ماهي رسالة روسيا من مجزرة “الجديدة” بإدلب.. وهل نسف بوتين قمة طهران؟

ارتكبت الطائرات الروسية مجزرة في ريف إدلب الغربي، صباح الجمعة 22 يوليو/تموز، راح ضحيتها 7 مدنيين منهم 4 أطفال جرّاء استهداف منزلهم بغارة جويّة في بلدة “الجديدة” التابعة لمنطقة “جسر الشغور”، الأمر الذي أثار قلق سكان الشمال السوري المحرر وتخوفهم من استئناف روسيا لغاراتها على إدلب ونسف الأخيرة لقمة طهران التي أكّد خلالها الضامنون الحفاظ على الهدوء شمال سورية.

وجاءت الغارات الروسية بعد انقطاع طويل وعقب أيام من قمة رعاة أستانا في العاصمة الإيرانية “طهران”، وبعد يوم من إعلان روسيا إسقاط طائرات مسيرة فوق أو بالقرب من مطار حميميم أكبر قاعدة عسكرية روسية في سورية.

يقول الصحفي والمحلل السياسي “أحمد مظهر سعدو” لوكالة ثقة، “إن معظم التفاهمات والاتفاقات بين روسيا وتركيا بما يخص إدلب والجغرافيا السورية تصر فيها روسيا على (غرس ووضع) داخل البيان الختامي صيغة السماح لها بمكافحة الإرهاب، وهذه المسألة تعني فتح الباب مواربًا للروس بالانقضاض على المدنيين والريف الإدلبي، وتحت دعوى مكافحة الارهاب واستمرار رفعها السوط ضد كل من لا يرتهن لها أو ينفذ أوامرها”.

وأضاف سعدو “لا أعتقد أن هناك خلافات كبرى بين الروس والأتراك في قمة طهران، عدا عن موضوع المماطلة والتسويف في مسألة إعطاء الضوء الأخضر لتركيا في إنجاز العملية العسكرية في الشمال السوري”.

أما عن قمة طهران، قال سعدو لثقة: “فإن الواضح تماماً أن لكل دولة من الدول الضامنة في قمة طهران أجنداتها الخاصة بها، مشيراً إلى أنه لم يتم التوصل لتوافقات جدية وواضحة بين الدول الثلاث حول أجندات كل دولة على حدا”.

وعن حادثة إعلان قيادة مطار حميميم تعرضها لقصف جويّ، قال: “لعلّ الإعلان المسبق لقاعدة حميميم بتصديها لطائرات مسيرة، هو بمثابة الإعلان عن بدء تنفيذ غارات جديدة ضد إدلب والفصائل التي فيها، بذريعة تخطي الخطوط الحمر ووصول (الاعتداءات) حسب تعبيرها إلى سماء قاعدة حميميم، وهو ماتعودنا عليه قبل أي عدوان روسي، أو من قبل النظام السوري، ضد أهلنا في إدلب.

واختتم المحلل السياسي في حديثه للوكالة: “خلاصة الكلام فإن الادعاءات بتعرض حميميم للقصف هي لعبة روسية تتكيء عليها دائماً لتحقيق القصف بالطيران المخطط له والمنطلق من أن التفاهم حول تثبيت وقف إطلاق النار في إدلب ليس إلا كذبة كبرى تريد منها روسيا ومعها إيران تحقيق الغايات العدوانية بجعل اتفاق إدلب الموقع في 5 آذار/مارس 2020 اتفاقًا بروتوكولياً مؤقتاً وليس دائماً.

وكانت استهداف الطائرات الحربي الروسية منطقة جسر الشغور آخر مرة في 15 من أيلول/سبتمبر من عام 2021 الماضي، ما تسبب بوقوع شهداء وجرحى مدنيين.

المصدر: وكالة ثقة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى