رسالة بلينكن لنتنياهو: لن نسمح لك بتكرار 7 أكتوبر.. إما نحن أو “شركاؤك الحمقى”

شلومو شمير

للزيارات المتتالية التي قام بها وزير الخارجية الأمريكي سببان؛ إما أن الدولة ودية وعاطفية ومقبولة لدى البيت الأبيض، أو أنها دولة خصم واستفزازية ومهددة. السببان صحيحان ونافذان لشرح إجراء حديث ثنائي بين وزير الخارجية الأمريكي الضيف ورئيس الدولة التي تستضيفه.

أجرى وزير الخارجية أنتوني بلينكن 4 زيارات لإسرائيل منذ 7 أكتوبر والتقى مع نتنياهو ورئيس الدولة إسحق هرتسوغ ومع مسؤولين كبار آخرين. خرج في الزيارة الأخيرة عن عادته وعقد لقاء ثنائياً مع رئيس الوزراء.

فليكن واضحاً. زيارات بلينكن المتتالية إلى إسرائيل دليل على متانة العلاقات الودية والقرب الخاص بين إسرائيل والولايات المتحدة، علاقات وجدت تعبيراً عملياً لها في الدعم السياسي والمساعدة العسكرية التي ضختها أمريكا لإسرائيل.

علام تحدث نتنياهو وبلينكن في حديثهما الثنائي؟ بلينكن نفسه قدم جواباً بشكل مفاجئ ومبطن، لكن لغزه ليس عسيراً على الحل. حسب أقواله، فإن هدف زيارته ومحادثاته في البلاد كان كيف تتحقق أهدافها (إسرائيل) لمنع تكرار ما حصل في 7 أكتوبر. لا حاجة للمرء أن يكون محللاً أو خبيراً سياسياً. ما قاله بلينكن لنتنياهو هو “سيدي، ستبقى الولايات المتحدة صديقة مخلصة، داعمة ومساعدة. لكن اعلم أنك ملزم باتخاذ خطوات وإجراءات لمنع مسبق لكارثة كتلك التي وقعت في 7 أكتوبر”.

ليس مؤكداً أن بلينكن قال هذا لنتنياهو صراحة. فالرسالة التي جلبها معه في زيارته هي “يا سادتي، أنتم تقلقون وعن حق على ما سيحصل في “اليوم التالي”. اعلموا أن التحدي الحقيقي الذي ينتظر إسرائيل هو، في كلمتين بسيطتين “أمريكا التالية””.

 “أمريكا التالية” لن تسلم باستمرار وجود الحكومة الحالية. هذه حكومة ليست محبوبة في البيت الأبيض، بل مكروهة ومنبوذة تماماً. هي السبب المركزي لحقيقة أن الرئيس بايدن امتنع عن لقاء نتنياهو على مدى أشهر طويلة. تركيبة الحكومة وبخاصة الأشخاص عديمي المؤهلات، تجربة وعلماً، الذين عينهم نتنياهو في مناصب مركزية مثل “وزارات المالية، والخارجية، والعدل، والأمن القومي، أثارت وتثير نفور البيت الأبيض ووزارة الخارجية منها. ولهذا النفور سجلت تعابير ومظاهر أيضاً في أوساط السيناتورات وأعضاء كونغرس كبار، وكذا في أوساط سياسيين نافذين ومن جانب مسؤولين كبار في الجالية اليهودية الكبيرة في الولايات المتحدة.

 “أمريكا التالية” تضع أمام نتنياهو معضلة؛ هو ملزم بأن يقرر ما الأهم والمفضل – الحفاظ على علاقات ودية بين الدولتين ودعم ومساعدة أمريكية أم استمرار الالتصاق ببن غفير وسموتريتش ولفين وجفني وغولدكنوف وأمثالهم.

 “أمريكا التالية” ستكون ودية وداعمة ومساعدة، لكن ليس مؤكداً أن نتنياهو جاهز نفسياً وسياسياً في مواجهة صديق، داعم ومساعد. وهذه معضلة قاسية ومتحدية أكثر من خلاف وشقاق مع معارض ومعادٍ.

المصدر: معاريف /القدس العربي

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. هل زيارات بلينكن المتتالية لإSرائيل دليل على متانة العلاقات الودية والقرب الخاص بين إSرائيل والولايات المتحدة تجسدت عملياً بالدعم السياسي والعسكري التي قدمته أمريكا لإSرائيل ؟ أم هو توجيه لـ نتNياهو لليوم التالي بحيث لا تكون 7أكتوبر أخرى، إنه الخلاف بين إدارة بايدن ونتNياهو يتجسد بذلك، هل نتنياهو جاهز نفسياً وسياسياً في مواجهة صديق داعم “أمريكا” .

زر الذهاب إلى الأعلى