العميل البريطاني المزدوج

مايكل يونغ

تتحدث سيلفي بريبان، في مقابلة معها، عن الروابط التي جمعت الجاسوس الراحل جورج بلايك بالشرق الأوسط. في 26 كانون الأول/ديسمبر الماضي، توفّي جورج بلايك في موسكو عن عمر 98 عامًا. في الخمسينيات، تجسّس بلايك لصالح الاتحاد السوفياتي فيما كان ينتمي إلى جهاز الاستخبارات البريطاني. وأُلقي القبض عليه في العام 1961 أثناء عيشه في لبنان، وحُكِم عليه بالسجن 42 عامًا. فرّ من سجن “وورموود سكرابز” في العام 1966 وتوجّه إلى موسكو. سيلفي بريبان هي حفيدة دانيال كورييل الذي كان متزوّجًا من زفيرا، عمّة بلايك، وقد استمرت، على مر السنين، في التواصل مع بلايك في روسيا.
بريبان صحافية فرنسية عملت لدى القناتَين التلفزيونيتين الفرنسيتين TF1 وTV5 Monde، ومؤلِّفة كتاب Elisabeth Dmitrieff: Aritocrate et Pétroleuse (إليزابيث دميترييف: الأريستقراطية والثورية) (منشورات بلفون، 1993). أجرت “ديوان” مقابلة مع بريبان في مطلع كانون الثاني/يناير للتحدّث عن الروابط التي جمعت بلايك بالشرق الأوسط، ولا سيما عن نشأته في مصر وعلاقاته مع أنسبائه من آل كورييل.
مايكل يونغ: كتب جورج بلايك أن الفترة التي أمضاها في مصر، ولا سيما تعرّفه إلى ابنَي عمته راوول وهنري كورييل، أثّرت كثيرًا على موقفه تجاه الشيوعية. هلا تخبريننا مَن هما الأخوان كورييل، وتشرحين لنا كيف أثّرا في فكر بلايك؟
سيلفي بريبان: عندما وصل جورج بلايك، وكان اسمه آنذاك جورج بيهار، إلى مصر في أواخر صيف 1936، كان عمره ثلاثة عشر عامًا. قبل ذلك، كان يعيش في هولندا، على مقربة من لاهاي، مع والدته كاثرين بيدرويلن التي تحدّرت من أسرة بروتستانتية متزمّتة، ووالده ألبرت، وهو يهودي من القسطنطينية. قبل وفاة ألبرت بداء السرطان في العام 1935، أوصى زوجته بعدم التردد في طلب المساعدة من شقيقته زفيرا التي كانت متزوّجة من دانيل كورييل الذي عمل مصرفيًا في القاهرة. وعندما اتّبعت كاثرين نصيحته، أتى الرد على طلب المساعدة قاسيًا على جورج وشقيقتَيه ووالدتهم. فقد رفضت زفيرا وزوجها دانيال إرسال المال، لكنهما عرضا التكفّل بتعليم الصبي الوحيد في الأسرة، شرط أن يأتي جورج للإقامة في القاهرة.
هذا ما كتبه بلايك في مذكراته واصِفًا لحظة وصوله إلى منزل آل كورييل: “المنزل الذي يُشار إليه في القاهرة بفيلا كورييل، والمبنيّ وفقاً لطراز القصور الإيطالية مع سطيحة وشرفات كبيرة، يمكن اعتباره منزلًا كبيرًا أو قصرًا صغيرًا. كانت تحيط به أشجار النخيل وسط حديقة فسيحة في الطرف الشمالي لجزيرة الزمالك، بين فرعَي النيل. وضم ما لا يقل عن اثنتَي عشرة غرفة نوم”.
لاحقًا استرجع جورج بالذاكرة مآدب الغداء التي كان يشارك فيها عدد كبير من الضيوف من مختلف الجنسيات. وكتب عن أجواء التعدّدية الثقافية التي عاش فيها والتي كانت تتميّز بها بعض الأسر في مصر آنذاك: “كانت للقاطنين في المنزل الكبير جنسيات مختلفة. فأسرة كورييل أتت في الأصل من توسكانة، ولذلك حملت عمتي وزوجها الجنسية الإيطالية. أما عمي ماكس فحمل، لسببٍ أو لآخر، جواز سفر مصريًا. وقد احتفظت عمتي ماري بجنسيتها التركية. وكان ابن عمتي راوول فرنسيًا، في حين اختار شقيقه هنري حيازة الجنسية المصرية بدافع التضامن مع الشعب المصري. وأنا كنتُ مواطنًا بريطانيًا”.
كان راوول كورييل، وهو النجل الأكبر لزفيرا عمّة بلايك، أول فرد في الأسرة يلتقيه جورج، وكان عمره 22 عامًا في العام 1936 ويكبر شقيقه هنري بعامٍ واحد. في ذلك الوقت، كان يتابع تحصيله العلمي في فرنسا ويُدرِّس أيضًا في الليسيه الفرنسي في القاهرة، وهو أول فرد في الأسرة انجذب إلى الشيوعية. وقد حصل هذا الميل تحت تأثير المدرِّس السويسري جورج هنري بوانتيه الذي وصل إلى القاهرة في العام 1935 بعدما أُرغِم على التوجّه إلى المنفى القسري بسبب معارضته للفاشية. وفي خريف العام 1936، أي في أول عامٍ لجورج بلايك في القاهرة، كان هنري لا يزال يعيش سنوات الصبا الذهبية في ملاهي المدينة، قبل أن يسلك هو أيضًا طريق الشيوعية، حين بدأت وتيرة التظاهرات تتكاثر في مصر. كانت تلك المرحلة حسّاسة جدًّا للحركة القومية المصرية، بعد فوز حزب الوفد في انتخابات العام 1936. وقد شهدت البلاد تظاهرات حاشدة ضد الحكم البريطاني، فضلًا عن توقيع المعاهدة البريطانية-المصرية في العام نفسه.
عندما عاد بلايك إلى القاهرة في العام 1937، بعد أن أمضى عطلة الأعياد في هولندا، ومع دخوله المدرسة الإنكليزية في القاهرة وترسُّخ عقيدته البروتسانتية على نحوٍ متزايد، توطّدت علاقته مع هنري.
كتب بلايك: “ازدادت حماستي الدينية من خلال نقاشاتي المحتدمة مع نسيبي هنري. فهو الابن الأصغر لعمتي ودرس الحقوق في جامعة القاهرة. كان طويلًا ونحيلًا جدًّا، وظهرت لديه في سن صغيرة انحناءة طفيفة في الظهر. كان شعره أسود متموّجًا، ومحيّاه شاحبًا، وسيماء وجهه محدَّدة بوضوح. كان ذا سحر كبير وابتسامة رائعة ما أكسبه جاذبية شديدة، ليس لدى النساء فحسب إنما أيضًا لدى جميع من التقى به. كانت السياسة، وتحديدًا السياسة اليسارية، اهتمامه الأساسي. وما حفّزه على التحرك كان بؤس الشعب المصري الذي عاينه من حوله منذ طفولته. وقد عرّفه شقيقه الأكبر راوول على أعمال ماركس ولينين. رأى هنري أن الشيوعية هي الحل الوحيد لمشاكل المصريين، واستخدم مهاراته اللافتة التي اكتسبها من المسؤولين اليسوعيين في المدرسة حيث تعلّم، من أجل نشر العقيدة… وعلى الرغم من أنه يكبرني بثمانية أعوام، كان يحب أن يتحدّث معي، واصطحبني معه أحيانًا خلال زيارته الفلاحين في الأراضي الشاسعة التي كان والده يملكها على بعد خمسين ميلًا خارج القاهرة. عاش هؤلاء الفلاحون في ظل ظروف معيشية سيئة جدًّا، وعانى معظمهم أمراض العيون والبلهارسيا. وأخذ معه هنري دائمًا كميات كبيرة من غسول العيون والأدوية لتوزيعها على الفلاحين وعائلاتهم. لم يكن والده راضيًا عن ذلك كله على الإطلاق، وكان يمقت بصورة عامة أفكار نجله اليسارية. لا يعني ذلك أن الوالد لم يكن رجلًا لطيفًا، بل قدّم تبرعات سخية لجمعيات خيرية يهودية، ولكن إحسانه لم يمتدّ إلى الفلاحين المصريين. في مختلف الأحوال، لم يكن ذلك ليُجدي نفعًا، وسرعان ما بدأ هنري يدرك ذلك. فتوزيع غسول العيون لم يكن الحل المناسب، بل كان من الضروري تغيير المنظومة بأكملها. وحده الحراك السياسي كان ذا فعالية حقيقية. كنت معجبًا جدًّا به واتّفقتُ معه، ولكن لم يكن للنموذج الذي قدّمه هنري ولا للنقاشات التي دارت بيننا تأثيرٌ يُذكر علي، بل ولّدَ ذلك معارضة شديدة لديّ. لا أقصد أنني لم أتعاطف مع معاناة الفقراء المصريين، مع أنني كنت أعتقد آنذاك أن هذا الواقع يطبع المشهد الشرقي أكثر من كونه شرًّا اجتماعيًا كبيرًا يمكن معالجته. ولم أستطع أن أنكر أيضًا أن المثُل العليا الشيوعية مثيرة للإعجاب من نواحٍ كثيرة. ولكن كان ثمة عائقٌ مستعصٍ يمنعني من قبول آرائه، وهو أن الشيوعية عدو الله المعلَن”.
أصبح هنري لاحقًا أحد مؤسّسي الحزب الشيوعي المصري قبل أن يطرده الملك فاروق من البلاد في العام 1951. وهو نظّم عملية تقديم المساعدات إلى جبهة التحرير الوطني الجزائرية واقترح إجراء اتصالات بين ممثّلين من الفلسطينيين والإسرائيليين للتفاوض بشأن السلام. اغتيل هنري في باريس في العام 1978، ولا تزال التحقيقات حول هذه الجريمة جارية حتى اليوم، مع أنها أشارت إلى ضلوع جماعة يمينية متطرفة تعمل في خدمة الحكومة الفرنسية.
وفي أوائل أيلول/سبتمبر 1939، حين كانت الحرب العالمية الثانية على وشك الاندلاع، لم يعد بلايك إلى القاهرة. وبعد مرور فترة طويلة، أي في مطلع الخمسينيات، اطّلع على الإيديولوجيا الماركسية ليتمكن من “مكافحتها” على نحو أفضل باعتباره عضوًا في جهاز الاستخبارات البريطاني، وقرأ كتاب The Theory and Practice of Communism (الشيوعية بين النظرية والممارسة) بقلم ر. ن. كارو هانت. وقد أسرّ في مقابلة له في العام 2009 أنه استذكر في تلك اللحظة كل النقاشات التي أجراها مع هنري واعتبر أن هذا “التدريب” الذي خضع له كان مقنعًا للغاية.
يونغ: هل بقي بلايك على اتصال مع الأخوين كورييل سواء قبل أو بعد فراره إلى الاتحاد السوفياتي في العام 1966؟
بريبان: قال بلايك إنه لم يرَ راوول أو هنري أبدًا بعد صيف العام 1939. لقد مرّ في باريس في العام 1947 وأقام عند جدّاي، شارل بريبان وإفلينا كورييل، شقيقة دانيال. ربما التقى براوول هناك. وفي العام 1948، في طريقه إلى بيروت، حطّ الرحال في القاهرة، لكن ملامح منزل حي الزمالك تغيّرت بالكامل بسبب الخراب والتدمير. وكان عمّ دانيال قد توفّي بنوبة قلبية، فيما غادر راوول البلاد وسافر إلى أماكن أخرى مثل أفغانستان وباكستان للتنقيب عن الآثار، ثم إلى باريس التي استقر فيها. أما هنري فقد احتُجز في معتقل الهايكستب بسبب أنشطته الشيوعية، وأيضًا لأنه يهودي.
بعد اعتقال جورج في العام 1961، أعرب هنري وراوول عن فخرهما بنسيبهما الشاب. وفي العام 1991، حين عاد بلايك إلى المشهد مجددًا في فترة إجراءات “البيريسترويكا” من خلال مذكراته التي صدرت عن منشورات جوناثان كايب في لندن، تواصل راوول مع دار النشر التي وصلته بدورها ببلايك، فأجريا مكالمة هاتفية وكانت تلك المرة الأولى التي يتحدثان فيها منذ الثلاثينيات. اقترح عليه راوول لقائي لأنني كنتُ آنذاك أسافر إلى موسكو بانتظام لإعداد كتاب وأطروحة حول الثوار الروس في القرن التاسع عشر.
يونغ: حُكي الكثير عن أن انتماء بلايك إلى الديانة المسيحية سهّل اعتناقه الشيوعية، انطلاقًا من أنها إيديولوجيا تسعى أيضًا إلى تفسير الواقع الإنساني، لكن لم يتم التطرّق كثيرًا إلى أصوله اليهودية السفاردية الشرقية (من جهة أبيه). إلى أي درجة كان هذا الانتماء مهمًّا له؟
بريبان: على الرغم من نشأته على المذهب البروتستانتي وإيمانه بعقيدة “القدر”، كان بلايك يعتزّ بجذوره اليهودية. ومع أن المرحلة الأولى من إقامته في القاهرة لم تخلُ من الصعوبات، كانت ذكرياته المتعلّقة بأصوله اليهودية سعيدة للغاية. وقال إن عمّاته (إضافةً إلى زفيرا، كانت لديه عمّة أخرى تقيم في القاهرة) لم يحاولن حثّه على “اعتناق” الديانة اليهودية، مع أن هذا الموضوع فُتح في إحدى المرات. وكتب قائلًا: “أعتزّ بأصولي اليهودية، وأشعر بأنني من بين المُختارين لسببين: أولًا بالولادة لأنني من نسل إبراهيم، وثانيًا بالرحمة من خلال دم المسيح المخلّص”.
ربما أدّى كل ذلك دورًا في اهتمامه الكبير بمنطقة الشرق الأوسط، وخصوصًا أثناء عمله في معهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية، حيث عمل أيضًا الجاسوسان البريطانيان كيم فيلبي ودونالد ماكلين اللذان تجسّسا لصالح الاتحاد السوفياتي. وقد زار المنطقة سرًّا خلال الفترة التي أمضاها في الاتحاد السوفياتي. كان بلايك مقرّبًا جدًّا من يفغيني بريماكوف الذي وُلد لأمٍّ يهودية وأصبح لاحقًا رئيس الوزراء الروسي وكان خبيرًا في شؤون العالم العربي. وعندما تقاعد جورج بعد بضع سنوات من سقوط جدار برلين، ذهب مع زوجته إيدا برحلة بحرية من اسطنبول إلى تل أبيب والاسكندرية، وكانت هذه الرحلة الأخيرة التي قام بها مستخدمًا بطاقة هوية مزورة.
ثمّة طرفة تظهر ما يمكن تسميته تقاربًا روحيًا، يتخطّى حدود الزمان والمكان، بين جورج بلايك وابن عمّته هنري كورييل. فقد أُلقي القبض على هنري في فرنسا في 20 تشرين الأول/أكتوبر 1960 بتهمة مساعدة جبهة التحرير الوطني الجزائرية، واحتجز في سجن “فريزن” الواقع إلى الجهة الشرقية من باريس، لمدة ثمانية عشر شهرًا. وفي كانون الثاني/يناير 1961، فُضِحت هوية جورج الحقيقية، واحتُجِز في سجن “وورموود سكرابز” الواقع على مقربة من لندن. ويصف نزلاء كانوا مع كلٍّ منهما في السجن سلوكهما بالكلمات نفسها تقريبًا. فقد تحولّت الزنزانة إلى مكتبة وقاعة لإجراء الحلقات الحوارية السياسية، وتعمّقا في قراءة نصوص لم يعرفا عنها سوى القليل، وأوّلها النصوص القرآنية، واعتادا ممارسة اليوغا للاسترخاء يوميًا، بما في ذلك وضعية “سيرساسانا” أي الوقوف على الرأس.
يونغ: استُدعي بلايك إلى لندن لاعتقاله هناك، فيما كان يتلقّى دورة لغوية في مدرسة شملان في لبنان، التي يعتبرها كثيرون “مدرسة الجواسيس”. هل لديك فكرة حول مدى تأثير تلك المرحلة عليه، ولا سيما أن عميلًا مزدوجًا آخر لصالح السوفيات، هو كيم فيلبي، عاش آنذاك في لبنان، الذي اعتُبر مركز الاستخبارات السرية في المنطقة؟
بريبان: لا أملك إجابات شافية على هذا السؤال. بدا أن جورج قضى وقتًا طيبًا في بيروت، في قلب “وكر الجواسيس” هذا، على الرغم من أدلة كثيرة على أن الشبهات كانت تحوم حوله. في الواقع، كان قد أعدّ خطة هروب محتمل إلى الاتحاد السوفياتي. لكن نظرًا إلى إيمانه الكبير بالقدر، استجاب لطلب استدعائه إلى لندن، مدركًا تمام الإدراك ما ينتظره هناك. وفي السجن، تابع دراسة اللغة العربية وأتقنها. وبعد هروبه إلى موسكو، زار بين الحين والآخر فيلبي وماكلين. فقد كانت زوجة فيلبي الروسية صديقة لزوجة جورج الروسية الجديدة، لكنه لم يحب فيلبي كثيرًا، فهذا الأخير كان يشكو طيلة الوقت من الحياة في موسكو، لذا كان جورج مقرّبًا أكثر من ماكلين.
يونغ: كيف كان بلايك ينظر إلى ماضيه خلال السنوات الأخيرة من حياته؟ وهل أثّرت عليه منطقة الشرق الأوسط بأي شكل؟
بريبان: لم يندم جورج على شيء في حياته. فقد كانت لديه قدرة هائلة على التكيّف، وبدا سعيدًا على الدوام، ودائم الامتنان لما تحمله الحياة في جعبتها. وخلال المحادثات التي جمعتنا سويًا والمقابلات التي أجريتها معه، اعتاد الإجابة على أسئلة معينة بسرد قصص مضحكة، بغض النظر عمّا إذا كانت حقيقية أم من نسج الخيال.
فعلى سبيل المثال، سألته مرةً أيَّ بلد يقترب من صورة المدينة الفاضلة الاشتراكية بنظره، فأجاب ساردًا هذه القصة: “في العام 1986، زار ميخائيل غورباتشوف هولندا، وطني الأم. وشاهدتُ بحماس مراسم استقباله على التلفاز، وأجرى صحافيون روس وهولنديون مقابلة مشتركة معه، أعيد بثّها على القنوات الروسية. وخلالها، سأله أحد الصحافيين عن رأيه بهولندا، وأجاب أنها على الأرجح الدولة التي طُبِّقت فيها الاشتراكية فعليًا. ففكّرتُ حينئذٍ في سخرية القدر الذي شاء أن يعيدني إلى نقطة البداية بعد هذه الرحلة الطويلة والُمضنية…”.

المصدر: مركز كارنيغي للشرق الأوسط

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى