الدولة السورية الجديدة ليست مجرد نظام سياسي يصيب حينا ويخطئ حينا آخر، هي ليست هيئة تحرير الشام بشكلها القديم وبآخر تعديل طرأ عليها، الدولة السورية الجديدة هي عنوان مرحلة تاريخية نشهد بداية ولادتها
مرحلة تاريخية أنهت مرحلة تاريخية سابقة بكل عناصرها . بالعصر الايراني , بالعصر الأسدي البغيض , بعصر الدول المزدوجة الطابع والهوية بين ظاهر يزخر بالشعارات والكلامولوجيا وباطن لاعلاقة له بكل مايتستر به , باطن يحمل أقصى وحشية وصل إليها الاستبداد العربي . ونظام لاينتمي للمجتمع والشعب بل ويعتقد بعمق أن عدوه ليس سوى الشعب .
مرحلة الانقسام والصراع الشيعي – السني تتساقط أعمدتها , ومايبقى آيل للسقوط والاندثار .
الدولة السورية الجديدة ليست هي النظام السياسي الحالي , بالأحرى هو التعبير الأولي عنها , الدولة السورية مشروع مفتوح لمرحلة تاريخية .
نحن أمام دولة جديدة تتماهى مع المرحلة التاريخية الجديدة , وهي في تماهيها تكتسب كل يوم صفة جديدة وتتخلى عن ثوب قديم .
من يصيغ أحكامه وفقا لتقييم استاتيكي يصل لنتائج خاطئة .
المستقبل مفتوح أمام الدولة السورية الجديدة لأنها تعبر عن مرحلة تاريخية جديدة , والمستقبل مغلق أمام من يتشبث بأعمدة المرحلة التاريخية السابقة . إنه يمسك بعمود يهوي في كل وقت .
الحريات العامة أحدى أهم أدوات التغيير , التغيير الذي سوف يأتي من تحت كما يأتي من فوق من المعادلات الاقليمية والدولية الجديدة .
من يقدر على رؤية ديناميكية الدولة السورية الجديدة بعناصرها التي تحمل الجديد المشرق وبقايا القديم سوف يستطيع المساهمة في التخلص من القديم وتعميق الايجابيات برسم المستقبل .
من يرسم لنفسه صورة استاتيكية جامدة قطعية يحملها كل السلبيات ويبني أحكامه ومواقفه على تلك الصورة لن يتمكن من أن يمشي بركب المستقبل .
سيبقى جزءا من الماضي مهما حمل خطابه من اللافتات .
الدولة السورية الجديدة سيصنعها جيل جديد يفهم العالم بطريقة تختلف عن فهم جيلنا وعلينا أن نفسح له الطريق .
