
عندما احتلت فرنسا سورية عام ١٩٢٠ ارادت ان تسوق فعلتها في الداخل والخارج بأن هذا انتداب واستعمار وليس احتلال فقامت بتشكيل حكومة شكلية وعينت رئيس حكومة مع صلاحيات رئيس دولة ايضا.. فجاءت بسياسي اسمه صبحي بركات وهو تركي من مواليد انطاكية لكنه عاش جزءا من حياته في حلب ليكون رئيسا لسوريا المنتدبة..
لكنه لم يكن مقنعا لا في الداخل ولا الخارج فاستبدلته بعد فترة قصيرة بأحمد نامي وهو من اصول شركسية لكنه أحد اصهار السلطان عبد الحميد وعاش فترة في سورية.. ولكن بعد إخماد الثورة السورية الكبرى (١٩٢٥ – ١٩٢٨) اراد المستعمر أن يستعين بوجه جديد يكون أكثر اقناعا وقبولا.. فجاء بالشيخ تاج الدين الحسني و هو رجل دين و سياسي و هو ابن احد اكبر علماء الدين في الشام الشيخ بدر الدين الحسني الذي لم تكن في سيرته اية شائبة..
حظي تعيين الشيخ تاج بقبول شعبي واسع وتفاؤل كبير بإحداث تغيرات مهمة.. وقد خرجت له مسيرات تأييد حاشدة وهتفت له الجماهير: (يا شيخ تاج يا أبونا…)
لكن الواقع كان مختلفا عن طموح الشعب السوري وسريعا اكتشف أن الشيخ ابن الشيخ كان متواطئا في تسويق مشاريع المحتل بتكريس تقسيم سورية واستمرار التبعية المطلقة…
لم تمض ثلاث سنوات حتى كانت المظاهرات الغاضبة تملؤ الشوارع في معظم المحافظات تنادي بإسقاط الشيخ تاج (العميل الذكي) الذي اوهم الشارع بحدوث تغير لكن الحقيقة كانت مختلفة فاجمع الوسطين الشعبي والسياسي على مقاطعته وتم إسقاطه بعد الإضراب الكبير الذي استمر ستين يوما في عام ١٩٣١ لتكتب له سطر النهاية ليكون عبرة من عبر التاريخ القريب بأن لا يغتر أحد بالقبول أو الدعم الشعبي حتى لو كان حقيقيا فإنه لن يكون دائما او طويلا إذا كان اتجاه المسير مخالفا او مغايرا لإرادة الجماهير.