مقدمة
يعد موضوع ثقافة الشباب من القضايا المحورية في مجال اهتمام العلوم الاجتماعية والنفسية والتربوية، وهو بذلك يشغل الباحثين المهتمين بالخطاب السياسي والاقتصادي والديني والإعلامي، إلى الحد الذي أدى إلى ظهور فرع جديد ومتنام في علم الاجتماع سمي ب ” علم اجتماع الشباب ” ، يقتصر مجال دراسته على بحث قضايا الشباب ومشكلاتهم، وينطلق هذا الاهتمام مما للشباب من مكانة مميزة في بنية المجتمع، ولما يمثلونه من دعامة أساسية ترتكز عليها نهضة أي أمة من الأمم، والشباب في المجتمع السوري مثل الشباب في أي مجتمع في هذا العالم، يمثلون قطاعاً حيوياً بوصفهم أكثر الفئات العمرية حراكاً، وقدرة على العمل والنشاط، اتساماَ بالحماسة والطموح، وإقبالاَ على الحياة، واستعداداَ للعطاء، و مرونة في التعامل مع متغيرات الحياة السريعة التي تمر بها مجتمعات العالم الحديث ، ولما كان الشباب السوريون يعانون مشكلات عديدة ومتنوعة في الوقت الراهن، ولا سيما الشباب الجامعيين منهم، فقد جاءت هذه الدراسة الميدانية على الشباب من طلاب جامعة دمشق للتعّرف إلى واقع الثقافة الاعتقادية، وصورها.
أولاَ- مشكلة الدراسة:
تعد الثقافة بالمعنى الذي يستخدمه المتخصصون بالعلوم الاجتماعية ركناَ أساسياَ في حياة كل مجتمع بغض النظر عن حجمه وإمكاناته ودرجة تطوره .
وتتدخل هذه الثقافة في ملامح شخصية الفرد وأنماط سلوكه لما تحتويه من مجموعات من القيم والاتجاهات والآراء وأنماط السلوك التي تعبر عن الواقع الراهن سواء أكان هذا التعبير قابلا لهذا الواقع أم منصرفا إلى تجاوزه بالتطوير أو التغيير.
ويضم الفكر السسيولوجي تعريفات عديدة للثقافة، نذكر منها – على سبيل المثال- تعريفات (كلايد كلهون) بقوله: (إن ثقافة مجتمع من المجتمعات هي نسق تاريخي المنشأ يضم مخططات الحياة الصريحة والضمنية، يشترك فيه جميع أفراد الجماعة (أي المجتمع )، أو أفراد قطاع خاص معين منها) (الجوهري،1989، 55)
ويعرف مؤسس الانتربولوجيا الثقافية الحديثة (إدوارد تايلور) الثقافة على أنها: (ذلك الكل المركب كعضو في مجتمع ) (Tylor,1971,21).
ويرى( مالينوفسكي) أن الثقافة تشمل: (مصنوعات الإنسان والسلع والعمليات الفنية (أو التقنية) والأفكار والعادات والقيم)(Malinowski,1944,21).
أما عالم الاجتماع الأمريكي (بارسونز ) فقد عدّ الثقافة ( نظاماَ من الرموز المشتركة المكتسبة بالتعلم التي تضيف إلى خبرة الإنسان أهمية خاصة وتزوده بإطار ذي معنى يوجهه في تكيفه مع نفسه ومع الآخرين، أي تكمن الثقافة في أنظمة رموز منظمة تعمل على توجيه الفعل والعناصر الذاتية لشخصية الفاعل وأنماط المؤسسة والأنظمة الاجتماعية) (Parson,1951,327)
ويرى(ماركس) بأن الثقافة تحددها الظروف الاجتماعية، وكل التقسيمات التي تنبثق في نظام اجتماعي تتمثل في الثقافة وينظر المثاليون من أمثال (اوسجو) و(لينتون)و(سوركين) (وسبنجلر) إلى الثقافة على أنها: مجموعة من الأفكار الكائنة في عقول الأفراد . وفي نطاق ذلك
يذهب(لينتون) إلى القول بأن الثقافة ليست شيئاَ يمكن لمسه, فوجودها مقصورا على تفكير أولئك الذين يشاركون فيها على أنها إنها شيء متصور يدركه العقل (إسماعيل، 1980،93))
ويمكن تحديد الثقافة في مستويين متفاعلين: مستوى الثقافة بوصفها نمط حياة سلوكيات وقيم وخيارات يومية، وهو الوعي اليومي المباشر المتساوق مع علاقات الإنتاج والمتمثل بصورة قيمة وتصورات ومفاهيم تكون بمجملها رؤية للعالم، ومستوى الثقافة كنتاج فكري منظم ومنسق منطقياَ. وسيكون المستوى الأول للثقافة محور دراستنا في ثقافة الشباب.
إن الحالة الطبيعية هي أن تكون ثقافة الشباب الجامعيين فرعاَ من ثقافة المجتمع في حالة امتلاك الأخيرة بناءاَ ثقافياَ متماسكاَ ، غير أن تأمل حالة ثقافة الشباب السوريين في السنوات الأخيرة يكشف عن تعرضها لمجموعة من المتغيرات التي تسهم في بناء ثقافة الشباب في هذه المرحلة وتشكيلها ،ومن أهمها الأسرة والمؤسسات التعليمية ووسائل الإعلام و ثقافة العولمة والحالة الاقتصادية ،وهذه المتغيرات قد وضعتها في مواجهة مجموعة من الإشكاليات التي تعرقل عملية تأسيس ثقافة شبابية تتولى ربط الشريحة الشبابية بحركة المجتمع.
وفي ضوء البحوث العلمية الميدانية التي تناولت ثقافة الشباب الجامعيين بالدراسة والتحليل، نستطيع القول بأن الثقافة التي تحكم سلوك الشباب الجامعيين ولمختلف آرائهم وتصوراتهم لأهم القضايا الإنسانية والحياتية هي من أهم الإشكاليات التي يواجهها الشباب الجامعيين السوريون ، والتي تعوق انطلاقهم وقدرتهم على الإسهام الفعال في مسيرة التطوير والتحديث الجارية في المجتمع السوري:
وبذلك يمكن تلخيص إشكالية الدراسة بما يأتي:
ما الثقافة التي تحكم سلوك أفراد عينة الدراسة – الشباب الجامعيين السوريين – والتي تحدد نظرتهم إلى أهم القضايا الإنسانية والحياتية، ذلك لأن الأفكار والمعتقدات بل و مجمل البناء الثقافي لأفراد عينة الدراسة هو الذي يحدد سلوكها وفعاليتها ومنحى توجه هذه الفعاليات تجاه عدد من القضايا الهامة والأساسية في المجتمع السوري وأهمها :
- الموقف من المعتقدات الوهمية.
