من متابعتى للشهيده ‘ شيرين ابو عاقله ” . ومن تربص العدو ومضايقاته المستمره لها .توقعت لها الشهاده . فقد تعايشت مع الموت ورأته اكثر من مره .ولم يرهبها ما تراه واستمرت فى كشف الوجه القبيح للاغتصاب الصهيونى من جميع زواياه . وكانت جنازتها قمه فى ابراز كل زوايا وتجاعيد هذا القبح .شيرين شهيدة الدفاع عن الحقيقه . حقيقة اغتصاب فلسطين ومقاومة هذا الاغتصاب .
الامه : اختصاص شعب معين بارض معينه .فالامه العربيه هى اختصاص الشعب العربى بالوطن العربى المحدد تاريخيا وجغرافيا. لا ينازعنا فيه احد . التجزئه الاستعاريه والاغتصاب الصهيونى لفلسطين لا تلغى هذه الوحده الموضوعيه التى تربط كل الجماهير العربيه بكل الارض العربيه بل تؤكدها. ويؤكد هذا التاكيد الرفض الشعبى العربى للتجزئه والوجود الصهيىون فى فلسطين معا .
هذه الحقيقه جعلت من قضيتى الوحده وتحرير فلسطين قضيه واحده وطريق واحد . فالطريق الى فلسطين هو ذات الطريق للوحده ذهابا وائيابا . ولذلك فان فلسطيننا هى خط الدفاع الاول عنا جميعا وهى بقدرها طليعة الثوره العربيه الوحدويه الشامله .وبسبب ذلك تتحمل فلسطين والشعب العربى الفلسطينى كل هذا الحقد والغل والتشويه ومحاولات زرع الفتن والتفتيت من كل القوى الاستعماريه والصهيونيه ووكلاؤهم فى وطننا .
ولذلك فان شيرين رمز للبطوله والتصميم العربى على التحرير والحريه والوحده . وجنازتها ابرز عنوان على هذه الحقيقه التاريخيه . فلم تكن الجنازه متمثله فى عشرات الالاف الذين حضروها .وانما اصبحت شيرين الشخصيه القوميه رقم واحد بامتياز . وملات قلوب كل الشباب العربى والشوارع والميادين العربيه بالحزن والتحدى . بل نستطيع القول بانها اصبحت الشخصيه العالميه الاولى فى وكالات الانباء وكل الفضائيات وغطت على كل الاحداث الكبرى . لقد كان استشهادها فى ذاته قمة الانتصار للقضيه الفلسطينيه والعربية عموما .
ان التحدى الذى ملأ قلب شيرين وجعلها لاتخاف الموت فى اظهار قبح العنصريه الصهيونيه يستحق بان يكون المقابل له من كل الشباب العربى ليس العيش على ذكرى استشهادها وانما الاعداد للثوره العربيه الشامله . شيرين كانت تدافع عن الامه العربيه بكل مكوناتها الدينيه والسياسيه والاجتماعيه .
استشهاد شيرين تم بالقنص وهذا يعنى ان العدو وضع وصمم خطه للتخلص منها . وهذا قرار سياسى قبل ان يكون عسكرى . ولذلك فان الرد على اغتيالها يجب ان يكون على هذا المستوى حتى لا نفقد زخم الانتصار الذى حققه استشهاد شيرين .
اما الذين لم يراعوا للموت حرمته وللاستشهاد عظمته وانشغلوا بجهل لزرع الفتن فى امه جمعها الله بكل مكوناتها الدينيه فى بوتقه اجتماعيه وسياسيه واحده لتكون فى طليعة قوى التحرر والحريه ضد قوى الطغيان والظلم والاستغلال والقهر فى العالم . . فاننى اقول لهم لا تتحدثوا كانكم خارجون من القبور . . تعاملوا مع ‘ القران ” كانه منزل عليكم الان . لتواجهوا بمنهجيته التحرريه كل مشاكل واقعنا العربى : الاغتصاب – التجزئه – التبعيه المطلقه – الاقصاء الحضارى – التخلف – التفتيت – الاستبداد – كيف نعد نظام عالمى بديل ل النظام اللانسان العنصرى الطبقى الذى يحكم العالم . .
تدبروا حوار الله سبحانه وتعالى مع المسيح عليه السلام : ‘ واذ قال الله يا عيسى ابن مريم ءانت قلت للناس اعبدونى وامى الهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لى ان اقول ما ليس لى بحق ان كنت قلته فقد علمته تعلم مافى نفسى ولا اعلم ما فى نفسك انك انت علام الغيوب . ما قلت لهم الا ما امرتنى به ان اعبدوا الله ربى وربكم وكنت شهيدا عليهم ما دمت فيهم فلما توفيتنى كنت انت الرقيب عليهم وانت على كل شيئ شهيد ‘ ان تعذبهم فانهم عبادك وان تغفر لهم فانك انت العزيز الحكيم ” الايات ١١٦ و ١١٧ و ١١٨ من سورة المائده .
وتدبروا قول الله ‘ لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم فى الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا اليهم ان الله يحب المقسطين . انما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم فى الدين واخرجوكم من دياركم وظاهروا على اخراجكم ان تولوهم ومن يتولهم فؤلائك هم الظالمون ” ٩ من الممتحنه .
وتدبرو ا قوله تعالى فى ادب الحوار مع اهل الكتاب ‘ ولا تجادلوا اهل الكتاب الا بالتى هى احسن الا الذين ظلموا منهم وقولوا امنا بالذى انزل الينا وانزل اليكم والهنا والهكم واحد ونحن له مسلمون ” الايه ٤٦ من سورة العنكبوت .
الاسلام دعوه. وهو دعوه للحريه . ولا يمكن ان تصدر الدعوه سليمه وصحيحه من القاسية قلوبهم وينازعون الله فى الحكم على عباده .
اريد ان اسالكم سؤال : ماذا كانت طبيعة الحوار بين الرسول صلى الله عليه وسلم وزوجته السيده ‘ ماريا ” واليست هى من امهات المؤمنين ؟ ! .
الى روحك السلام يا شهيدة العرب ‘ شيرين ابو عاقله ”
———————–
المصدر: صفحة محمد السخاوي