قد حاصرَ الأوباشُ في بغدادَ قصراً للرشيـدْ …
قطعوا شرايين الفراتْ، ذبحوا مفاعيل الحياة ْ من الوريدِ إلى الوريد ْ …
و تجولَتْ أحقادهمْ في البصرةِ العرباءِ يأسرُها المغولْ في يومِ عيدْ
في ذكرى فتحِ الشام، في الجامعِ الأموي، في اليومِ المجيدْ
وقفَ الوليدُ مُعاتباً: يا ويحَكُـمْ قدْ مزّقَ الإرهابُ أوصالَ البلادْ، ورمى بأحجارِ البيوتْ في هوةِ الوادي العنيد
و أطاحَ بالشبانِ يحملُ روحهُ في لجةِ البحرِ البعيدْ
هلْ ماتَ فيكمْ ” خالدٌ ” ؟! أَمْ أن ” معتصماهُ ” يرسُفُ بالحديدْ
في الأَزهرِ العالي الشريفْ قال الزعيمْ:
سنقاتلُ المحتلَ و العُدوانَ و التطبيعَ في الثوبِ الجديدْ
فَـتـبادُلُ الكلماتِ و الضحكاتِ و القُـبُـلاتِ في أرضِ العدو مِنْ شِـيَـم العبيدْ
بلـقـيـسُ قامـتْ ترقُـبُ الطوفانَ في اليمنِ السعيدْ
و السـيـلُ يغـضـبُ جارفاً آمالَ جـدٍ حائـرٍ في حضنهِ حلم الحفيدْ
مِنْ أي عصرٍ أنْـتُـمُ ؟! مِنْ أي دربٍ جئـتُـمُ؟! مَنْ أنـتـمُ؟! مَنْ أنـتـمُ ؟!
بوصولكم ماتَ البريدْ !!
في وهدةِ البؤسِ الـمُـلَـفَـعِ بالحصيدْ
ضاعَـتْ مواويـلُ الرُعاةْ، و تقاسـمَ الكُـبـراءَ محصولَ البـيـادرْ
و تحولَ الـبـلـدُ الغـنيُّ إلى فـقـيـدْ، و تساءلَ المختارُ من أين يـبـتـدئُ الطريقْ ؟!
كلُ المـفـارقِ صعـبةٌ إلاكَ يا دربَ الشهـيـد ْ !!
ذابتْ شمـوعُ الانتظار، و تـقـاعـسَ الـثـوارُ عن نجـدتـهـا
و تـبـدَّلَ العَـقْـدُ الفـريدُ إلى نشيدْ
القدسُ تشكو ربها:
في اللـيـلـةِ الـظـلـمـاءِ يُـفْـتَـقَـدُ الـمُـعـيـدْ…!!