- الموقف من ظاهرة الأولياء.
- الموقف من الماضي والتاريخ.
- الموقف من تطبيق الشريعة الإسلامية.
ثانياَ -أهمية الدراسة:
تحضر أهمية هذه الدراسة من توجه المجتمعات كافة ومنها المجتمع السوري إلى محاولة تطوير ذاتها وتحديث نفسها وذلك بالتأكيد على التنمية الشاملة كهدف، مما يتطلب البحث عن معوقات تلك التنمية وخاصة العوامل الثقافية المؤثرة في حركة الإنسان ، الذي هو أداة التنمية وركيزتها الأساسية ، ومما سبق نجد أن فئة الشباب من أكثر الفئات الفاعلة في المجتمع السوري ، ولذلك دراستها ضرورية على المستويين الفردي والجماعي:
فعلى المستوى الفردي نجد أن المرء بحاجة ماسة في تعامله مع المواقف والحاجات إلى نسق من المعايير والقيم والاتجاهات والمعتقدات وأنماط السلوك التي تعمل بمنزلة موجهات لسلوكه وكوسائل الفعل التي تستخدم للإجابة عن الأسئلة التي تطرحها الأوضاع ، أي التي تستخدم لحل المشكلات، وبدهي أنه إذا غابت مثل هذه القيم أو وسائل الفعل أو تضاربت ، فإن الإنسان يغترب عن ذاته وعن مجتمعه.
أما على المستوى الجماعي، فنجد أن أي تنظيم بحاجة إلى نسق من المعايير والقيم والاتجاهات والمعتقدات يشبه الأنساق الموجودة لدى الأفراد يضمنه أهدافه ومثله العليا ، وإذا تضاربت أو لم تتضح فسرعان ما يحدث الصراع الاجتماعي الذي قد يدفع بالتنظيم الاجتماعي إلى التفكك والانهيار ، وهذا ما يمكن من القول بأن التحولات الاقتصادية الاجتماعية الثقافية المتلاحقة التي يتعرض لها المجتمع السوري من تبني اقتصاد السوق الاجتماعي ، إلى الانفتاح الإعلامي على الخارج من خلال توفر الفضائيات العربية والأجنبية والانترنت ..الخ، تركت آثارها وبصماتها على إنسان هذا المجتمع بعامة، وعلى الشباب الجامعيين منه خاصة، حيث يعد الشباب عموماً بحكم المرحلة الانتقالية التي يمرون بها هم الأكثر حساسية وتأثراً بما يحدث في مجتمعهم من إشكاليات متعددة.
ثالثاً – أهداف الدراسة:
تهدف هذه الدراسة إلى التعرف على الثقافة التي تحكم سلوك أفراد عينة الدراسة ، وتحدد نظرتهم إلى أهم القضايا الإنسانية والحياتية ، ذلك لأن الأفكار والمعتقدات بل و مجمل البناء الثقافي لأفراد عينة الدراسة هو الذي يحدد سلوكها ، وفعاليتها ، ومنحى توجه هذه الفعاليات تجاه عدد من القضايا الهامة والأساسية في المجتمع السوري
1- تعرف موقف الشباب الجامعيين من المعتقدات الوهمية.
-2تعرف موقف الباب الجامعيين من ظاهرة الأولياء.
-3تعرف موقف الشباب الجامعيين من الماضي والتاريخ.
-4 تعرف موقف الشباب الجامعيين من تطبيق الشريعة الإسلامية.
رابعاً – الدراسات السابقة:
حظي موضوع الشباب بالعديد من الدراسات والأبحاث الاجتماعية، ومن أجل معالجة موضوع هذه الدراسة “البنى الاعتقادية في ثقافة الشباب الجامعيين ” عمدنا إلى تقديم نماذج من الدراسات العربية والمحلية السورية المتخصصة في علم الاجتماع والخدمة الاجتماعية لامتلاكها – باعتقادنا- قوةً نظرية في مجال ثقافة الشباب ، ومن هذه الدراسات:
دراسة الباحث عبد المجيد كركوتلي بعنوان “الإطار الفكري لدى الشباب العربي” (كركوتلي، 1973 ) وقد هدفت هذه الدراسة إلى تعرّف الإطار الفكري للشاب العربي في مدينة القاهرة وأثر الوضع الاقتصادي لهذا الشاب فيه.
دراسة الباحث (عزت حجازي) بعنوان “الشباب العربي والمشكلات التي يواجهها“ . (حجازي ، 1978) ،تناولت سمات جيل الشباب العربي العضوية والنفسية والاجتماعية إضافة إلى مناقشة أزماتهم النفسية ومشكلاتهم ، ومشكلاته في المجتمع العربي المعاصر:الأسرة ونظام التعليم وجيل الكبار، والمؤسسات السياسية والعمل، والزواج.
دراسة الباحثة ملكة ابيض بعنوان “الثقافة وقيم الشباب” (أبيض، 1984 ) و قد بينت الدراسة أن هناك اتجاهات بارزة تحظى باتفاق الطلاب المجيبين وتتمثل في نظرة الشباب المتفائلة للمستقبل، وثقتهم بأن جهودهم الفردية لها الأثر الأكبر في مصائرهم وإعطائهم الأهمية للمهنة والأسرة والقومية العربية ، والنظر إلى العلاقة بين الزوجين على أنها علاقة مشاركة متكافئة بينهما، وفي ميدان السياسة إعطاء الديمقراطية مفهوماً أكثر ارتباطاً بالعدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص منه بالحرية الفردية.
دراسة الباحث السيد عبد العاطي السيد بعنوان ” صراع الأجيال” (السيد، 1990 ) وقد هدفت الدراسة إلى الكشف عن مظاهر المسايرة والمغايرة في ثقافة الشباب المصريين في المرحلة الراهنة، بالاستناد إلى الافتراض ” إن لشباب مصر ثقافة خاصة تعبر عن أوضاعهم ومكانتهم في المجتمع”0 وبينت النتائج أن مشكلات أو توترات علاقة الشباب بأسرهم من أهم ما يواجه به الشباب من مشكلات، إضافة إلى ارتفاع تكاليف المعيشة ، وعدم وجود فرص ملائمة للكسب والعمل أمام الشباب، وانخفاض مستوى الأجور والمرتبات .
دراسة الباحث محمود سعود قظام السرحان بعنوان “الصراع القيمي لدى الشباب العربي” دراسة حالة الأردن . (السرحان، 1994 ) وقد أظهرت الدراسة أن مظاهر صراع القيم تمثلت في الأبعاد الاجتماعية والنفسية والعاطفية والسياسية والدينية.
دراسة الباحث عدنان مسلّم بعنوان “الشباب والتغير الاجتماعي” (مسلم ، 1999، 83-112) وقد توصلت الدراسة إلى نتائج مهمة، إذ بينت عمق المشكلة الاقتصادية التي تجسدت بقلة الدخل 27%، وبالنسبة لمحددات المكانة الاجتماعية جاءت نسبة 37,33% للمال والثروة، وجاءت نسبة 53,5% من الشباب المستبانين مهتمين بالمناقشة بين الآباء والأبناء، وجاءت نسبة 39,3% يوافقون على عمل المرأة.
دراسة الباحث كامل عمران بعنوان : الشباب وفوائد استثمار وقت الفراغ، (عمران، 1999، 125- 154 ) وقد توصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج المهمة: إدراك طلبة جامعة دمشق لأهمية استثمار وقت الفراغ وأهم فوائده.
دراسة بعنوان : التفاوت الثقافي بين الأجيال في المجتمع المديني ( مصطفى،2000 )، وهي عبارة عن أطروحة دكتوراه في قسم علم الاجتماع – جامعة دمشق،وقد بينت الدراسة، أن لشباب سورية ثقافة خاصة ( فرعية ) هي ثقافة متباينة مع ثقافة الآباء، ومتماثلة في الوقت نفسه، أي لم تصل إلى مرحلة التناحر.
دراسة الباحثين احمد أبو رأس وحليم أسمر بعنوان : الشباب العربي والتحديات المعاصرة ( ابوراس، أسمر ، 2006 ، 37 -74 ) بيّنت الدراسة أهمية الشباب العرب في تركيبة المجتمع لما للشباب من سمات القوة والحركة والتغيير التي تسهم في تنمية المجتمع ودفعه إلى الأمام.
وهناك دراسات أخرى لها علاقة بموضوع هذا البحث لا مجال للتطرق إليها.
والشيء المشترك الذي كشفت عنه هذه الدراسات هو أن الشباب يشغلون الآن مكانة رئيسية في المجتمع ، وأن أوضاعهم وثقافتهم ، وأنماط سلوكهم ومشاركتهم الاجتماعية هي ظواهر ينبغي أن تخضع للبحث العلمي الدقيق، وألا نتورط في قبول تعميمات أو مسلمات تتعلق بالشباب إلا على أساس الدراسة المقارنة في سياقات اجتماعية متباينة ومن وجهات نظر مختلفة.
خامساَ: مفاهيم الدراسة:
مفهوم الشباب:
لتحديد مفهوم الشباب يجب إلقاء الضوء على زوايا عديدة ، فقد ظهر أكثر من اتجاه فيما يتعلق بتعريف مفهوم الشباب على النحو الآتي :
1- الاتجاه السكاني استناداً إلى متغير العمر الذي يقضيه الفرد في التفاعل الاجتماعي، فقد اختلف علماء السكان فيما بينهم حول نقطة البداية والنهاية لهذا العمر الشبابي ، فهناك من يؤكد أنهم تحت سن العشرين وبذلك يتم تحديد نقطة النهاية دونما تحديد لنقطة البداية ، وهناك من يقول أن الشباب هم بين سن الخامسة عشرة وسن الخامسة والعشرين، أوهم من يقعون بين سن الخامسة عشرة وسن الثلاثين على ما يرى آخرون ( ليلة وآخرون، 1991، 7-8 ).
2- الاتجاه السلوكي : وهو الذي يحدد مرحلة الشباب بالمرحلة التي تشكل مجموعة من الاتجاهات السلوكية ذات الطابع المميز الذي يتحرر من الطابع الزمني أو العمري، ويتشكل في إطار مجموعة من الاتجاهات السلوكية الاجتماعية فإذا ما تميز الإنسان بها وانطبقت على شخصيته وتصرفاته وأفعاله أمكن عدُّه شاباً ( جمعة ، 1984 ، 18-19 ).
الاتجاه البيولوجي: يميل أصحاب هذا الاتجاه إلى تحديد مرحلة الشباب على أساس اكتمال نمو البناء العضوي والوظيفي للمكونات الأساسية لجسم الإنسان ، سواء أكانت عضوية داخلية أم خارجية كالعضلات والغدد وما إلى ذلك (Flaks , 1971 , 37 ).
4- الاتجاه النفسي: يقوم أصحاب هذا الاتجاه بتحديد شريحة الشباب من الداخل ، حيث يحددونها استناداً إلى اكتمال البناء النفسي، وهو البناء الذي يحقق مواءمة بين العنصر البيولوجي في بناء الشخصية بما يحتويه من حاجات ودوافع وغرائز ، والتوجيهات القيمية التي يستوعبها الشاب من ثقافة السياق الاجتماعي خلال عملية التنشئة الاجتماعية ، بحيث يؤدي اكتمال البناء الدافعي إلى تمكين الشخصية الشابة من التفاعل السوي في مختلف مجالات الواقع الاجتماعي ( Flaks , 1971 , 37 ).
5- الاتجاه الاجتماعي لأصحابه تشخيصهم العلمي والموضوعي لفئة الشباب ، وهو التشخيص الذي يرى أنه إضافة إلى التحديد العمري السابق فإن مرحلة الشباب تبدأ حينما يحاول المجتمع تأهيل الشخص الذي يمثل مكانة اجتماعية ويؤدي دوراً أو أدواراً في بنائه ، وتنتهي حينما يتمكن الشخص من احتلال مكانته وأداء دوره في السياق الاجتماعي وفق معايير اللعبة الاجتماعية ، وهم يؤكدون ذلك بأن الشخصية تظل شابة مادامت صياغتها النظامية لم تكتمل بعد ( مصطفى، 1999، 44-45 ).
وانطلاقاً من هذه الاتجاهات الخمسة في تعريف مفهوم الشباب ، فإن التصور الصحيح لتعريفهم ينبغي أن يأخذ جميع هذه الاتجاهات في آن واحد ، وعلى أساس ذلك نستخلص التعريف الإجرائي للشباب كما تستخدمه الدراسة الراهنة بأنهم: ” تلك الفئة العمرية التي تمتد من سن الثامنة عشرة إلى سن الثلاثين، وتتسم هذه المرحلة بعدد من الخصائص والقدرات البيولوجية ، والسلوكية، والاجتماعية، والنفسية، وتتحدد بداية هذه المرحلة ونهايتها على أساس طبيعة الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي يمر بها المجتمع “.
ب – مفهوم الثقافة:
وهو المفهوم الثاني الذي نتعرض له ، ونقصد بالثقافة في دراستنا ، مجموعة القيم والأفكار التي تشكل نسقا رمزياً يوجه التفاعل الاجتماعي في مختلف مجالات الحياة الاجتماعية وتنتقل الثقافة من جيل إلى أخر ويستوعبها الأفراد من خلال مؤسسات التنشئة الاجتماعية كالأسرة والمدرسة ووسائل الإعلام ومؤسسة العمل ، فإذا استوعبت الشخصية قيم الثقافة فإنها تشكل بعداً أو عنصراً أساسياً في بنائها ، وبذلك فهي تقوم بدورها على أنها ضمير فردي يتولى كبح القاعدة الغريزية في الإنسان، حتى لا تتسع مساحتها فتهبط به إلى مادون المستوى الإنساني إلى جانب ذلك تعمل الثقافة على ضبط سلوكيات الإنسان بما يحفظ عملها في نطاق السواء وبما يجعل الإنسان قادراً على التفاعل الاجتماعي السوي في المجتمع.
وتتشكل الثقافة في الغالب من خلال أربعة مصادر تتفاعل مع بعضها بعضاً لتخلق بنية الثقافة في المجتمع ، ويتمثل المصدر الأول في التراث الثقافي المتطور تاريخياً والذي ينتقل من جيل إلى أخر، في نوع من التراكم التاريخي المنقح والمتنامي ، والذي يعبر عن خبرة المجتمع وثراء ماضيه الحضاري إذ يتضمن هذا المصدر استمراراً انتقائياً لمنظومة القيم ، تسقط في إطاره القيم المرتبطة بحقب سابقة ، على حين تستمر القيم التي تلاءم التفاعل في حقب عديدة ( ليلة، 992 ، 70 ).
وأما المصدر الثاني، يحصل من التفاعل الاجتماعي الحادث في المجتمع لقيم الثقافة ، حيث تتخلق بعض القيم نتيجة لتفاعل البشر مع بعضهم بعضاَ، وبمجرد تخلقها فإنها تكتسب استقلالاً يؤهلها لضبط التفاعل الاجتماعي في المجتمع ، خاصة إذا دعمت هذه القيم بقيم التراث.
وسواء كانت هذه القيم ناتجة من التفاعل الاجتماعي أو أعيد إنتاجها من خلاله ، فإنها بمجرد تبلورها تشكل قوة ضبطية لما يحدث في المجتمع ( ليلة، 1992، 72 ).
أما المصدر الثالث ، فهو العالم المحيط بثقافة المجتمع ، وإذا كانت المدرسة الانتشارية قديماً أشارت إلى إمكانية هجرة السمات الثقافية بين مجتمعات منعزلة نسبياَ في نظام عالمي سابق وقديم ، فإن ثقافة القوى العالمية المسيطرة بدأت في عالم تحكمه أيديولوجيا العولمة – تنساب لتخترق الدفاعات الثقافية للمجتمعات العالمثالثية ، ونتيجة لذلك تفرض ثقافة الغالب وطرائقه في العيش عبر آلية التقليد والمحاكاة في البداية على مايذهب ( ابن خلدون ) وهي الثقافة التي يتم استيعابها في النهاية لتصبح عناصر في منظومة القيم الفوقية التي تنظم التفاعل الاجتماعي ، فقد أصبح من الصعب الحفاظ على الهوية الثقافية في مواجهة ثورة الاتصالات والضخ الإعلامي المتواصل ( ليلة، 1992 ، 73 ) ،وهو ما جعل القيم الغربية حاضرة في ثقافتنا وتؤدي دورها في توجيه سلوكيات البشر ، وبخاصة شريحة الشباب.
أما المصدر الرابع، فهو حاجات الشريحة الشبابية، إذ تشكل عناصر قيمية جديدة لها فاعليتها في نطاق الشباب ، فالشباب هم فئة من البشر لهم تكوينهم البيولوجي والسيكولوجي المختلف عن تكوين الشرائح العمرية الأخرى ، ولهم أوضاعهم الاجتماعية ومواقفهم المختلفة عن نظائرها عند الشرائح العمرية الأخرى ، مما يدفع إلى ظهور مجموعة من القيم أو المعايير التي تتوافق مع احتياجات هذه الشريحة ، إضافة إلى قدرتها على توجيه سلوكيات الشباب في مختلف مجالات الواقع الاجتماعي ، وهنا ننتقل إلى تحديد المفهوم الثالث وهو ثقافة الشباب.
ت – مفهوم ثقافة الشباب:
مفهوم ثقافة الشباب مركب من مصطلحين يتسمان بالشمولية وصعوبة التحديد ، هما: الثقافة والشباب، ولئن اختلفت الدراسات في الإحاطة بهذا المفهوم فان هناك قدرا من الاجتماع على ربطه بمفهوم الثقافة الفرعية أو استعماله بصيغة ” الثقافة الفرعية الشبابية”.
وهي تمثل إحدى الثقافات الفرعية في المجتمع، ولنا أن نتوقع أن تشترك مع التيار الثقافي العام في بعض السمات أو تختلف عنه شأنها في ذلك شأن أي ثقافة فرعية أخرى.
والواقع أن موضوع الثقافة الفرعية الشبابية من المواضيع المفضلة في علم الاجتماع الأمريكي المهتم كثيرا بقضايا المدينة والعائلة والسلوكيات والعمل والإجرام 0 ويندرج هذا الاهتمام بوجه خاص في إطار الدراسات السوسيولوجية العديدة التي انكبت على موضوع جنوح الأحداث (الزيدي، 2006، 203 ).
