ـ 1 ـ
هذا خطـاب عاجـل إليكْ
من أرض مصـر الطيبةْ
من ليلها المشغول بالفيـروز والجواهرِ
ومن مقاهى سيـدى الحسين ، من حدائق القناطرِ
من تُرع النيل التى تـركتْها .. حزينة الضفائرِ
هذا خطابٌ عاجـلٌ إليكْ
من المـلايين التى قد أدمنت هواكْ
من المـلايين التى تريدُ أن تراكْ
عندى خطـابٌ كلّه أشجانْ
لكننى .. لكننـى يا سيّدى
لا أعرفُ العنـوان ..
ـ 2 ـ
الزرع فى الغيطـان ، والأولاد فى البلد
ومولد النبـى ،
والمآذن الزرقـاء ،
والأجـراس فى يوم الأحد
وهذه القاهـرة التى غفت
كزهرة بيضـاء فى شعر الأبد
يسلمون كلهـم عليك
يقبلون كلهـم يديك
ويسألـون عنك كل قادم إلى البلد
متى تعود للبـلد ؟
ـ 3 ـ
حمائم الأزهـر ، يا حبيبنا ، تهـدى لك السلام
معديـات النيل ، يا حبيبنا ، تهـدى لك السلام
والقطن فى الحقـول ، والنخيل ، والغمام
جميعها .. جميعها .. تهـدى لك السلام
كرسيك المهجور فـى (منشية البكرى) يبكى فارس الأحلام
والصبر لا صبـر له ..
والنوم لا ينـام ..
وساعة الجـدار، من ذهولها، ضيعت الأيام
يا من سكَنْت الـوقت ، والتاريخ ، والأيام ..
عندى خطاب عـاجل إليك ..
لكننى يا سيـدى .. لا أجد الكلام
ـ 4 ـ
الحزن مرسـوم على الغيوم ، والأشجار ، والستائر
وأنت سافـرت .. ولم تسافر ..
فأنت فى رائحـة الأرض ، وفى تفتح الأزاهر ..
فى صوت كل موجـة ، وصوت كل طائر
فى كتب الأطفال ، فى الحـروف، فى الدفاتر
فى خضرة العيون ، وارتعاشـة الأساور ..
فى صدر كل مؤمـن ، وسيف كل ثائر
عندى خطاب عاجـل ..
لكننى .. لكننى يا سيـدى
تَسْحقُنى مشاعـرى ..
ـ 5 ـ
يا أيها المعلـم الكبيرْ
كم حُزننا كبيـرْ
كم جُرحنا كبيـرْ
لكننـا ..
نقسمُ بالله العـلى القديرْ
أن نحبس الدمـوع فى الأحداق
ونخنقَ العَبْـرة
نقسمُ بالله العلـىّ القديرْ
أن نحفظ الميثـاقْ
ونحفظ الثـورة ..
ـ 6 ـ
وعندما يسـألنا أولادنا
من أنتـم
فى أى عصـر عشتمُ ؟
فى عصر أى ملهـم ؟
فى عصر أى ساحـر ؟
نجيبهمْ : فى عصر عبد الناصـرِ
اللهَ .. ما أروعها شهـادةً
أن يوجد الإنسان فى زمـان عبد الناصرِ
638 2 دقائق