تزايد التوتر في جنوب إدلب، شمال غربي سوريا، إثر محاولات تقدم لقوات النظام نحو مواقع عسكرية تابعة للمعارضة المسلحة، في جبل الزاوية جنوب إدلب، وارتفاع وتيرة القصف الجوي الروسي على المناطق المأهولة بالسكان، في وقت تمكنت فيه الأخيرة من تدمير دبابة لقوات النظام ومقتل وجرح أفراد طاقمها، وسط تبادل بالقصف المدفعي والصاروخي بين الطرفين.
وقال النقيب ناجي مصطفى المتحدث الرسمي باسم «الجبهة الوطنية للتحرير»، إن «فصائل المعارضة السورية المسلحة في غرفة عمليات (الفتح المبين)، تمكنت مساء الأحد من تدمير دبابة طراز T72لقوات النظام والميليشيات المساندة لها (الإيرانية)، على محور مدينة كفرنبل جنوب إدلب، بصاروخ موجه، ومقتل طاقمها».
وأضاف، أن قصفاً مدفعياً وصاروخياً متبادلاً شهدته مناطق خطوط التماس بين فصائل المعارضة السورية وقوات النظام جنوب إدلب، فيما أشارت الأنباء عن إصابة عدد من عناصر قوات النظام بجروح في معسكر حرش كفرنبل عقب استهدافه بقذائف المدفعية الثقيلة من قبل فصائل المعارضة، رداً على القصف الذي يطال المناطق المأهولة بالسكان في جبل الزاوية جنوب إدلب.
وأوضح، أن فصائل المعارضة أحبطت محاولة تقدم لقوات النظام والميليشيات المساندة لها، أمس الأحد، على محور بلدات كنصفرة ومعرة موخص، وسط اشتباكات عنيفة، استمرت لساعات، وأسفرت عن مقتل 4 عناصر من قوات النظام وجرح آخرين وإجبارها على التراجع إلى مواقعها.
من جهته، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»: «نفذت المقاتلات الحربية الروسية 6 غارات جوية بصواريخ فراغية شديدة الانفجار، استهدفت خلالها قرى وبلدات عين لاروز والموزرة والفطيرة وكنصفرة والبارة وأحسم في منطقة جبل الزاوية جنوب إدلب، دون تسجيل خسائر بشرية»، لافتاً إلى «تعرض قرى كفريدين وكنصفرة ومحيط النقطة العسكرية التركية في بلدة البارة لغارات جوية روسية، أسفرت عن مقتل طفل وإصابة آخر، ودمار كبير لحق بممتلكات المدنيين، وواصل الطيران الحربي الروسي شن غارات جوية طالت كل من منطقة الشيخ سنديان وجبل التركمان وجنوب مدينة جسر الشغور غربي إدلب».
وقال عمر حاج أحمد، وهو ناشط ميداني في إدلب، إنه «تشهد المناطق الجنوبية في محافظة إدلب حالة من التوتر والتصعيد المتواصل من قبل قوات النظام والطيران الحربي الروسي، ويقابله تصعيد من قبل فصائل المعارضة السورية بالقصف المدفعي والصاروخي المكثف واستهداف مصادر إطلاق النار التابعة لقوات النظام بينها معسكرات ميرزا وجورين غرب حماة، ومعسكرات حرش كفرنبل وحزارين جنوب إدلب».
ويضيف، أكثر من 9 مناطق في ريف إدلب وعلى رأسها بلدات الفطيرة والبارة وكنصفرة والموزرة وعين لاروز وإحسم، تشهد بشكل يومي قصفاً مكثفاً بعشرات القذائف المدفعية والصاروخية الموجهة ليزرياً عبر طيران الاستطلاع، بالإضافة إلى شن الغارات الجوية من قبل الطيران الروسي على ذات المناطق، موقعاً القصف أكثر من 142 قتيلاً مدنياً، بينهم عشرات الأطفال والنساء، مما دفع بفصائل المعارضة إلى تعزيز مواقعها العسكرية المتقدمة بأسلحة ثقيلة بينها دبابات ومدافع ثقيلة للرد على مصادر إطلاق النار تابعة لقوات النظام والميليشيات الإيرانية، بالتزامن مع دفع تعزيزات عسكرية بينها مئات المقاتلين المدربين إلى خطوط التماس.
وتسيطر هيئة تحرير الشام وفصائل مقاتلة أخرى على نحو نصف مساحة محافظة إدلب ومناطق محدودة محاذية لها من محافظات حلب وحماة واللاذقية.
ويقطن في تلك المنطقة شمال غربي سوريا، نحو ثلاثة ملايين شخص، نصفهم من النازحين، فيما يسري منذ السادس من مارس (آذار) 2020 وقف لإطلاق النار في إدلب ومحيطها أعلنته موسكو الداعمة لدمشق وأنقرة الداعمة للفصائل المسلحة، عقب هجوم واسع شنته قوات النظام والميليشيات الإيرانية، بدعم روسي على مدى ثلاثة أشهر، ودفع بنحو مليون شخص إلى النزوح من منازلهم، وفق الأمم المتحدة.
المصدر: الشرق الأوسط