وقد أكد ” تالكوت بارسونز ” منذ الخمسينيات من القرن العشرين ، على أهمية هذه الثقافات الفرعية كظاهرة اجتماعية من ناحية وكمرحلة في التنشئة الاجتماعية من ناحية أخرى ، فهي ترتبط – من هذا المنظور – بالقطيعة التي تحدث بين الشاب وعائلته وبما يمارسه عليه الوسط المدرسي من ضغوط ، وتتشكل هذه الثقافات في إطار مجموعات الأقران وتتجسم في نمط حياة جماعي يتسم بنوع من الهامشية إزاء المجتمع ، وهي توفر فضاء تعويضيا بما أنها تمثل رد فعل على ضغوط المجتمعات الصناعية ( الزيدي ، 2006 ، 204 ).
ويستخدم الشباب هذه الأنماط الثقافية في تطوير وصياغة مجموعة المعايير التي تمنح الشباب قوة لاكتساب المهارات والخبرات والتجارب الاجتماعية التي يتعذر اكتسابها من خلال المعايير الثقافية العامة التي ينقلها إليهم جيل الآباء أو الكبار من أعضاء المجتمع عموماً (Mannheim, 1952, 8 ).
وهذا يعني أن الثقافة الشبابية هي امتزاج عناصر قيمية جاءت من التاريخ أو نتجت من التفاعل الاجتماعي المعاصر ، حيث تزاوجت هذه المنظومات القيمية الوطنية مع قيم عالمية انتقلت إلى مجتمعنا عبر تكنولوجيا الاتصال والإعلام ، إضافة إلى عنصر يتصل بخصوصية الشريحة العمرية.
ولكن هناك ملاحظتين حول هذه المنظومة القيمية: تتمثل الملاحظة الأولى في عدم التآزر أو التكامل التام بين عناصر المنظومة القيمية ، مما يجعلها غير متماسكة عضوياً ، بل إننا نتوقع أن تفرض هذه العناصر تأكيدات متناقضة فيما يتعلق بموضوعات محددة. والملاحظة الثانية تتحدد بأنه نظراً لأن العنصر العالمي في المنظومة قد أصبحت له الغلبة في نطاق الشباب ، فإن ذلك قد تحقق نظراً لأن الشباب هم الأكثر تعرضاً وارتباطاً بالإعلام وتكنولوجيا المعلومات ، إضافة إلى كونها ثقافة متجددة ومتسارعة التغير، وهي في ذلك تتمثل الخصائص الشبابية ( ليلة ، 2003 ، 20 ) .
وهذا يعني أن الثقافة تشكل عقل المجتمع ، أو حسبما يؤكد ( إميل دوركايم ) جوهر الضمير أو العقل الجمعي ، فإذا كان هذا العقل قوياً ومتماسكاً كان قادراً على ضبط إيقاع التفاعل الاجتماعي بما يساعد على تحقيق أهداف المجتمع بيد أنه إذا تعرضت ثقافة المجتمع للانهيار أو الاختراق ، فإن ذلك يعني أن المجتمع يصبح عشوائياً في حركته مفتقداً بوصلة التوجيه ، إضافة إلى أنه يطلق عقال الغرائز – وهي القاعدة الحيوانية في الإنسان – من غير ضابط يتولى السيطرة عليها ، بحيث تصبح سلوكيات الإنسان موجهة بمنطق غريزي ، عارية من أية قيم أو معايير مثلما هي خالية من أي رشد أو منطق.
وفي دراستنا، سنتناول مفهوم ثقافة الشباب في إطار إشكالي يرى أن المتغيرات الجديدة المطروحة في ثقافة الشباب لم تعد في إطار واقع محلي أو قومي وفي مواجهة ثقافة الآباء ، بل هي تتعرض اليوم أكثر من أي وقت مضى لمخاطر الاستيعاب والتنميط على مستوى كوني بمعنى أنها مهددة بإفراغها من مضامينها الجوهرية التي تقوم على ملكة النقد والرغبة في التجاوز والتغيير والاستقلالية في بناء الذات، ومن ثمة تحويلها إلى جملة من القيم والسلوكيات الاستهلاكية السلبية وبالتالي توفير ظروف بسط الهيمنة الثقافية والاقتصادية للقطب الأقوى اقتصاديا وعسكريا وتكنولوجيا وإعلاميا ، فالأمر يتعلق بمحاولة تحليل هذه المتغيرات وأثارها على ثقافة الشباب، بما يعرقل عملية اندماج الشباب في المجتمع.
ث- الاغتراب : يمكن تعريف الاغتراب على أنه حالة نفسية تتضمن مشاعر، بعضها ايجابي من قبيل الإحساس بالتفرد والتميز وبعضها سلبي من قبيل الإحساس بالغربة والعزلة والحصار من قوى بعضها ظاهر وبعضها مجهول، والانسحاب من الواقع وتبني اطر مرجعية سلوكية مفارقة ومباينة للجماعة مع ميول تقوقعية وانتحارية أحياناَ.
ويوضح ( ماركس) مفهوم الاغتراب منت خلال اغتراب العمال في صورتين: الاغتراب عن ناتج العمل، واغتراب العمال عن العمل نفسه، وبتعبير أخر لا ينتمي الإنتاج للعامل، كما أن العمل نفسه لا ينتمي إلى الإنسانية، ومن ثم فإن ماركس يؤكد أن الإنسان لم يعد يشعر بحريته في أفعاله المتعلقة بالعمل وعملية الإنتاج ( شتا، 1992، 132 ).
وعليه يذهب ماركس إلى أن نفي الاغتراب في المجتمع يتوقف على تغيير البناء الاجتماعي لهذا المجتمع.
وقد رأى ( دوركهايم) أن فهم العلاقة بين الذات والموضوع هو المدخل السليم لفهم العملية الاجتماعية للاغتراب، وقد كان الهدف الرئيسي لدى دوركهايم أن يظهر أن الحضارة الصناعية وهي تمضي في تطورها السريع تعاني مرضاَ يطلق عليه ( الأنومي) ويقصد به فقدان المعايير( دوركهايم،1950،67).
أما ( ماكس فيبر) فيظهر مفهوم الاغتراب من خلال الإشارة إلى نغمة العقلانية، حيث نجد الرابطة بين العقلانية والاغتراب أساساَ في النزعة العقلانية التي هي ليست مجرد عمليات سياسية كما أن تأثيرها يشمل الثقافة عامة والعقل البشري خاصة، وبالمثل نجدها ذات تأثير فعال في بناء الدولة الاقتصادي الحديث، فما دامت العقلانية تلتهم بناء المجتمع التقليدي والثقافة التقليدية، تلك التي تكونت عبر الماضي و كانت تساعد بصورة عامة على عمليات الإبداع والتحرر، ثم ارتبط الانحصار التدريجي لهذا البناء لتزايد عدم الإتقان بقيم هذا البناء ولهذا صارت العقلانية بمنزلة تهديد للإبداع والتحرر ومن ثم تدوير العقل( Nisbet,1971.300 ).
