دعا الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أوروبا والأمم المتحدة إلى وضع حد لما أسماها “الفظائع” التي تُرتكب بحق طالبي اللجوء، من قبل السلطات اليونانية.
وخلال كلمة له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، اليوم الثلاثاء، قال أردوغان إن اليونان حوّلت بحر إيجه إلى “مقبرة” لطالبي اللجوء، عبر استخدامها أساليب إعادة “متهورة وغير قانونية”.
وأضاف: “لا يمكن حل أزمة اللاجئين بموت الأبرياء الذين انطلقوا بحثًا عن مستقبل أفضل عبر إغراق قواربهم أو الزج بهم في معسكرات الاعتقال”، داعياً إلى التعاون مع بلاده لحل هذا الملف.
وارتفعت وتيرة الهجرة من تركيا إلى اليونان في محاولة للوصول إلى الدول الأوروبية، خلال الفترة الأخيرة، نتيجة ضغوطات يتعرض لها السوريون في تركيا من أجل العودة إلى بلدهم، خاصة مع إعلان أنقرة أنها ستعيد “طوعياً” نحو مليون لاجئ سوري إلى المناطق الخاضعة لإدارتها شمالي سورية بعد إنشاء تجمعات سكنية فيها.
دعمٌ للمشروع السكني
طالب الرئيس التركي، خلال كلمته في الدورة الـ 77 للجمعية العامة، المجتمع الدولي بدعم المشروع السكني الذي ستنفذه تركيا في الشمال السوري، من أجل إعادة اللاجئين إليه “بشكل طوعي”.
وقال: “نقوم ببناء 100 ألف منزل فحم حجري في مناطق مختلفة من سورية، وبدأنا الاستعدادات لبناء 200 ألف منزل ليتمكن مليون سوري من العودة إلى أراضيهم”، مضيفاً أن “دعم المجتمع الدولي ضروري لتنفيذ هذا المشروع”.
وتابع: “ننتظر من الجميع بذل الجهد اللازم وإبداء التضامن بشأن مشروع التجمعات السكنية التي سننفذها في سورية”.
وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أعلن في مايو/ أيار الماضي، عن مشروع “العودة الطوعية”، الذي يستهدف عودة مليون لاجئ سوري في تركيا إلى مناطق عدة شمالي بلادهم.
وقال أردوغان في رسالة مصورة موجهة للسوريين حينها، إن المشروع يشمل 13 منطقة في الشمال السوري، من بينها اعزاز وجرابلس والباب وتل أبيض، عبر توفير الاحتياجات اللازمة من مدارس ومستشفيات ومنازل، بما يضمن “العيش الكريم” للسوريين العائدين.
وبحسب ممثل تركيا لدى مفوضية اللاجئين الأممية، فإن الخطة التركية لم تحظَ بدعم دولي، مشيراً إلى أن المجتمع الدولي يرى أن الظروف في سورية غير مناسبة لعودة اللاجئين.
مطالب بوقف دعم “الإرهابيين”
على صعيد آخر، انتقد أردوغان دعم بعض الدول للمنظمات “الإرهابية” في سورية، خاصة “pkk”، مهدداً باتخاذ خطوات تصعيدية في حال المساس بأمن بلاده.
وقال: “ندعو أولئك الذين يحاولون إضفاء الشرعية على حزب العمال الكردستاني بمكر رخيص، مثل تغيير الاسم، إلى التوقف عن تسليح ودعم الإرهابيين في أسرع وقت ممكن”.
وأضاف: “لا يُتوقع منا أن نظل غير مبالين بحزب العمال الكردستاني ومشتقاته، الذين ينفذون هجمات إرهابية على قواتنا الأمنية ويهددون وحدة أراضي سورية”.
وكان الرئيس التركي قد هدد في شهر مايو/ أيار الماضي، بشن عملية عسكرية جديدة ضد “وحدات حماية الشعب” و”قوات سوريا الديمقراطية”، مشيراً إلى أنها تستهدف مدينتي تل رفعت ومنبج في ريف حلب.
لكن سرعان ما لاقى موقفه معارضة من الولايات المتحدة الأمريكية، وشركائه في مسار “أستانة”، الروس والإيرانيين.
ومع ذلك، شهدت جبهات الشمال السوري “عمليات تسخين”، إذ بينما حشدت القوات التركية وفصائل “الجيش الوطني السوري” تعزيزات على طول خطوط التماس مع “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، تتالت التهديدات التركية على لسان المسؤولين، مع تأكيدات أن المعركة ستكون “بين ليلة وضحاها”.
المصد:السورية نت