هوت الليرة السورية السبت إلى 3850 ليرة مقابل الدولار الواحد، متراجعة عن سعر الخميس بنحو 150 ليرة. وتتزايد التوقعات بهبوط كبير لسعر العملة على وقع الحرب الروسية على أوكرانيا، وتوقف التحويلات بعد فرض عقوبات طاولت المصرف المركزي الروسي وإخراج مصارف روسية من نظام “سويفت”.
ويقول الاقتصادي سمير سعيفان إنّ الحرب الروسية أثرت على توريد القمح والمشتقات النفطية إلى نظام الأسد، ما يلزم سورية بالبحث عن موردين جدد، فيما كانت الواردات في السابق تتم بالدين أو مقايضة الصادرات بعقود ترسخ الاستيلاء على مقدرات سورية.
ويلفت إلى أنّ الطلب على الدولار ارتفع لتوفير تمويل استيراد الضروريات، فاختل المعروض بالسوق، وهبطت الليرة.
ولا يستبعد سعيفان خلال تصريحه لـ”العربي الجديد” أثر الأموال السورية المودعة بالمصارف الروسية، سواء للحكومة أو للقطاع الخاص، وتلك الإيداعات تأثرت بالعقوبات الدولية على موسكو وإخراج كبرى مصارفها من نظام “سويفت”، فقد “كانت موسكو مكان إدارة الأموال السورية وطريقة للالتفاف على العقوبات الدولية على سورية”.
ويشير المحلل السوري إلى أن روسيا الموجودة في سورية “وصاحبة القرار” نقلت أثر الحرب إلى الداخل السوري، “فرأينا تراجعاً في عرض السلع وغلاء بالأسعار، فيما تتزايد مخاوف رجال الأعمال ما يدفعهم إلى وجهات جديدة، منها الأردن، الذي بات أخيراً، بعد أزمة لبنان المصرفية، من بين أهم مراكز إدارة أعمال السوريين”.
في المقابل، زاد الإقبال على الذهب وقفز سعر غرام الذهب من عيار 24 قيراطاً من 200 ألف ليرة الخميس الماضي إلى 241 ألف ليرة السبت، وزاد سعر الغرام من عيار 21 قيراطاً عن 211 ألف ليرة.
ويقول المحلل علي الشامي، لـ”العربي الجديد”، إن ارتفاع أسعار الذهب بسورية جاء أعلى من الارتفاع العالمي، وذلك بسبب المخاوف وهروب أصحاب الرساميل إلى العملات الأجنبية والذهب، بواقع استمرار تهاوي سعر الليرة، التي توقع أن تصل 4 آلاف ليرة مقابل الدولار قريبا، ولن يكون لها قاع إن استمرت الحرب، حسب وصفه.
ويشير الشامي إلى أنّ “الليرة السورية، التي كانت تثبت بقرار سياسي، فقدت بعضاً من تلك الوصاية وربما نرى انهيارات كبيرة بالسعر”.
المصدر: العربي الجديد