعلن المكتب الإعلامي لحركة “حماس” أن القصف الليلي خلف عشرات القتلى في قطاع غزة. وأدى القصف إلى مقتل 24 شخصاً في مدرسة تؤوي نازحين في خان يونس، بحسب وزارة الصحة التابعة لحركة “حماس”.
ويُلقي الجيش الإسرائيلي يومياً بمناشير على المدينة تحذر من قصف وشيك وتأمر السكان بترك أحيائهم. وتحدثت الأجنحة العسكرية لحركتي “حماس” و”الجهاد الإسلامي” عن قتال ليلي في خان يونس ودير البلح.
“تخدير الرهائن”
وحدثت إسرائيل حصيلة الرهائن المحتجزين في غزة ارتفاعاً إلى 138 وفق ما أفادت السلطات الثلاثاء، بعدما أضافت للقائمة شخصاً كان اعتُبر منذ هجمات “حماس” في 7 أكتوبر (تشرين الأول) في عداد المفقودين.
ودعت عائلات الرهائن الثلاثاء مجدداً إلى تعبئة دولية لتأمين الإفراج عنهم بعد نحو شهرين على خطفهم، وقد التقوا مرة جديدة نتنياهو جدد التأكيد على أنه يعمل “من أجل عودة الجميع”.
والثلاثاء قالت مسؤولة في وزارة الصحة الإسرائيلية إن “حماس” أعطت أدوية مخدرة للرهائن، بما في ذلك المهدئات من نوع ريفوتريل، قبل الإفراج عنهم لكي يظهروا “هادئين وسعداء”.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية بعد ظهر الثلاثاء أنها أخلت بشكل شبه كامل معداتها الطبية من مستودعين في خان يونس بجنوب قطاع غزة، مؤكدة أن إسرائيل نصحتها بذلك.
وباستثناء أيام الهدنة السبعة تدخل المساعدات ببطء شديد إلى القطاع من مصر بعد نيل موافقة إسرائيلية.
الجبهة الشمالية
وفي جنوب لبنان، قُتل عسكري لبناني وأصيب ثلاثة آخرون بجروح جراء قصف إسرائيلي استهدف الثلاثاء مركزاً عسكرياً، بحسب ما أعلن الجيش اللبناني، ليكون بذلك أول قتيل من المؤسسة العسكرية منذ بدء التصعيد عند الحدود الجنوبية.
من جهته، أكد الجيش الإسرائيلي مسؤوليته عن هذا القصف، لكنه شدد على أن الهدف لم يكن الجيش اللبناني بل موقع لـ “حزب الله” قصفته القوات الإسرائيلية “للقضاء على تهديد وشيك”.
وقال الجيش الإسرائيلي في منشور على منصة إكس إن “القوات المسلحة اللبنانية لم تكن هدفاً للضربة”، مبدياً “أسفه للحادثة”.
وفي وقت لاحق الثلاثاء، أسفر قصف إسرائيلي طال مزرعة لتربية الدواجن عن مقتل عامل سوري، وفق ما أعلنت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية اللبنانية. وأكد مسؤول محلي سقوط القتيل.
وتشهد المنطقة الحدودية في جنوب لبنان تصعيداً عسكرياً متفاقماً بين إسرائيل و”حزب الله” منذ شنت حركة “حماس” في السابع من أكتوبر هجوماً غير مسبوق على إسرائيل التي ترد بقصف مدمر وعملية برية في قطاع غزة المحاصر.
المصدر: اندبندنت عربية
الكيان الصhيوني يحاول إخفاء عجزه وفشله بتحقيق أهداف عمليته البرية بغزة ويعيد هيبة جيشه التي سقطت يوم 7 أكتوبر من خلال القصف العنيف بالقنابل والصواريخ المدمرة التي زودته بها الأنظمة الغربية بقيادة أمريكية ، هل القتل والتدمير تحقق الانتصار ؟ إنها مدرسة الإجرام والإرهاب الاستعماري الإمبريالي بحق الشعوب .