جبهة النصرة… في البدء…||  جبهة النصرة في سورية… امام الامتحان.. هل تنجح؟

أحمد العربي

اولا. ان اثبات حضور وامتداد وانتصار جبهة النصرة المتحالفه مع بعض الكتائب الثوريه السوريه. وكان آخرها تحرير معسكري وادي الضيف والحامديه. وتحولها الى رقم صعب في معادلة الثورة .يجعل الحديث معها وعنها مهما..سواء من باب التنوير والوضوح .او الحديث عن المايجب والمأمول. وعن المحظور من جهة مصلحة شعبنا السوري وثورته..

ثانيا..سنتحدث باختصار عن النصرة ومسارها. لان هناك نصوص كتبت (منا ومن غيرنا) بتفاصيل ضمن مسار متابعتنا للثورة. ونؤكد ان بداية النشأه كانت من بعض الشباب السوري وقليل من العرب الذين كانوا في العراق كجزء من الحراك العسكري ضد الاحتلال الامريكي .وضد السلطه العراقيه التي جاءت بعد خروج الامريكان. وكانت الاطراف متورطه بحالة صراع مجتمعي طائفي عقدي.. فقد كانت قاعدة الزرقاوي ومن بعده. قد قطعت يقينا على اعتبار الشيعه العراقيين روافض وكفرتهم واهدرت دمهم.. واعتبرت السنه الذين لا يؤمنوا بتوجهاتهم .بين الملحد والكافر والغير مبايع.. وجعل الكل هدفا للقتل او العودة للالتزام بماسمي دولة العراق الاسلاميه.. وهذا جعلهم (كأعداء) هدفا من الكل .و جعل الكل هدفهم ايضا كأعداء…

. طبعا حديث الدولة الاسلاميه في العراق ..ثم في العراق والشام خضناه سابقا كثيرا .ونذكر هنا ما يتعلق بالنصرة ومسارها ليخدم موضوعنا الذي بدأناه.

ثالثا. عندما بدأت طلائع شباب النصرة بالتشكل من السوريين العائدين من العراق. ومن الشباب السوري الذي كان يتوق لاي طرف يحتضنه ويقدم له السلاح والمال ليخوض معركة اسقاط النظام . حاولت ان تمايز نفسها عن قاعدة العراق .بالاسم وانهم مناصرين لثورة السوريين في مواجهة المظلوميه التي طالت كل شيئ . وان حق الشعب السوري ان يعيش حياة الحرية والعدالة وان يقود نفسه بنفسه.. وكان هناك ارتيابا بان يكون ذلك تقيه.. وخاصة ان ممارسة القاعده في العراق كانت مرفوضه من اغلب قطاعات الشعب العراقي.. ولكن سرعان ما وجدنا ان ذلك اصيل بهم .. حيث بدؤوا يجدوا تقبلا لهم من شعبنا الحاضن الاجتماعي. وبدؤوا يصنعوا مع كثير من المجموعات الثوريه الاخرى غرف عمليات مشتركه. وتصرفوا وفق رؤية تؤكد اولوية الصراع مع النظام السوري المستبد . وووضع اليد مع الثوار الاخرين لاجل ذلك….

رابعا. استطاعت النصرة ان تحضر على الارض وفي اغلب المواقع بالمشاركه مع بقية الثوار . وهذا لا يغيب حصول بعض الاخطاء منهم ومن غيرهم .سواء بالاداء العسكري وعدم التوحد الاستراتيجي . وحصول بعض الصراعات الجانبيه المرفوضه.. ورغم ذلك كانت تتقدم بحضورها على الارض.. الى ان حصل متغير استراتيجي اربكها..الا وهو اعلان البغدادي اتحاد النصرة والدولة الاسلاميه في العراق والشام .في جسم واحد.. بقيادة البغدادي..هذا طبعا مع العلم ان قاعدة البغدادي بدأت تتمدد في سوريا قبل ذلك الاعلان.. وكان رد النصرة عبر الجولاني رفض التوحد والولايه والتابعيه.. واحيل الامر على الظواهري خليفة بن لادن.. وهنا خرجت النصرة من تابعيتها لقاعدة العراق ..ولكنها تورطت بإلحاق نفسها بالقاعده العالميه.. وجاء رد الظواهري بتثبيت الوضع على حاله دولة اسلاميه في العراق .والنصرة في سوريا.. والتي قبلت بها النصرة ورفضت من تنظيم الدولة الذي خلع مبايعته للظواهري .وبدأ البغدادي العمل ليكون دولة الخلافه الاسلاميه وكان هو الخليفه… ولو الى حين.

خامسا. على الارض كان لذلك تبعيات سيئة جدا .من خلال حرب فتحتها دولة الخلافه على كل الشعب والثوار السوريين واولهم النصرة. واستخدمت من قاموسها الفقهي .كلمات مختلفه تبرر قتل الكل وهدر دمهم .من مناصب الى رافضي الى خارجي الى مرتد الى ملحد الى كافر (كالديمقراطيين مثلا) .وكان لها مجازر جماعية بحق الشعب السوري وثواره.. ومما اساء للثوره السوريه وهويتها الوطنيه الديمقراطيه.وانها ثورة الحرية والكرامة والعدالة. لاسقاط النظام المستبد الطائفي. واصبحت بعرف الغرب حربا اهليه.. والذي استفاد منه النظام العالمي ليتدخل في سوريا. من باب محاربة الارهاب وليس من باب اسقاط الاستبداد ورد الحقوق للشعب السوري.. وهذا اقترن مع اضمحلال وتراجع في الجيش الحر والقوى الثوريه الاخرى .وظهر ان سوريه اقرب لتكون جزء يحتله النظام وجزء تحتله داعش…

