هـــــــلَّ الـــــهـــلالُ يـــــواري بــســـــــمــــــةً خــــــجـــــــــــلـــى
وفـــــي الــــعــــيـــــونِ يــــــداري دمــــــــعـــــــــةً عــــــــجـــــــلـــى
هـــــــلَّ الــــهـــــلالُ عـــلـــى الــــدنـــــيــــــا بــبـــســـمـــتـــهِ
وشـــــعَّ فــــيــــهــــــــا بــــهـــــــــــــــــــاءً رائــــــقــــــاً جَـــــــــــذْلا
وزفَّ للــــنــــاسِ بــــشــــرى الــــعـــيـــــدِ مـــبـــتـــهــــجــــاً
ووزَّعَ الــــحــــبَّ طــــلــــــقـــــــاً حـــيـــثــــــمــــــــا حَــــــــــــــلاّ
إلَّا بــــــلادي فـــمـــــا هــــــــــــلَّ الـــــهــــــــلالُ بـــهـــــــا
طلـــــْـقـــــــاً ومـــــا أذَّنَ الأضـــــحــــــــــــى ولا صــــلّــَّـــــــى
فـــأيُّ عــــيـــــدٍ ونـــــحــــــنُ الـــيــــومَ فــي مـــحـــــــنٍ
نــــــــــودِّعُ الــــشــــهـــــــداءَ الـــــغــــــــُرَّ والــــــقـــــتـــــلـــى
لـــم يــبــــقَ وحـــشٌ لــئـــيـــمُ الـــطـــبــــعِ مـــفـــتـــرسٌ
إلَّا طـــــغـــــى وبـــغــــــى واحـــــــتـــــلَّ واســــتـــــــولـــــــى
وشـــعـــبــــُنــــا بـــيـــــن مــــقــــتـــــوٍل ومُـــعــــتــــقــــلٍ
وبــــيـــــن مــــســـبــــــيّـــــَةٍ فــي الأســــــــرِ.. أو ثـــكـــــلـــى
الــبــغــيُ حـــطــــَّمـــــــه .. والــــغـــــــزو يـــطـــحـــنـــــــه
والـــــحـــــربُ طـــالــــتْ .. فــــمـــا أبـــقــــتْ لــــــه شــــمــــلا
يــــــتـــــيــــــهُ بـــيــــن بــــلادِ الــــكـــونِ أجــــــمـــعـــِهـــــا
مــــشــــــرَّداً .. لـــــم يــــجــــــد كــــــــوخـــــا .. ولا نـــــــــزْلا
وصـــار أغــــلـــــى أمــــانــــــيــــــــهِ وأعـــــظـــــمـــهــــا
مــــــأوىً ولــــــــــــو كــــــان عــــــــــرزالاً أوِ اســــطــــبـــــلا
ويــــركــــــبُ الــــبـــحـــــرَ لا يــخــــشـــى مـــخـــاطــــرَهُ
يـــعـــــانـــــــــقُ الــــمــــــوتَ كــــي لا يــــجـــــــرعَ الــــــــــذُلَّا
فـــيـــنــتــهـــي جـــثـــثـــاً فـــي الـــبــــحــــرِ طــــافـــيـــة
والـــمـــاءُ يـــغـســـلُــــهــــــا مــــن حـــــزنِــــهــــــا غَـــســــْلا
ويــخـــجــــلُ الــمـــوجُ أن يـــمـــحـــو مـــلامــــحــــهــــــم
والـــــمــــــوتُ يَـــجــــْذبـــــهــــــمْ للّـــــجــــــــةِ الـــسفـــــلـــى
فـــي كـــلِّ بـــحــــرٍ لـــنـــــا غــــرقــــــى تُـــــوزعـــهــــــمْ
