فور استيقاظي من النوم صباح هذا اليوم شعرت برغبة شديدة في تصفح وسائل التواصل الاجتماعي للسوريين المقيمين داخل البلاد وفي الخارج، والسبب هو رغبتي في إحصاء عدد المرات التي تكررت فيها كلمات : سني…علوي…مسيحي…درزي…اسماعيلي…كردي…اشوري…، بدأت عملية الإحصاء بمنتهى الدقة مسلحا بقدر كبير من الصبر والجلد، لكن بعد فترة قصيرة شعرت بمغص شديد في معدتي وصداع في الرأس ورغبة في التقيؤ ورعشة في الأطراف وضبابية في الرؤية، رميت جهاز الهاتف المحمول مع تلك الكلمات والتعابير على الأرض وتوجهت إلى منزل الجيران المواجه لمنزلي متعثرا مترنحا طلبا للمساعدة، بعد إجراء الفحوصات الطبية الشاملة تبين أنني أصبت بتسمم طائفي شديد وتلوث فكري ونفسي، فجمعت كل تلك الكلمات والتعابير والمصطلحات ورميتها في عرض البحر ولم احتفظ سوى بكلمة واحدة جعلتها تاجا ذهبيا على رأسي ومنزلا محصنا يحميني من عواصف البشر
المصدر: إنسان