سادسا. سارع الثوار في سوريا بمجموعاتهم لتجاوز حالة الفرقه.والبحث عن المشترك الوطني .واوافقوا على اسقاط النظام ومحاسبته وبناء دولة عادلة يرضى عنها الناس.. فبادروا الى خلق تحالف واعتصموا.. وكذلك بادر ثوار الحنوب بالتوحد ايضا وخلقوا جبهتهم الموحده.. وكانت الجبهة الشاميه لفصائل الثوار في حلب خطوة مهمة على الطريق.. وكان الانتصار الرائع في الحامديه ووادي الضيف .قد اكد للنصرة ولبقية الثوار اننا بوحدتنا وبمشتركات وطنيه تهم شعبنا. سنستطيع ان نسقط النظام ونحاسبه ونبني دولتنا العادله التي يرضى عنها الناس..

سابعا. ان شباب النصرة اغلبهم من الشعب السوري.. وانهم للان لم يعلنوا نيتهم بناء دولتهم الاسلاميه.بل هم في (جهاد الصد) يعني الدفاع عن النفس لاسقاط النظام المستبد الظالم .وانهم واقعيا غير مرتبطين الا نظريا بالقاعده العالميه .مما يشكل عليهم عبئا ومشكلة .ودون مردودية ايجابيه.. وعليهم ان يتخذوا موقفهم .بانهم جزء من سوريا ومن معركة السوريين ضد النظام المستبد وغيرة ممن يريد احتلال البلد. وانهم مع بقية الثوار والسياسيين السوريين مطالبون بحل المشكلة السورية والانتصار لشعبها .بالتفاعل والحوار والتشاركيه ووحدة الموقف ووحدة الصف ووحدة العمل.. سنحصد النتائج الباهرة  كما في جنوب سوريا ووادي الضيف والحامديه..

ثامنا. هناك اصوات عالمية تغازل النصرة لتخلق معها توافقات .فبعد ان اشتد عود داعش واصبحت قوة تحارب في دولتين وتواجه اطراف عده.. واعتبارها عدوا للتحالف الدولي .تابعت حضور النصرة وامتدادها ونجاحاتها مع الاخرين على الارض.. ها هي تمد اليد لها لتصنع توافقات ما معها.. ونحن نعرف الغرب ونفهم دوافعه واهدافه.. وانه من جملة ما يجب ان نراجع به افكار الجهاديه الاسلاميه. فكرة (الحرب المفتوحة على الغرب). والتي لم نجني منها الا الضرر على شعوبنا. طبعا ولن نقبل ان نستمر عبيد العالم سنبحث عن علاقة نديه معه وفق المصالح..اما (وهم) الصراع معه بالمطلق. فهو عبثي ويؤدي لمزيد من الكوارث والقتل علينا.. نحن ممتحنين الان بتحديد عدونا المركزي .انه النظام السوري .نحاربه وحلفاؤة على ارضنا ونسترد منه الدولة للشعب ونحقق الحرية والكرامة والعدالة.. وكل من يساعدنا بذلك (طبعا له مصالحه) .نعتبرة حليفا ونبحث معه عن مشتركات نعمل عليها ونطورها..وهذا يطال حلفاءنا الاقليميين والغرب وامريكا ايضا..

.اخيرا.. انه حديث ود عقلاني لطرف يشارك معارك اسقاط النظام. وهو من باب التنوير والنصيحه. وهو ايضا يحتاج لقراءة السطور وما وراءها..

.نحن امام امتحان حقيقي في ثورتنا .هل ندخل في معارك اعتقاداتنا المختلفه و(اغلبها عن جهل) لدرجة التكفير و هدر الدم . ام معارك المحاصصه لما تبقى من ارضنا وشعبنا. ام اعادة الاستسلام للنظام المستبد الدموي القمعي لنكون عبيده لسنين طويله قادمه. ام التورط بصراع طائفي سيطول لعقود وقوده شباب مغرر به يعتقد انه يرضي الله. ويموتوا مجانا ومن كل الطوائف والمستفيد هم اعداؤنا من الانظمة المستبده واولها النظام السوري وحلفاؤة من روسيا وايران والعراق وحزب الله ومرتزفته.. والغرب الذي يدير صراعا يجر عليه مالا من السلاح والنفط والحضور والسيطرة .ومن التدمير واعادة الاعمار غدا..و(اسرائيل) التي تريد ان تكون حاكما مطلقا في منطقة شعبها بين قتيل وجريح ومعاق ومشرد ومقاتل.. وبلادها خراب..

.مع ذلك وقبله ما زالت ثورتنا مستمرة للحرية والكرامة والعدالة والدولة الديمقراطيه..

.هي رسالة كان لا بد ان تقال..

.الا هل بلغت اللهم فاشهد…

27.12.2014…

6
1

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. توصيف دقيق وتحليل موضوعي لدور جبهة النصرة منذ 2014 ، رقم صعب بقوة وقدرة مقاتليها لأنها يمثلون أيديولوجية عابرة للحدود وقوة كذلك ، فهي مدربة شرسة ولكن فرض أجندتها سيكون الصعب بتجاوزها مستقبلاً ، والواقع الحالي يثبت دقت ذلك .

زر الذهاب إلى الأعلى