بداية نؤكد على الموقف المبدئي، وهو اعتبار الشعب السوري بتنوعه دينيا وطائفيا واثنيا ومناطقيا وعشائريا واحد. شعب واحد متساوي بالمواطنة.. وبالدستور وبالقانون.. بالشخصية الاعتبارية.
أولا. إن الشعب السوري كان ضحية النظام الاستبدادي السوري. والذي تصرف مع الشعب وفق طريقة صناعة اتباع انتهازيين .من كل فئات الشعب السوري.. وركب الطائفة العلوية واعتبرها أداته في الحكم. واستغلها ووضع أبنائها في مفاصل الدولة السياسية والعسكرية والاقتصادية واغلب شؤون الدولة والسلطة السياسية. وحصلت هناك باطنية من النظام .شعارات قومية واشتراكية ومقاومة في الظاهر وتصرفات فئوية وطائفية وانتهازية واستغلالية وقمعية بالباطن. وازدواجية عند الشعب. تبجيل وولاء ظاهري للنظام.. وكرهه وتمني انتهائه بالعمق.. طبعا هناك المنتمين للنظام والمنتفعين به ومن كل فئات المجتمع السوري.. وهناك المعارضين له والذين استشهدوا او اعتقلوا او هربوا في ارض الله الواسعه وايضا من كل ابناء الشعب السوري.
ثانيا. اعتمد النظام على خلق اتباع وولاء انتهازي في كل المكونات والدوائر والمدن والتجمعات. وكان ظاهرها .مجالس الإفتاء وأئمة المساجد. ومجالس الدين المسيحيين وبقية الواجهات الطائفية والمجتمعية في كل أركان المجتمع السوري.. والبعض الآخر كان يستخدمه من أدواته عبر حزب البعث والمناصب والمكتسبات.. وكان يعتمد طريقة الغنيمة للموالي له والعقوبة للمعارض.. وكان له سجل استخباري يكاد يطال أغلب المواطنين. وخاصة الوجوه الاجتماعية والمعارضين السياسيين. يتابعهم بكل شيء عبر عقود.. يعني السيطرة من النظام على الشعب مطلقة..
ثالثا. عندما قام الربيع السوري وتحول الى ثورة ومن اغلب الشعب السوري وكانت مطالبه مواجهة مظالم السلطه في كل شيء ومطالبته بالحرية والكرامة والعدالة والديمقراطية.. وكان رد النظام بالعنف وإنهاء الثورة . واعتمد إعلاميا ودعائيا على مقولة أن الثورة عمل ارهابيين اسلاميين (السنّة) ضد السلطة وضد بقية مكونات الشعب السوري. دينيا وطائفيا واثنيا..
رابعا. نجح النظام في رص صفوف أغلب الطائفة العلوية .المتورطين بالمكتسبات على حساب الشعب السوري في الجيش والأمن والاقتصاد و اغلب مفاصل الدولة. و اندفعوا بعماء عقلي وسياسي ضد شعبهم. وكانوا اداة بيد النظام لقتل شعبهم وتدمير البلد.. وهذا لا يبخس قيمة ودور الثوار من الطائفة العلوية. الذين نحترمهم ونؤكد عبرهم ان ثورتنا للشعب السوري كله.. وننتظر أن ينفض الاغلب منهم عن النظام. وخاصة انهم يدفعوا الثمن الغالي من دم ابنائهم. ومن الشعب السوري .لحماية نظام ساقط حتما بحكم الثورة والحقوق وارادة الشعب التي لا تقهر..
خامسا. حاول النظام ان يلعب ذات اللعبة مع بقية الطوائف المسلمة السورية ومع المسيحيين أيضا.. ولم يستطع الّا جذب بعض انتهازي هؤلاء من كل الطوائف و المسيحيين . ولم يصلوا لمرحلة التعبير عن طائفتهم أو دينهم مجتمعيا.. وبحكم توزع أهلنا المسيحيين في سوريا في أغلب المناطق والمدن .فلم يستطع النظام أن يجعلهم ظواهر فاعلة تدعمه.. فأغلبهم آثر التقية والصمت وعدم التورط . والقليل منهم كان مع الثورة والثوار . والقليل مع شبيحة النظام.. وبالتالي لم يستطع النظام أن يضم الى صفه منهم أكثر مما ضم من (السنّة) .عبر دائرة افتائه وخطباء السلطان عنده مثل البوطي وحسون وأمثالهم..
سادسا. حاول النظام مع ممثلي الطائفة الدرزية عبر وجهائها وشيوخ عقلها وعبر بعض انتهازييها. ولكن كان للطائفة موقف مبدئي ناضج. فهم متواجدين بمواقع جغرافية خاصة .فاغلبهم في جبل العرب. المرجعية الدينية وشيوخ العقل عندهم تأثير وحضور وفاعلية.. وكان موقفهم المعلن انها فتنه تريد النيل من الدولة والمجتمع وهم ضدها. وهذا موقف تقيه اتجاه النظام.. وعبروا عن موقف ضمني أن لا يتورطوا في صراع مباشر مع الثوار وأن لا يلتحقوا بالنظام بشكل مباشر .عبر مخرجين: ان يجعلوا مناطق تواجدهم دون حراك مع او ضد النظام قدر الإمكان. وان لا يبعثوا أولادهم الى التجنيد وأن يلجئوا للتأجيل او تهريب اولادهم من وجه السلطة.. ومع ذلك استطاع النظام أن يورط بعض شبابهم كشبيحه له في قرى جبل الشيخ . مثل عرنة وحضر والقلعة. وريف دمشق في جديدة عرطوز و صحنايا وجرمانا وغيرهم .اصطدموا مع الثوار وكان منهم ضحايا كثر. وحاول ويحاول وجهائها أن ينزعوا فتيل الصراع وأن يعيدوا اناسهم للحياد
. ولكن حصل تطور جديد
سابعا. النظام فقد كثيرا مع جنوده وشبيحته ولم يعد يستطع أن يقاوم الثورة . وحصل تطور في جبهة الجنوب .وخاصة تحرير بصرى الشام. فقرر النظام أن يزج باهلنا في جبل العرب بالصراع ضد الثورة في درعا والقنيطرة ولم يفلح. وحاول من خلال بعض شبيحته وبعضهم له امتداده في لبنان مثل وئام وهاب وغيره . وتخويفهم بأن تنظيم الدولة الإسلامية يواجههم ان لم يضعوا يدهم بيد النظام. وايضا بالقبض على بعض الشباب لسحبهم للجيش ومطالبة اهلهم بهم ولو بالقوة..
ثامنا. مطلوب من أهلنا في السويداء التقدم خطوة بمواقفهم مع بقية الشعب السوري والالتحاق بالثورة.. وان يصلوا لمرحلة إعلان السويداء منطقة محررة.. النظام ينهزم وكلنا ننتظر هذه الخطوة. أو بالحد الأدنى أن لا يتورطوا بالعداء مع الثورة. والذي يعني وقوفهم في وجه شعبهم السوري باغلبه..لا سمح الله. ولا بد ان ننوه بدور وليد جنبلاط المساند للشعب السوري وثورته. وتوجيهه الرسائل المتتابعة لاهلنا في السويداء. ليلتحقوا بركب الثورة بما له من حضور وتأثير
“لا بد من التنويه هنا أن النص مكتوب منذ تسع سنوات. وكنا نأمل عبر قراءتنا لواقع أهلنا الدروز في السويداء وجبل العرب ان يكونوا جزء من ثورة الشعب السوري وهم مكون أصيل فيه. وهكذا حصل منذ اقل من سنة للآن حيث أعاد أهلنا في السويداء رفع راية الثورة السورية السلمية. المطالبة بإسقاط الاستبداد وبناء دولة الحرية والعدالة والكرامة والديمقراطية وفق القرار الأممي ٢٢٥٤. حيث عبرو عن موقفهم هذا بوقفة عز وتحدي للنظام بكل فئاتهم بدء من شيوخ العقل والمثقفين وجميع أهلنا الدروز في السويداء وما حولها…
لقد أعادوا للثورة السورية جذوتها وتألقها ومشروعيتها. ووضعوها على سكة الانتصار. وانهوا الى غير رجعة ادعاء النظام بأنه حامي الأقليات في الدولة السورية بل هو السيف المسلط على كل الشعب السوري عبر عقود.”
تاسعا. نمر عابرين لموقف الشيعة في سوريا رغم وجودهم المحدود وفي بعض المناطق .فقد كان موقف اغلبهم متطابق مع النظام كأغلب العلويين. وذلك التحاقهم بمرجعيتهم الى حزب الله و ايران..
.وأخيرا نؤكد مرة اخرى على موقفنا الوطني الديمقراطي .وأننا نتكلم بهذه الطريقة الشفافة والواضحة ومع تسمية الأمور بمسمياتها. رافعين الغطاء عن أي موقف ملتبس من الشعب وثورته.. ونحن أيضا ننوه اننا ضد محاولة أسلمة الثورة على طريقة تنظيم الدولة الإسلامية والقاعدة.. او تحويل الثورة الى ثورة السنّة فقط.. رغم كونهم اغلب الثوار لانهم اغلب الشعب …
ان ثورتنا ثورة كل الشعب السوري لإسقاط النظام الاستبدادي الدموي ومحاسبته وبناء دولتنا الوطنية الديمقراطية. دولة الحرية والكرامة والعدالة والحياة الأفضل..
.عاش الشعب السوري العظيم..المجد لشهدائنا الابرار..الفخر لثوارنا الابطال..النصر لثورتنا المباركة..
..22.5.2015
الشعب السوري بتنوع أطيافه دينيا وطائفيا واثنيا ومناطقيا وعشائريا واحد. وشعبنا واحد متساوي بدولة المواطنة، وبالدستور وبالقانون، ومواقف بعض أطياف مجتمعنا من الثورة السورية هو موقف مصلحي لإعتبارات خاصة لبعض رموزه وليس موقف وطني،