أما ( جورج زمل) فقد ركز في تفسيره للاغتراب على خوفه من أن فردية الإنسان في المجتمع المعاصر سوف تتصدع لأنه يعيش في الظروف التي تلزمه لأن يصير مغترباَعن ذاته الخاصة ( شتا،1993،99)، وأن المشكلة العويصة للحياة الحديثة على نحو ما كتب جورج زمل في مقالته الشهيرة حول المدينة العاصمة تتمثل في الحفاظ على الفردية في مواجهة القوى التي تكتنفها وتغمرها في خضم التراث التاريخي والثقافة( Nisbet,1968,305 ).
وقد كانت القضية الرئيسية التي دار حولها الجدل في مؤلف( ايرك فروم)، “الهروب من الحرية” عام 1941 هي مفهوم الاغتراب ومشتقاته المتمثلة في فقدان السيطرة وسلب الحرية ، التسلطية، التخريب، المجاراة الأتوماتية والانعزال ، وهي المصطلحات التي تعرض لها بالشرح عند تحليله للعملية الاجتماعية والنفسية التي تقضي لفقدان السيطرة خاصة عند رصده لميكانزمات الهروب من الحرية بمعنييها الإيجابي والسلبي( Gromm,1966,123 )، ومن ثم يسلم منذ البداية بأن فهم معنى الحرية فهماَ كاملاَ لا يمكن تحقيقه إلا بتحليل البناء الكلي لشخصية الإنسان الحديث بما في ذلك من عوامل سيكولوجية واجتماعية وثقافية.
وقد حاول فروم أن يوضح في مؤلفه “الهروب من الحرية أن الحركات الشمولية في العالم الحديث كانت نتيجة أن الإنسان الحديث قد هرب من روابط العصور الوسطى، ولكنه لم يكن حرا لان يقيم حياة ذات معنى كامل تقوم على العقل والحب ومن ثم وجد أمنه الجديد في الخضوع للقائد والدولة (fromm,1966,142).
ح – التعليم الجامعيين:التعليم بصفة عامة ” فن صناعة المواطن”. وللتعليم في سورية أثره الكبير في ثقافة الشباب ، فمن التوسع الكبير في التعليم وإلزاميته في مرحلة التعليم الأساسي ومجانيته إلى حد ما ،وفي الوقت نفسه ورغم الإصلاحات المتتالية في الأنظمة التعليمية الهادفة إلى تحسين وسائله ومسالكها، لا تزال تشكو من نواقص وقصور شديد ، وذلك بفعل جمودها وفشلها في تحقيق رغبات الشباب وتطلعاتهم المعرفية والثقافية والمهنية وإدماج هذه الفئات في الحياة الاقتصادية والاجتماعية إلى جانب قصورها عن توفير زاد معرفي وعلمي أصيل ومتوازن وقادر على تأهيل الأجيال الصاعدة للتحكم في تكنولوجيا العصر ومعارفه وعلومه، إلى أزمة المناهج التعليمية ، والتي لا تنمي الملكات العقلية والجسمية والاجتماعية ، بل على العكس من ذلك فهي تنمي الملكات الحفظية فقط فالمطلوب من المدرس في كافة المراحل التعليمية بما فيها الجامعيينة أن يروي ( يشرح ) ما في الكتاب المقرر ، وعلى الطالب الحفظ عن ظهر قلب ما رويّ المدرس.
وقد اعتاد الطلبة في معظم الجانعات السورية قراءة كتاب واحد أو حتى ما يسمى ( ملزمة ) أو مجموعة من الأوراق التي لا يزيد عددها عن مئة صفحة لكل مادة من المواد التي تدرس وكأن إلزام الطالب قراءة عدد من الكتب والرجوع إلى المكتبة للبحث والتنقيب أمر غير مستحسن.
فالمنهج التعليمي المتبع لا يؤهل الطالب لأن يثير أسئلة أو يبتكر فروضاً قابلة للفحص أو أن ينخرط في نقاش علمي هادف وهو أصل العملية التعليمية ، ومن ثم يدجن الطالب ثقافياً ويفرض عليه الحصار الفكري الثقافي ، ويصبح مجرد أداة راضخة ، لا يسمح له أن يعمل فكره وأن ينتقد، وأن يحلل، أن يتخذ موقفاً شخصياً ، وبالتالي يقع ضحية ثقافة القمع التعليمية التي تدعم نزعة الامتثال وتضعف طاقة الإبداع والتجديد.
إن هذا الواقع التعليمي، أنتج ثقافة لهذه الشريحة الاجتماعية الشابة تتسم بعدم الوضوح والتخبط، فما زالت بعيدة عن التفكير العلمي المتماسك مع الواقع ، فهي إلى حد بعيدر يسيطر عليها الفكر الاستسلامي القدري الاتكالي الذي تتسلل إليه بعض الومضات العلمية.
سادساً : الفروض العلمية المسيرة للدراسة:
1- قد تميل ثقافة الشباب الجامعيين إلى رفض المعتقدات الوهمية الخرافية.
2-قد تميل ثقافة الشباب الجامعيين إلى رفض الإيمان بظاهرة الأولياء.
قد تميل ثقافة الشباب الجامعيين إلى التنكر للماضي.
قد تميل ثقافة الشباب الجامعيين إلى رفض تطبيق الشريعة الإسلامية كلياَ.
سابعاً- المنهج المستخدم في الدراسة :
تنتمي الدراسة بحكم موضوعها إلى نمط الدراسات الوصفية، فتعتمد على المنهج الوصفي التحليلي بصورة أساسية بسعيها إلى رصد مشكلات الشباب الجامعيين المعاصرة في المجتمع السوري وتحليلها.
ثامناً : طريقة الدراسة :
جرى استخدام طريقة المسح الاجتماعي بالعينة وهي أكثر الطرق شيوعاً و دقة وعلمية، وتتجسد هذه الطريقة باعتمادها على الواقع الاجتماعي والتفاعل معه وجمع المعلومات عنه، وإظهار طبيعته وسماته الأساسية بجميع إيجابياته وسلبياته واتساقه وتناقضه،و اعتداله وتطرفه.
