من يقود من

أسامة الحويج العمر

ما إن مشى الحمار بضعة أمتار حاملا سيده البائع المتجول على ظهره، حتى توقف فجأة دون حراك، أخذ البائع المتجول يلكزه بقدميه.. بلا جدوى، فترجل عنه وأخذ يسحبه من اللجام بكل قوته… بلا نتيجة، فطفق يقذفه بكل ماخطر بباله من شتائم، نهق الحمار محتجا وقال: أعتقد أنه جاء دورك لكي تحملني على ظهرك كما حملتك على ظهري سنين طويلة، عجيب أمرك حقا يا سيدي؟ ألا يحق لنا نحن معشر الحمير أن نتمرد ولو مرة على الذل والهوان اللذين نتعرض لهما طوال حياتنا؟! وليس باستطاعتنا التفاهم معكم بشأن حقوقنا والدفاع عنها وانتم تتكلمون لغة غريبة وغبية واصواتكم في منتهى القبح! فلاوسيلة غير هذه للاحتجاج، وعسى أن تفهم ذلك انت يامن تعتقد بأنك تنتمي إلى جنس خارق الذكاء.

 

 

المصدر: كتاب (أيها الإنسان،) الصادر عن دار الكنوز الأدبية في بيروت سنة 1999

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى