هي البلاد التي تضع صخرة في فمك وتقول: عش
وتضع في عمرك صباها وتقول: مت
فلا أنت بحيٍّ ولا أنت بميت
تعطيك المنافي ظِلّها
فتمنحها شجراً من وجودك
فلا وجود لزيتونك ولا ضوء لزيتك…
خذني الى قارب نجوت فيه
لا شيء يشبهني سواه
يطفو كأنه حيٌ
لكنه غير موصل للحرارة
ولا موصل للحنين
أنا الممزوجة بطاقةٍ من دفق الفراتِين
من رحيق الياسمين
أنا المولّدةُ لربيع يتيم
أُقرّ وأُعلنُ:
أنَّ هذا الأخضر الممتد في كل الأقاصي ليس مني
وأنّ هذا الماء لا عذب ولا يروي
فكل مضمرٍ في نسقي يحتاج نهر
حملتُ متحفي الشامي
خبأتُ مفتاحه في المكان الذي تعلّمتهُ عن جدتي،
ليكون أكثر قرباً الى النبض.
قصر الحير في وجهي يطل ّ على الغرباء
يرتابون مني
لهم قيمٌ فيما يجهلون
ولنا بخسٌ فيما لا يُقيَّمُ.
تركت بردى لمن بقي
فلحقني من المنبع ليصب حيث أكون.
أعيش الآن بلا حُليٍّ ولا زهرِ ليمون ولا هيلٍ ولا نعناع.
رقمي يزيد على ستة أصفار وعشرة
أضعها على جبينكم المتحضر….
ينصفني موتي ولا تنصفني حقوق إنسانكم،
أتشردق بها كلما شربت عبارة.
وتسألني كيف أتيتُ؟ وكيف وصلت؟!!!
أخذت قطار المعاني الفارغة
تفرجت على خضار غامر طول الطريق
أُحدّث نفسي القاحلة التي تركتها فوق ردم البراميل
آن سقطتْ نخوة الزواجل فوق ياسمين الدور.
أتيت على راحلة أقلّت مواجعي وطيّرت روحي مع نوارسها إليه.
صفقتُ باب كرامتي وخرجت
وعدتها أن لا أكتب حرفاً ولا أنبسُ ببنت غصّة
أريد لجرحي فداناً من الصمت
قصيدة طويلة من بياض
أريد لموتي وقفة الأشجار
فلا تصافحني عند الخروج من مكتبك
إذ كل منفى يصافحني يأخذ من كفي قصيدة
ويزرع شوكة في الضمير.
شعر جميل ومعبر عن الوطن والهجرة بالمنافي [هي البلاد التي تضع صخرة في فمك وتقول: عش .. وتضع في عمرك صباها وتقول: مت .. فلا أنت بحيٍّ ولا أنت بميت …….. إذ كل منفى يصافحني يأخذ من كفي قصيدة .. ويزرع شوكة في الضمير.].