مرت عشرة أعوام على مجزرة الحولة، ولا يزال ضحاياها يستصرخون العدالة، بينما يستمر النظام السوري و”شبيحته” باغتيال معاني ومعالم الإنسانية في سورية.
تقول الشبكة السورية لحقوق الإنسان، بمناسبة الذكرى السنوية العاشرة لمجزرة الحولة بريف حمص الشمالي، إن المجزرة كانت “ذات صبغة طائفية”، وبدأت يوم الجمعة في مثل تاريخ اليوم من عام 2012.
وتُوصف أحداث الحولة بأنها من أكبر المجازر الطائفية التي جرت في وسط سورية، وتورطت بها أجهزة النظام الأمنية ومليشيات “الدفاع الوطني” التي تضم أكثر مؤيدي النظام قسوة، المعروفين بـ”الشبيحة”.
وجرت المجزرة على مرحلتين، حيث قتلت أجهزة النظام القمعية عددا من المدنيين، بينهم نساء وأطفال، نهاراً، ثم عادت ليلاً لتقتل أفراد ثلاث عائلات من آل السيد، لم ينجُ منهم سوى طفل وحيد.
وتضيف الشبكة السورية: “نفّذت قوات النظام السوري عمليات قصف استهدفت قرى ناحية الحولة بريف حمص، استمرت قرابة 14 ساعة، لتقتحم بعدها قوات النظام السوري، مدعومة بمليشيات موالية لها، عشرات المنازل الواقعة على أطراف قرية تلدو التابعة لناحية الحولة، ونفّذت بحق من كان فيها من نساء وأطفال عمليات قتل جماعي ذبحاً بحراب البنادق ورمياً بالرصاص”.
وتقول الشبكة المعنية بتوثيق الانتهاكات في سورية إنها “وثَّقت مقتل 97 مدنياً، بينهم 49 طفلاً و32 سيدة”.
عشرات الأطفال والنساء كانوا في منازلهم، دون علم بمجهول قادم، قبل أن يفاجأوا بصراخ نسوة يركضن حافيات فوق إسفلت أحد الطرق، هاربات من حراب “الشبيحة” التي طاولت رقاب أطفالهن وأزواجهن.
تقول عائدة، الناجية من المجزرة، إنه لولا عويل هؤلاء النسوة لقتل المئات أو الآلاف دون أن يدري أو يسمع أحد بهم، وإن الضحايا قتلوا إما بالحراب أو بأسلحة نارية مزودة بكواتم الصوت.
مجزرة الحولة
بدأت المجزرة في الحي الجنوبي من مدينة تلدو، المعروف بـ”طريق السد”، وهو الأقرب إلى القرى التي تقطنها غالبية مؤيدة للنظام، والتي انطلق مها الشبيحة لتنفيذ المجزرة.
يقول حسان، وهو أحد الناجين، إنهم اضطروا إلى حفر قبر جماعي دفن فيه الأطفال والنساء والرجال، وأن مسجد المدينة الكبير كان مليئاً بجثث الأطفال، منهم من هشمت رؤوسهم بحراب البنادق.
مجزرة الحولة
ويضم سهل الحولة الواقع إلى الشمال الغربي من مدينة حمص بنحو 20 كيلومترا العديد من البلدات والقرى، أبرزها: تلدو، وتل الذهب، والطيبة، والبرج، والتركمان. وبيّنت مصادر محلية أن عدد سكان السهل قبل عام 2011، وصل إلى نحو 120 ألف نسمة، مشيرة إلى أنه عقب التهجير الذي حدث برعاية روسية في مايو/أيار 2018، الى الشمال السوري، انخفض العدد الى نحو 50 ألف نسمة.
وكانت فصائل المعارضة في معظم ريف حمص الشمالي قد اضطرت إلى توقيع اتفاقات تسوية بعد قصف جوي روسي غير مسبوق على المنطقة، أنهت العمليات العسكرية في هذا الريف ومن ضمنه منطقة سهل الحولة.
المصدر: العربي الجديد