قيادي كردي يؤكد مطلب “اللامركزية” قبيل بدء مفاوضات مع دمشق

قال قيادي بارز في الأحزاب الكردية لوكالة فرانس برس الإثنين إنه “لا يمكن التنازل” عن مطلب التعددية اللامركزية في إدارة النظام السياسي في سوريا، في وقت يعتزم وفد من الإدارة الذاتية التوجه “قريبًا” إلى دمشق لاستكمال المحادثات مع السلطة السورية.

وأكد المسؤول الكردي، الذي رفض الكشف عن هويته، أن “سوريا لامركزية تعددية ديموقراطية هي الحل الأمثل لجميع القضايا العالقة راهنًا”. وأعرب عن اعتقاده بأنه “لا يمكن إدارة فسيفساء المجتمع السوري بنظام سياسي يحتكر جميع الصلاحيات ولا يعترف بخصوصية المناطق والمكونات”.

وأضاف: “هذا الطرح سيكون من القضايا الأساسية للتفاوض، ولا يمكن التنازل عنه”.

وتعتزم لجنة تمثل مختلف الأحزاب الكردية، وفق المصدر، التوجه “قريبًا إلى دمشق لمناقشة القضية الكردية وكيفية تضمين حقوق الشعب الكردي دستوريًا”.

وفي موازاة إشارته إلى أن “حواراتنا مستمرة مع الحكومة السورية حول ملفات مختلفة”، يقر المصدر الكردي بأن الحوار يطال “ملفات صعبة ومعقدة” ويتطلب “مد المزيد من جسور الثقة بين الطرفين أكثر من أي وقت مضى”.

ويشدد على أن “التفكير المركزي لإدارة القضايا (العالقة) من دون قبول شراكة حقيقية وتوزيع الأدوار والصلاحيات بين المركز والمناطق، يجعل من المفاوضات عملية صعبة وتسير ببطء”.

وتضمن الاتفاق الذي وقعه الرئيس أحمد الشرع مع قائد قوات سوريا الديموقراطية مظلوم عبدي، بنودًا عدة نص أبرزها على “دمج كافة المؤسسات المدنية والعسكرية في شمال شرق سوريا ضمن إدارة الدولة السورية، بما فيها المعابر الحدودية والمطار وحقول النفط والغاز”.

ونص الاتفاق كذلك على أن المكون الكردي “مجتمع أصيل في الدولة السورية” التي “تضمن حقه في المواطنة وكافة حقوقه الدستورية”، في موازاة “رفض دعوات التقسيم وخطاب الكراهية ومحاولات بث الفتنة بين كافة مكونات المجتمع السوري”.

وتأتي هذه التصريحات بعد يومين من عقد الرئيس التركي اجتماعاً رسمياً مع نظيره السوري أحمد الشرع، السبت الماضي، في مكتب العمل بقصر دولما بهجة بمدينة إسطنبول، حيث جرت مراسم استقبال رسمية للوفد السوري.

وشهد اللقاء حضور كبار المسؤولين الأتراك، من بينهم وزير الخارجية هاكان فيدان، ووزير الدفاع يشار غولر، ورئيس جهاز الاستخبارات إبراهيم كالن، ورئيس هيئة الصناعات الدفاعية هالوق غورغون. كما حضر من الجانب السوري وزير الخارجية أسعد حسن الشيباني، ووزير الدفاع مرهف أبو قصرة، إلى جانب عدد من المسؤولين الآخرين.

تسليم سجناء من مخيم الهول

وزار وفد من الحكومة السورية، يضم مسؤولين من وزارات الخارجية والداخلية وجهاز الاستخبارات ومكافحة الإرهاب، مخيم الهول شرقي الحسكة يوم السبت الماضي، برفقة مسؤولين مدنيين من وزارة الخارجية الأميركية وقوات التحالف الدولي، وفق ما أفاد مصدر خاص لموقع تلفزيون سوريا.
عقد الوفد اجتماعات مع إدارة المخيم بحضور ممثلي التحالف الدولي، تناولت آليات التنسيق لإخراج العائلات السورية من المخيم، وتبادل المعلومات حول أوضاع اللاجئين في مخيمات شمال شرقي سوريا. كما اطّلع الوفد على أوضاع المخيم وعدد قاطنيه من السوريين والعراقيين وجنسيات أخرى، إضافة إلى التحديات المرتبطة بإخراج السوريين وتراجع الدعم الإنساني خلال الأشهر الأخيرة.

وبحسب مصدر مقرب من “قسد” لموقع تلفزيون سوريا، تأتي الزيارة في إطار اتفاق التعاون الذي جرى بين الرئيس السوري أحمد الشرع وقائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي في آذار الفائت. وأكد المصدر أن مهمة حماية المخيم والسجون التي تضم عناصر من تنظيم الدولة (داعش) ما تزال بيد قوات سوريا الديمقراطية بالتنسيق مع التحالف الدولي، نافياً وجود أي توجه لتسليم إدارتها للحكومة السورية.

واتفق الطرفان، بحسب مصادر تلفزيون سوريا، على تشكيل لجان مشتركة لوضع آليات تنسيق جديدة، مع استمرار الاجتماعات لمتابعة قضية إخراج السوريين من المخيم إلى مناطق الحكومة السورية في دير الزور وتدمر وحلب وباقي المحافظات.

وقبل أيام هاجم آلدار خليل، عضو هيئة الرئاسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) والمعروف بـ”مهندس الإدارة الذاتية”، “مركزية دمشق” محذراً من خطر “تقسيم البلاد”، ودعا إلى تعديل الدستور والاعتراف بالقضية الكردية، كما رفض أي “إملاءات تركية” بشأن ملف سلاح “قسد” وأكد الانفتاح على الحوار مع دمشق من “موقع القوة”. جاءت تصريحات خليل خلال مقابلة مع قناة “كردسات نيوز” الكردية.

تأتي هذه التصريحات في ظل انقسامات داخل الإدارة الذاتية وضغوط يمارسها قادة في حزب العمال الكردستاني (PKK) على قائد “قسد” مظلوم عبدي لتعطيل تنفيذ الاتفاق مع الحكومة السورية. وأفاد مصدر مطلع ومقرّب من “قسد” لموقع تلفزيون سوريا أن مسؤولين عسكريين من الحزب تدخلوا لمنع استكمال بعض بنود الاتفاق، خاصة فيما يتعلق بسد تشرين وحيي الشيخ مقصود والأشرفية في حلب.

مواقف تركيا ومتابعة الاتفاق

وأكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في تصريحات نشرتها وسائل إعلام تركية وأثناء عودته من زيارة إلى المجر الأسبوع الماضي، أن تركيا تتابع عن كثب تنفيذ الاتفاق بين دمشق و”قسد”. وأشار أردوغان إلى تشكيل لجنة مشتركة مع الأميركيين وإدارتي دمشق وبغداد لمناقشة ملف معتقلي تنظيم “داعش” وعائلاتهم، مؤكداً أن حل حزب العمال الكردستاني يشمل أيضاً الذراع السوري للتنظيم “قسد”.

في السياق ذاته، أجرى رئيس جهاز الاستخبارات التركي إبراهيم كالن زيارة غير معلنة إلى دمشق التقى خلالها الرئيس السوري أحمد الشرع ووزير الخارجية أسعد الشيباني، ورئيس جهاز الاستخبارات السورية حسين السلامة. وناقش الجانبان مستقبل سجون “داعش” ومخيم الهول، وملف دمج “قسد” في الجيش السوري. ونقلت قناة CNN Türk عن مراسلها  تفاصيل هذه الزيارة والاجتماعات الأمنية المواكبة لها في أنقرة.

 

المصدر: تلفزيون سوريا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى