الحكومة السورية ترحب بأي مسار مع “قسد” والمبعوث الأميركي: الخلاف لا يزال قائم

رحّبت الحكومة السورية بأي مسار للتعاون مع “قوات سوريا الديمقراطية” من شأنه تعزيز وحدة الأراضي السورية، مؤكدة تمسكها الثابت بمبدأ “سوريا واحدة، جيش واحد، حكومة واحدة”، فيما أشار المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، توماس باراك، إلى استمرار الخلافات بين الطرفين، لا سيما بشأن مستقبل “قسد” داخل هيكلية الجيش السوري.

وأمس الأربعاء، عُقد في العاصمة دمشق اجتماع بين الرئيس السوري، أحمد الشرع، وقائد “قوات سوريا الديمقراطية”، مظلوم عبدي، وسفير الولايات المتحدة لدى أنقرة والمبعوث الخاص إلى سوريا، توم باراك، بحضور وزير الخارجية، أسعد الشيباني، وممثل وزارة الخارجية الأميركية في منطقة شرقي الفرات.

وسبق هذا الاجتماع اجتماع آخر بين وفد من “الإدارةِ الذاتية” ومسؤولين في الحكومةِ السورية داخل قصر تشرين، في إطار البحثِ في تنفيذِ اتفاق آذار الموقع بين الطرفين قبل أربعة أشهر.

ويأتي ذلك بعد نحو أربعة أشهر من توقيع اتفاق بين الحكومة السورية و”قسد”، برعاية أميركية، يتضمن عدة بنود، أبرزها دمج المؤسسات المدنية والعسكرية كافة في شمال شرقي سوريا ضمن إدارة الدولة السورية، بما فيها المعابر الحدودية، والمطار، وحقول النفط والغاز.

الرهان على المشاريع الانفصالية خاسر

وفي بيان رسمي نقلته وكالة الأنباء السورية “سانا”، شددت الحكومة السورية على أن “الجيش السوري يُعد المؤسسة الوطنية الجامعة لكل أبناء الوطن”، مرحّبة بانضمام المقاتلين السوريين من “قسد” إلى صفوفه ضمن الأطر الدستورية والقانونية المعتمدة.

وأكد البيان أن الدولة السورية ترفض “رفضاً قاطعاً أي شكل من أشكال التقسيم أو الفدرلة التي تتعارض مع سيادة الجمهورية العربية السورية ووحدة ترابها”، معتبرة أن “الرهان على المشاريع الانفصالية أو الأجندات الخارجية هو رهان خاسر”.

ودعت الحكومة السورية إلى “عودة مؤسسات الدولة الرسمية إلى شمال شرق البلاد، بما في ذلك مؤسسات الخدمات والصحة والتعليم والإدارة المحلية”، معتبرة أن ذلك يمثل “خطوة ضرورية لإنهاء حالة الفراغ الإداري وتعزيز الاستقرار المجتمعي”.

تحذير من تأخير التنفيذ ودعوة لتوحيد الصفوف

وفيما أعربت الحكومة السورية عن “تفهمها للتحديات التي تواجه بعض الأطراف في قسد”، حذرت في الوقت نفسه من أن “أي تأخير في تنفيذ الاتفاقات الموقعة لا يخدم المصلحة الوطنية، بل يعقّد المشهد، ويُعيق جهود إعادة الأمن والاستقرار”.

وأكد البيان أن “المكون الكردي كان ولا يزال جزءاً أصيلاً من النسيج السوري المتنوع”، مشددة على أن “حقوق جميع السوريين، بمختلف انتماءاتهم، تُصان وتُحترم ضمن مؤسسات الدولة، وليس خارجها”.

وختمت الحكومة السورية بيانها بدعوة كافة القوى الوطنية إلى “توحيد الصفوف والعمل المشترك تحت راية الوطن، بعيداً عن المصالح الضيقة أو التدخلات الخارجية، وصولاً إلى سوريا آمنة، موحدة، مستقلة وذات سيادة كاملة على أراضيها”.

المبعوث الأميركي: الخلاف لا يزال مستمراً و”قسد” تصر كيان موحد داخل الجيش

من جانبه، كشف المبعوث الأميركي إلى سوريا، توماس باراك، أن الخلاف بين الحكومة السورية و”قسد” لا يزال قائماً، لا سيما في ما يخص مستقبل التنظيم ضمن الجيش السوري.

وفي تصريحات لوكالة “أسوشييتد برس” عقب لقائه مع الرئيس السوري، أحمد الشرع، وقائد “قسد”، مظلوم عبدي، في دمشق، أوضح باراك أن “قسد تصر على وجودها ككيان موحد ضمن الجيش السوري، وهو ما يمثل مشكلة كبيرة بين الطرفين”.

وأكد باراك أنه “يتعين على الطرفين، اللذين عاشا بشكل منفصل وربما في علاقة عدائية لبعض الوقت، أن يبدآ ببناء الثقة تدريجياً”، مشيداً بما وصفه بـ “الخيارات الجيدة” التي طرحتها الحكومة السورية على “قسد”.

واشنطن ليست على عجلة للانسحاب وتثق بالجيش السوري

من جانب آخر، أعرب المبعوث الأميركي عن أمله في التوصل إلى حل سريع بين الجانبنين، موضحاً أن إدارة الرئيس دونالد ترامب “تثق ثقة كاملة بالحكومة السورية وجيشها الجديد”.

وقال باراك إن “قسد تعتبر شريكاً ذو قيمة في الحرب ضد داعش”، مشيراً إلى أن مقاتليها “يرغبون في ضمان اندماجهم باحترام ضمن الحكومة الجديدة”.

وبشأن مستقبل القوات الأميركية في سوريا، قال المبعوث الأميركي إن الولايات المتحدة “ليست في عجلة من أمرها لإتمام الانسحاب الكامل”.

وعن مفاوضات السلام بين سوريا وإسرائيل، أكد المبعوث الأميركي أن “ذلك يجب أن يحدث”، وأنه “كلما زادت الثقة بين أطراف المنطقة، سيتحقق ذلك تدريجياً”.

 

المصدر: تلفزيون سوريا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى