اولا. هل هذا الحديث مهم ؟. نعم مهم دوما.. المراجعه في الحياة السياسية وتحديد التقدم والتراجع . وتعديل السلوك أو خلق مسارات جديدة مهم دوما. خاصة في ظروف ثورتنا. وان كل العالم . تقريبا. يقف ضدنا .. سواء الأعداء وهذا معروف ومفهوم او الاصدقاء. وهذا أيضا يجب معرفته بدقة
ثانيا. لنبدأ من المسار السياسي للائتلاف. فللآن لم يحصل أي تقييم المرحلة السابقة لمساره، طبعا من قبله . فلم يجيب عن أسئلة مهمة للشعب السوري. لماذا لم نتقدم لهدفنا المعلن بإسقاط الاستبداد وبناء دولتنا الديمقراطية.؟. سواء بالمسار التفاوضي أو العسكري والمسارين سياسة لمن يعتقد ان المسار التفاوضي فقط سياسة.؟!!. . فهم يعملون بطريقة المؤسسة التي تلتزم باللوائح والتراتبية وليس ممثلين للثورة .لم يقدموا للشعب جردة بشفافية كاملة عن كل ما مر معهم في السنوات السابقة منذ تحول الائتلاف ليكون ممثلا للشعب السوري وثورته خليفة للمجلس الوطني
لم يقولوا للشعب السوري بشكل رسمي كيف خضعوا لإستقطابات المانحين وصراعاتهم ايضاً. ؟. وكيف كانوا رهائن المحاصصة الداخلية والتي تكون أحيانا رهينة واحد او اثنين من أفراده. يمتلكون العصا السحري (المال والنفوذ) . وان الكل يصبحون مجرد شهود زور على توافقات تهتم بـ المحاصصات ولا تلتفت ابدا لواقع الثورة ومتطلباتها.. لنعترف دون تجني او إساءة لاحد بشكل شخصي . إن أعضاء الائتلاف يتم تفعيل حضورهم ووجودهم فقط عند استحقاقات الانتخابات أو المفاصل الرئيسية واغلبها تنظيمي. وبعد ذلك يعود كل ائتلافي لحياته العادية. ويستلم مسار الائتلاف أفراد عدة وفق لوائح الائتلاف الداخلية التي تعطي رئيسه وأمينه العام مسؤولية شبه مطلقة. تحول أعضاء الائتلاف الى أفراد مسؤولين أمام رئيسه، وليس العكس كما تتطلب الديمقراطية.؟
لا مال في صندوق الائتلاف والمال يكاد يغطي المصاريف الدورية من معاشات وغيره. وان وجد فهو في جيب المسؤول الأول أو من يمثل القوى المانحة ليُستخدم حسب أجندة هذه القوى.. لا مال لتغطية النشاطات في الإغاثة او المناشط الاخرى لشعبنا
والاهم ان الائتلاف لا علاقة له مع الثوار في موضوع السلاح ابدا.؟!!. فهو مرتبط بالمباشر بالمانحين. وحسب خططهم هم.. وللدقه ان وجد دعم مالي فهو رمزي جدا. يخدم في الإساءة للائتلاف من أن المطلوب منه كثير وامكانياته معدومة. وبذلك تسقط مصداقيته. والأسوأ هي طريقة نشر الغسيل الوسخ التي يعتمدها بعض الائتلافيّن .من خلفية فردية وذاتية وفي احسن الأحوال كعصبة. الكل تلوث بهذه اللعبة في يوم ما، بعضهم في الواجهة وصامت عن الخطأ وعاجز عن معالجته، وفي يوم آخر البعض يصرخ ويدين ويخرج من (اللعبة) !!. وفي كل الأحوال يصبح الائتلاف مجرد حالة متصارعة وغير فاعلة ومرمى لكل السهام من أصدقائه واعدائه.. ولكل اسبابه
ثالثا. لم يعد الائتلاف يواكب الحدث السوري لا بما يتعلق بالمواقف الدولية والإقليمية ولا بما يتعلق بتطور الأوضاع على الأرض. والفعل الثوري المباشر.. فبعد أن اعترف بالائتلاف من جامعة الدول العربية وكثير من الدول التي أسمت نفسها أصدقاء الشعب السوري. صارت تتصرف جامعة الدول العربية وحتى الدول المؤثرة الدولية . انها اعادت الائتلاف للصفوف الخلفية في العلاقة . فلم يسمح للائتلاف حضور مؤتمر القمة العربية الأخير في الكويت.. وعندما تواصل الائتلاف مع أمريكا وغيرها تحول ليكون هدفا للطعن بنفوذه وفاعليته وحتى مصداقيته . والكل يحاسب على واقع: (هم) الدول الصديقة من صنعه..؟!!. لقد تحول الائتلاف لحالة اقرب للتابع الذي يتلقى الاملاءات من المانحين ومن مؤسسات مخابراتية ايضا، للاسف. لماذا لا يخرج المخلصين والشرفاء والسياسيين الذين يدركون اللعبة الدولية والاقليمية الى شعبنا وثورتنا ويقولوا واقع الحال ؟. من باب تبرئة الذمة إن لم يكن من باب البحث عن حل
رابعا. وعند الحديث عن الائتلاف ودوره بالنسبة للشعب السوري. فيما يتعلق بالحكومة المؤقتة على محدودية إمكاناتها وفاعليتها. هذه الحكومة محدودة الامكانية محدودة الصلاحية والتي تحولت لمجرد مكاتب عمل روتيني رمزي ودورها على الأرض متواضع جدا..