يــــــــدُ الــــمــــنــــــُونِ عـــلـــى حـــيــــتــــانــــهــــا عَــــــدْلا
اتــــراحُــــنـــا قــــتـــلـــــتْ أفـــــراحَــــنــــا كــــمــــداً
فــــأثــــمــــــرُ الــــحـــــزنُ فـــــي أرجــائــــنـــــــــا دغــــلا
بـــيـــوتــنــا أقــــفــــرتْ مـــن بـــعـــد بـــهـــجـــتـــهـــا
لا وهـــــــــــــــجَ فـــــيــــهــــــا .. ولا ورداً ولا ظــــــــــــــلَّا
واللهِ يـــا عــــيــــــدُ حــــتــــى اللهُ قــــاســـــمـــــنـــــــا
أحـــــزانـــنَــــا وبـــكــــى حــــتـــــَّى جــــــــرى ســــــيـــــلا
حــتـى الــطـــيـــورُ نــأَتْ عـــنْ أرضِـنــا ومـــضـــتْ
خـــلــــفَ الــبــحـــارِ تـــقــاسي الـــرعـــبَ والــجـــفْـــــــْلا
وعـــشــّــشــــتْ زمـــــرُ الــغــــربــانِ نــاعـــقــــةً
وحــــلـــــَّقَ الــــبـــــومُ رتــــــــــلاً يـــقـــتـــفـــي رتـــــلا
يــا عــيــــدُ أيــقــظــتَ أشــجــانــاً مــخـــضــبـــةً
بــالــدمــــعِ لا تـــقـــبـــــلُ الــسـلــــوى ولا تَـــبـــْلــــى
هـــل جـــئـــتَ تـــزجـــي لــنــا الافـــراحَ عـــامــــرةً
أمْ جــئـــتَ تـــقــــتــلــــنـــا فــي بــــؤســـنــا قــــــتــــلا.. ؟
أم جـــئـــتَ تـــنــكـــأُ فـــي أعـــمـــاقــــنـــا وجـــعــــاً
وتــــوقـــــظُ الألــــمَ الـــمـــكـــبـــــــوتَ والـــــغــــــــلَّا ..؟
في أرضــنـــا ولــدَ الــحــــبُّ الـــجــمـــيــلُ وفــي
قـــلـــوبـــنـــا اســْـــتـــوطــن الــجـــــوريُّ والـــدفــــلـــى
نـحــن ابــتـكــرنــا الــهـــوى والــعـشـــقَ مـن أزلٍ
ونـــحــــنُ للـــنـــــاسِ عــــــلــــمــــــنــــــاهُ مـــذْ هــــلَّا
ونــحـــنُ مـــن نــــشــــرَ الـــتــنـــويــــرَ فــلــســـفـــة
بــيــن الــورى وزرعــنــا الــــقـــمـــحَ والـــنــــخْــــــلا
لــــكــــنَّ أحــــقــــــرَ خـــلــــقِ اللهِ قـــاطـــبـــــــةً
قــد داهـــمــتـــنــــا وشـنــَّــــتْ حـــربَــهــــا خَــــتـــــْلا
وهـاجــمــتـــنــــا وحـــوشُ الارضِ وافـــتـــرســـتْ
بـــراءةْ الـــخـــلــــقِ طـــــفـــــلاً كــــانَ أو كـــــهـــــْلا
يــــا عـــيــــدُ عـــدْتَ فــــلا أهــــلاً ولا ســـهـــــلا
لا أنـــتَ مـــــنـــــَّا ولا تـــــبــــدو لـــنـــــا أهــــــــلا
مــا عـــادَ للـــفــــرحِ الـــعــــفــــويِّ مـــتـــســـعٌ
فـــيـــنــــا فـــدعْـــنــــــا وعــــدْ أدراجَـــــكَ الأولــــى
الــنــصـــرُ عـــروتــُــنـــا الـوثــقــى ومــوعــدُنـــا
غـــداً.. ولا شــــيْءَ أســــمــــى مــنـــْه أو أحـــلـــــى