واستناداً إلى ذلك اعتمدنا في هذه الدراسة طريقة المسح الاجتماعي بالعينة
بهدف رصد مشكلات الشباب الجامعيين المعاصرة في المجتمع السوري في جامعة دمشق وتحليلها.
تاسعاً : أداة الدراسة :
اعتمدت الدراسة أساساً على استبانه المقابلة المقننة التي جرى استخدامها نظراً لما تتميز به من المساعدة على تحصيل بيانات قد يصعب على الباحث الوصول إليها إذا استخدم وسائل أخرى، إذ إن الموضوع ينصب أساساً في البحث عن أهم العوامل المؤثرة في حياة الشباب ومشكلاتهم، وتحديد اتجاهاتهم في العديد من القضايا الخاصة والعامة، إضافة إلى أن هذه الأداة تتيح فرصة أرحب في التحليل الكمي والكيفي لأبعاد الظاهرة وإيجاد العلاقات بين المتغيرات ، هذا وقد مرت هذه الأداة بمرحلتين أساسيتين هما:
المرحلة الأولى: هي مرحلة الصياغة المبدئية للاستبانة التي راعيت فيها وضوح الأسئلة، وبساطة العبارة، وتسلسل الأسئلة بطريقة منطقية ، وعدم تضمنها وقائع شخصية أو محرجة.
المرحلة الثانية : تم توزيع الاستمارة على خمسين مبحوثاً من مجتمع البحث، وقد جرى تكرار هذه العملية بفرق زمني قدره عشرة أيام بين التجربتين فنتج منها إضافة بعض المتغيرات ذات الدلالة المهمة في موضوع الدراسة، والتأكد من مدى وضوح الأسئلة وتسلسلها منطقياً، ومن خلال المقارنة بين الاستجابة في الحالتين تبين أنها متقاربة إلى حد بعيد، هذا إلى جانب عرض الاستمارة على عدد من المحكمين، وذوي الخبرة في هذا المجال بلغ عددهم ستة محكمين، وبذلك أمكن الاطمئنان إلى الصدق الظاهري للاستبانة و الثبات الداخلي للبيانات قبل تطبيقها النهائي على مجتمع الدراسة، وقد روعي عند تصميم هذه الاستبانة شمولها جميع أسئلة الدراسة، ثم تحقيق أهداف الدراسة.
عاشراَ : مجتمع الدراسة وعينتها:
تكون مجتمع الدراسة من جميع طلبة جامعة دمشق المقيمين في السكن الجامعيين ، أما عينة الدراسة فقد تكونت من ( 600) طالب وطالبة، حيث اختيروا بالطريقة العشوائية البسيطة في السكن الجامعيين.
وقد روعي أن تمثل هذه العينة أقصى درجة ممكنة من تفاوت الخصائص والظروف والأوضاع الاقتصادية والسنة الدراسية والتخصص الدراسي.
حادي عشر : جمع البيانات :
تم جمع البيانات من خلال استبانه البحث الميداني،إذ قام فريق من الباحثين ( طلبة الدراسات العليا في قسم علم الاجتماع) بعملية مقابلة الطلاب في السكن الجامعيين اعتماداً على المقابلة الشخصية وملء الاستبانات.
ثاني عشر : نتائج الدراسة الميدانية:
أً : خصائص عينة الدراسة:
1- الجنس:
الجدول رقم ( 1 ) يبين توزع عينة الدراسة تبعاً للجنس
الجنس | العدد | النسبة |
ذكر | 270 | 45 |
أنثى | 330 | 55 |
المجموع | 600 | 100 |
تكشف بيانات الجدول (1) أن نسبة الذكور من عينة الدراسة بلغت ( 45 % ) ، بينما بلغت نسبة الإناث ( 55% ).
2- العمر :
الجدول رقم ( 2 ) يبين توزع عينة الدراسة تبعاً للعمر
الفئة العمرية | العدد | النسبة |
23 – 17 | 265 | 44.17 |
30 – 24 | 333 | 55.50 |
غير مبين | 2 | 0.33 |
المجموع الكلي | 600 | 100 |
تكشف بيانات جدول رقم ( 2) أن نسبة الفئة العمرية ( 17-23 ) من عينة الدراسة بلغت 44,17 %) ، بينما بلغت نسبة الفئة العمرية ( 24-30) (55,50%) ونسبة( 0،33% ) غير مبين.
3- دخل الأسرة الشهري :
الجدول رقم ( 3 ) يبين توزع عينة الدراسة تبعاً لمستوى دخل الأسرة الشهري
دخل الأسرة الشهري | العدد | النسبة |
منخفض | 140 | 23.33 |
متوسط | 411 | 68.50 |
عال | 39 | 6.50 |
غير مبين | 10 | 1.67 |
المجموع الكلي | 600 | 100 |
تكشف بيانات جدول رقم ( 3) تركز معظم أفراد العينة تبعاَ لدخل الأسرة في المستوى المتوسط بنسبة ( 68،50 % ) ، تلتها نسبة ( 23،33%) في المستوى المنخفض ، وجاءت نسبة ( 6،50%) في مستوى الدخل العالي ، ونسبة (1،67%) غير مبين.
4- السنة الدراسية :
جدول رقم ( 4 ) يبين توزع عينة الدراسة تبعاً للسنة الدراسية
السنة الدراسية | العدد | النسبة |
أولى | 160 | 26.67 |
ثانية | 150 | 25 |
ثالثة | 120 | 20 |
رابعة | 90 | 15 |
خامسة | 80 | 13.33 |
المجموع الكلي | 600 | 100 |
تكشف بيانات جدول رقم (4 ) توزع أفراد عينة الدراسة بنسبة ( 26،67% ) في السنة الأولى، ونسبة ( 25% ) في السنة الثانية، ونسبة 20% ) في السنة الثالثة ، ونسبة( 15% ) في السنة الرابعة ، ونسبة 13،33% ) في السنة الخامسة.
5- الاختصاص الدراسي :
جدول رقم ( 5 ) يبين توزع عينة الدراسة تبعاً للاختصاص
الاختصاص | العدد | النسبة |
نظرية | 320 | 53.33 |
تطبيقية | 280 | 46.67 |
المجموع الكلي | 600 | 100 |
تكشف بيانات جدول رقم (5) أن نسبة ( 53،33% ) من أفراد عينة الدراسة جاءت في اختصاص الكليات النظرية ، ونسبة( 67، 46% ) في اختصاص الكليات التطبيقية.
