لعل ما يميز هذا الزمن أنه زمن تمدد الفرس نحو دول عربية ومنها (لبنان وسورية والعراق إضافة إلى اليمن) وخاصة مع وجود قوى وأنظمة مرتبطة بهذا المشروع وتعمل على إحداث التغيير الديمغرافي وليس السياسي فقط، وللأسف فإن هذا المشروع قد اخترق كثيرين ومن كل الطوائف والقوى السياسية حتى الآن، وكل هذا يجري في ظل غياب مشاريع وطنية جامعة في كل بلد عربي، والأهم هو غياب مشروع الأمة الناهض والمواجه للمشروع الفارسي والمشروع الصهيوني القديم الجديد، والذي هرول ويهرول الكثير من الأنظمة إلى التطبيع مع الأخير بدعوى مواجهة الأول في حين أن سبب هذه الهرولة الحقيقي هو مواجهة الشعوب العربية بعد موجة الربيع العربي إضافة إلى خوفهم من المشروع الفارسي الذي احتل أربع عواصم عربية وتهديده للأمن القومي العربي ومحاربة أي فكرة تسعى لتوحيد الأمة أو مجرد التقارب في مواجهة الأزمات التي تواجه البلدان العربية مجتمعة ومتفرقة. والحقيقة إن ما تقوم به إيران الفارسية يتم بموافقة أمريكية واضحة لأنه العامل المساعد أي (الدور الإيراني) في إضعاف الأمة وخلق انقسام أفقي وعامودي في بنية المجتمع وهذا مايسهل السيطرة الصهيونية على المنطقة بالكامل ويسرع عملية التطبيع مع الكيانات العربية كما جرى مع الإمارات وهذا الصعود البياني في آلية التطبيع التي تتسارع وتيرتها. وهنا لابد من أن أعرج على الثورة السورية لأقول إن صمود الشعب السوري عبر عشر سنوات من الثورة لهو معطل حقيقي في عملية تأخير واحتمالية فشل المشروع الفارسي وخاصة اذا ما تضافرت الجهود والنضالات بين الشعب العربي في العراق والأحواز وسورية إضافة إلى أحرار لبنان، فحتماً ستكون نهاية الحلم الفارسي. وهاهي درعا العزة والكرامة تثبت ذلك بإمكانيات بسيطة لكن بعزيمة لا تلين. المجد لأمتنا العربية والخزي والعار لأعداء الشعب العربي من صهاينة ومتصهينين وغزاة فرس.