كالفصول الأربعة
لامستْ أنسامهم قلبي
فعانقتُ المدى
حاصرتْ أصواتُهم صوتي
فأدمنتُ الصدى
لاطفوا حزني
ففرّتْ من خوابي الروح أوجاعي
فمن يوقظ فجرَ العمرِ
إن صاحت مواجيدي ؟
ومن يعصر خمرَ الحزنِ
إن طابتْ عناقيدي؟
*
ذاتَ يوم ٍ
أظلمتْ كلُّ الفصول
وجَمتْ مثلي
سوى فصل الغياب
قال لي:
هذا ربيع الحزن
فاعبقْ من عَرار الروحِ
ما بعد احتضاري من عرارِ
لا تدعْ عينيك تنسابان في وجهي
ولا تطفئ نهاري
لامستْ روحي شظايا النور
فانهار انتظاري
أبصرت عيناي خلف الليل ومضاً من سنا
فلعلّي قابسٌ جمرَ خلاصي
ولعلي حاملٌ شمسَ النهار
لست من غنى على قيثاره
لست مسحوراً ولا سارق نار
آثر الله جناحيَّ
فلا تبتئس عيناك من فرط اصفراري
فتمتّع من شميمي يا أبي
من وهج ناري
هاك مني ذكريات الشوق
خذْ زهوي وألعابي
وخذ مصّاصةَ الحلوى
وأثوابي
كلُّ ماءِ الكون معكورٌ
سوى صفْو جراري
طافح جرحي كما جرح أبي
راعف ظلي كما صمت أبي
فوداعاً
يا أبي
يا إخوتي
يا عطرَ داري
يا فصولاً ترتدي عمري
وتحيا في دثاري
ما لهذا العيش في نفسي
مكانٌ
من قرارِ
390 دقيقة واحدة