وزارة دفاع لا إمكانيات مال وسلاح لديها. ولا سلطة لها على أحد في الميدان والمجالس العسكرية التابعة للأركان تكاد تكون مجرد هياكل جوفاء ودون فعالية. وهم في حالة صراع وسجال واضطراب. ويخضعون واقعيا لفعل الدول المانحة واجنداتها وصراعاتها أيضا
اما بقية الوزارات حيث قدرتها الذاتية التي ستحول لمشاريع وأعمال تهم أهلنا في المناطق المحررة.. لا تتجاوز العشرة بالمئه من حاجة شعبنا باحسن الاحوال.. هذا غير سوء الادارة والمحاصصة والفساد ايضا.. وهنا طبعا نؤكد ان هناك من الشرفاء والثوار من يقوم بدوره تماما مثل الثائر الذي يضحي بدمه لكنا نتحدث عن الاغلب الاعم
خامسا. عدم متابعة مستجدات الثورة. تحليل وتقييم وموقف أيضا بما يخدم الشعب السوري وثورته. و تغول السلطة وحلفاؤها. وصمت أصدقاء الشعب السوري . وتحويل الثورة السورية لموقع يصفي كل الاطراف الدوليه والاقليميه حساباتهم إلا الشعب السوري. ظاهرة داعش والصمت عن وجودها ونموها (قبل تلاشيها). والتفكير بحل لها بمعزل عن ثورتنا وحقوقنا المشروعة. محاولة تسويق إعادة إنتاج النظام الاستبدادي السوري إقليميا ودوليا تارة تحت دعوى الحل السياسي أو العجز العسكري وضرورة مواجهة الإرهاب.. لماذا لم يدعم الجيش الحر حتى تم انهاؤه تقريبا..؟!. ولماذا عُمل على تشتت الثوار و بعثرتهم..؟!. لماذا فصل بين السياسيين والعسكر في ثورتنا بإرادة المانحين..؟!. بحيث أصبح الائتلاف مجرد واجهة لا تمون على أعضائها فما بالك على الثورة والثوار.؟!!.. أسئلة كثيرة تحتاج لأجوبة وموقف وخارطة طريق: تحدد البديل وكيف نتحرك له.؟. وهذا ما لم يتصدى له الائتلاف لا بصفة جماعية و لا حتى فرديا. وإن حصل تكون الاستجابة متواضعة ولم تتقدم على طريق الحل
سادسا. وعند الحديث عن المعارضة التي هي خارج الائتلاف.. والتي تنوس بين مختلف جذريا مع الائتلاف وبين متقاطع معه إلى درجة ما . وبين من يرى أن ثوابته تنصب على إسقاط النظام ومحاسبته وبناء الدولة الديمقراطية . وبين من يعبر عن مرونة سواء في إسقاط النظام .عبر حل سياسي تفاوضي انتقالي يؤسس لدولة ديمقراطية وبين من يتوقف عند الدولة الديمقراطية. ويعبر بأحسن أحواله عن دولة يرضاها الناس.. وهنا اخرج داعش والنصرة نسبيا من دائرة البحث.. فلهم أجندتهم الخاصة.. المهم هذه المعارضات ينصب جهدها بين أن تطرح نفسها ندا او بديلا للائتلاف وبين ان تعمل لحل وطني جامع، ولو مع النظام، بسبب أننا أصبحنا كلنا ضحية ارهاب داعش، هذه الرؤية التي تكاد تكون أحد أدوات النظام في تشتيت الثورة وبعثرة الجهد السياسي، فبين من يوازي بين من يدعم النظام ويدعم الثورة وعلى علاتهم. وبين من يرى الحل بتوافق مع النظام و يتفاوض سرا وعلنا مع النظام وحلفاؤه إيران وروسيا… وهناك من يتحدث عن مؤتمر وطني جامع للثورة السورية. ويروا أن النظام هو اس واساس كل الموبقات في سوريا.. وان اجندة الثورة لن تتنازل اسقاط النظام ومحاسبته وبناء الدولة الديمقراطية.. وقد يضاف لنا مهمة جديدة وهي محاربة داعش لكونها عدوة للشعب السوري بالسلوك.. هذا على صعيد التوجه ورغم تخبط هذه المعارضات وعجزها وضعف خبرتها السياسية
الائتلاف تماما اما ضحية فقر مدقع بالامكانية. يحول مطالبة لآمال تتحول مع الزمن لأوهام تقتل صاحبها. وهو أسير أجندات القوى المانحة فتارة مؤتمر في العاصمة الفلانية ؟! لخلق قطب مواجه للائتلاف لتشتيت قوى الثورة السورية السياسية. وتارة مؤتمر في أخرى ؟! لاعادة اللحمة الوطنية في مواجهة الإرهاب الداعشي.؟!!.. واعادة انتاج النظام .؟!!. النظام الذي قتل مئات الالاف واعتقل وجرح واعاق مثلهم والذي شرد نصف الشعب السوري داخلا وخارجا. ودمر أكثر من نصف البلد .والذي اعادنا لعشرات السنين للخلف في البنية التحتية والفوقية. ضرب السلم الأهلي والتعايش الاجتماعي.. مؤتمر في مدينة أخرى ؟! يبعثرنا حسب الاثنيات والمكونات ويجزئ سوريا ويعطيها حصصا لأطراف تميت سوريا وتخرج شعبها من التاريخ.. هذه معارضات تجد الحاضنة.. وعند التساؤل عن أطروحات كل المعارضات . تجدها تجيب باحسن الحالات عن ما لا تريد . اما ماتريده فيكاد يكون معدوم او متواضع. وعند السؤال عن كيفية الوصول للأهداف.؟. فسنجد أننا أمام أحلام وأوهام وعجز وانتظار مخلص ما.. الكل يقتات على نقد الآخر ونقضه
سابعا. هل الصورة سوداء الى هذا الحد..؟. الجواب نعم.. هل هناك حل .؟. الجواب نعم، هناك دائما حل.. فما زال الشعب السوري يتحرك لحقه بالحرية والكرامة والعدالة والدولة الديمقراطية. ويقدم التضحية تلو التضحية.. وما زال بعض السياسيين ممسكين بجمر الانتماء للشعب والثورة ويحاولون رسم معالم الطريق قولا وفعلا.. على قلتهم.. وما زال ثوارنا يسطرون اعظم الانجازات رغم قلة الإمكانات في مواجهة النظام و يقضمون الارض تحت اقدامه اول باول.. وما زال مطلوب من كل السياسيين والثوار أن يلتقوا على رؤية استراتيجية واحدة للثورة السورية وعلى توحيد للعمل السياسي والعسكري لمناشط الثورة جميعا في الائتلاف وخارجه معه ومع الشعب السوري
من يمتلك تصور انه المخلّص وحده كفرد أو جماعة وتحالف وحتى الائتلاف، واهم.. وواقع ثورتنا عبر السنوات الماضية يؤكد ذلك.. لنتوحد ونوحد جهودنا . نمتلك زمام أمورنا بأيدينا، و لنصحح مشكلتنا الذاتية كثوار سياسيا وعسكريا.. ونواجه النظام والعالم كله. أعداؤنا وأصدقاؤنا في موقف قوي واحد
.اخيرا. إن المؤتمر الوطني لقوى الثورة السورية سياسيا وعسكريا أصبح ضرورة ملحّة. ضرورة وجود. ومطلوب ان نضعه في سلم اولوياتنا لنوحد بعثرة المعارضة. ونقوّم الائتلاف ونحوله فعلا لمظلة للشعب السوري وليس مطيّة لافراد او عصب او اجندات الدول المانحة.. وخاصة أن واقع الميدان لثورتنا بجانبها العسكري ليست بأحسن حالا من الجانب السياسي
هذا ما ينتظره شعبنا ممن يتصدر واجهة الثورة السورية سياسيا وعسكريا.
17.12.2016
قراءة وتحليل موضوع للمؤسسات الممثلة لشعبنا الثائر على نظام طاغية الشام كتبت منذ سبعة أعوام وهي مازالت حقيقة ، من خولهم ليمثلوا شعبنا ؟ من جمعهم واختارهم ليمثلوا ثورتنا ؟ المحاصصة تحكم تراتبيتها وتبديل الطرابيش والولاء للمول و… هل الوضع سوداوي ؟، نعم ليكون المؤتمر الوطني لقوى الثورة السورية سياسيا وعسكريا هو الحل .