لن أتردد في إطلاق صفة السقوط على ائتلاف قوى المعارضة والثورة. ذلك أننا عندما أطلقنا ثورتنا العظيمة عام 2011، إنما كان ذلك بهدف إعادة جميع أمورنا الحياتية، السياسية منها والاجتماعية والاقتصادية، إلى جذرها الطبيعي والصحيح المعروف في عصرنا الحديث والمعاصر وإزالة كل ما عُلّق بها من تشويه وتقزيم وفرض وتزوير و و و .. على مدى عقود بسبب أنظمة العسكر وعصابة الأسد المحتلة والمطامع الاستعمارية النّهابة لمقدرات الشعوب المستضعفة.
وعليه، ومن خلال رؤيتنا الثورية فإن كيان الائتلاف هذا، حيث لاشرعية ثورية ولا دستورية يحظى بها، فإن سقوطه يكون أمرًا واقعًا ومبررًا، كسقوط كل الملحقات التي امتطت الثورة بهدف اجهاضها أو احتوائها أو حرفها عن مسارها، وهو ما تحقق على الأرض حتى الآن للأسف الشديد.
كما أن مبررات السقوط هذا تزداد تجذرًا في وعي كل الثّوار على مدى الوطن السوري من خلال ما يرونه من إصرار أعمى لرموز هذا الائتلاف، على التمسك باحتلال موقع الممثل للثورة والمعارضة في المشهد السياسي بالرغم من تزايد حدة مواجهته ومطالبته مؤخرًا بالاستقالة والتنحي من قبل أكثر من جمع حاشد من ممثلي الثورة الحقيقيين في الندوات التي أطلقت أكثر من مرة بوجود السيد أحمد طعمة وكذلك السيد سالم المسلط وأخيرًا في لقاء مع السيد أحمد رمضان على قناة سوريا وفي برنامجها السياسي (سوريا اليوم).
إن الشرخ الهائل بين وجود هذا الكيان وبين من يفترض أن يمثلهم ويَستمد شرعية وجوده من منحهم الثقة لتمثيله لهم، إنما يتطابق مع الشرخ التاريخي بين الشعب وعصابة الأسد المحتلة.
وهذا ما يجعلنا نذهب الى أن ما يُحاك من تصّورات دولية للولوج في مسار إطلاق تسوية سياسية مزعومة للقضية السورية إنما يتم من خلال هذا الكيان المرفوض ومعه تعويم نظام العصابة وهو الأمر المتداول في الفضاء الدولي المعني بسورية.
جميع ذلك يجعلنا ويحتم علينا أن نستعد لمرحلة قادمة من مراحل العبث بالثورة ومصيرها، ونَعُدُّ العدّة للمضي قدمًا في مواجهة ما هو قادم، وتجاوز الثغرات البنيوية في الثورة والمثابرة في النضال من أجل الإسقاط المزدوج لعصابة الأسد ووجهها القبيح المتمثل في هذا الائتلاف.
و إنها لثورة حتى النصر.