يلاحظ من النتائج السابقة ، أن خصائص العينة السابقة مثلت إلى أقصى درجة ممكنة من تفاوت الخصائص الاقتصادية والتخصص الدراسي والعام الدراسي أ والعمر ، والجنس ، ولعل هذا الاختيار العشوائي وكبر حجم العينة نوعا ما يشكلان عامل ثقة في النتائج بما ينسجم والأهداف المحددة للبحث.
ب: المعتقدات الوهمية الخرافية :
المنطق الأولي يفترض غياب المعتقدات الخرافية إلى حد ما لدى الشباب الجامعيين ، إلا إن العلاقة الارتباطية بين الشباب الجامعيين حسب تحديدنا لهم ، وبين غياب مثل هذه المعتقدات الخرافية ليس إلزامياَ وضرورياَ ، أي أن تكون العينة من الشباب الجامعيين لاتلغي حضور المعتقدات الوهمية في ثقافتهم، إذ أن هناك عدداَ من الشباب الجامعيين مازالت تهيمن عليهم جملة معتقدات خرافية وهمية تشكل واحداَ من المكونات الأساسية لمفاهيمهم الثقافية، وفي الحقيقة أن هذا مرتبط ارتباطاَ عضوياَ بالثقافة السائدة ، والجدول رقم (6) يبين النتائج الآتية :
الجدول رقم ( 6 ) يبين حضور بعض الأقوال المتعلقة بالمعتقدات الخرافية | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
تكشف بيانات جدول رقم ( 6 ) الميدانية ، ميل ثقافة الشباب الجامعيين للاعتقاد بعبارة ” للحظ دور في تحديد مستقبل الإنسان ” بنسبة ( 54،67 %) موافقة ونسبة ( 15%) محايدة ونسبة (26.83 % )غير موافقة ، والملاحظ من النسب السابقة اتجاه ثقافة الشباب الجامعيين بالاعتقاد أن للحظ دور بتحديد مستقبل الإنسان وان هذا الحظ هو بالنسبة لهم ما يتحكم بمجريات أمورهم الحياتية ، فالحظ عملياَ هو المجهول ، ولكن ليس أي مجهول ن بل هو المجهول المنفذ القادر على الفعل بوجود خاص ، ذلك لأن ما يتحكم بمجريات أمور الحياة مازال غير مدرك من قبلهم.
إن الارتداد نحو التمسك بمفاهيم الحظ الذي لا بد أن يأتي يوماَ، ما هو إلا وسيلة من وسائل السيطرة على المصير في ظل عجز الإنسان، وضعف او انعدام قدرته على توجيه الأحداث والتأثير بها،فالإنسان المقهور المضطهد، والمستلب، يعجز عن السيطرة حتى على ذاتيته الخاصة به جداَ، حيث يجد أنه حتى هذه الذاتية لا يملك أمر التحكم بها وضبطها، فيرتد للدفاع عن نفسه ووجوده باعتبار( حظه) الذي يتشكل هناك بعيداَ حيث الأصوات الخفية والأشباح لم يأت بعد، ولكن لا بد أن يحدث يوماَ ويأت الفرج.
أظهرت النتائج الميدانية ميل ثقافة الشباب الجامعيين على رفض عبارة ” الإيمان بالتنجيم والتبصير وكشف البخت وكشف البخت ” بنسبة ( 50،81%) غير موافقة ، ونسبة (67 ،9%) محايدة، ونسبة (17 ,8% ) موافقة ومع أن هذه النسبة ضعيفة أمام غيرها من النسب، إلا أنها عالية إذا ما أخذنا بعين الاعتبار نوعية عينة البحث وهي الشباب الجامعيين ، ولكن في الوقت نفسه نجدها بالنسبة للشباب الجامعيين نتاجاَ حتمياَ للإيمان القدري المرتبط بحالة القهر والاضطهاد الاجتماعي التي يعانيا الشاب في بعض البيئات الاجتماعية أي أن عملية الإيمان بالتنجيم والتبصير وكشف البخت وسيلة مريحة لهذا الإنسان المقهور والمغلوب على أمره لتلافي حالة العجز الحقيقية التي يعيشها ، وبالتالي محاولة لخلق توازن وجودي في حياة مليئة من القلق والخوف من المجهول ن ومما يدل على ذلك ” سلوك المشعوذ أثناء ممارسته لهذه الأساليب الخرافية ، أنه يلعب دوما على مسألة القلق والطمأنينة فهو يثير مخاوف صاحب الحاجة ويؤكد على قلقله ويضخم الأخطار التي مر بها أو التي تنتظره كي يعود فيطمئنه على إمكانية الخلاص واقتراب الفرج بعد الشدة وتحسن الحال بعد عسر والظفر على الظروف وعلى الأعداء بعد طول قهر ” (حجازي،2001 ، 168 ).
أظهرت النتائج الميدانية ميل ثقافة الشباب الجامعيين إلى الاعتقاد بوجود ” الكائنات غير المرئية ، الجان ،العفاريت ..الخ ” فجاءت نسبة (67 ،45%) موافقة و(83،17%) محايدة ونسبة ( 83،35% ) غير موافقة.
ونميل إلى الاعتقاد أن ارتفاع هذه النسبة يعود إلى إقرار الديانات السماوية كافة بوجود مثل هذه الكائنات الخفية اللامرئية ، ولذلك تبقى إمكانية رفضها أو التشكيك بوجودها مسألة أكثر تعقيداَ وتحتاج إلى عقلية علمية ، قادرة إلى حد ما على الانفلات أكثر من سطوة الثقافة الغيبية .
إن الإيمان بوجود هذه الكائنات وبإمكاناتها ومقدراتها الخارقة تحقق وظيفتين:
وظيفة معرفية: بحيث تقدم الإجابات التي تسد الفراغ المعرفي العلمي الموضوعي.
وظيفة نفسية: بحيث يتحول هذا الإيمان إلى إحدى الوسائل الدفاعية التي يلجأ إليها الإنسان المقهور تاريخياَ.
4- كشفت النتائج الميدانية ميل ثقافة الشباب الجامعيين إلى الاعتقاد بعبارة ” تفاءلوا بالخير تجدوه ” بنسبة (3،78%) موافقة، ونسبة (50،13 %) محايدة ونسبة (83،7 %) غير موافقة.
والملاحظ من النسب السابقة سيادة العقلية القدرية الغيبية لدى الشباب الجامعيين، والتي من المفترض أن تكون متجاوزة بتكوينها الفكري والعلمي للكثير من المفاهيم الغيبية التي لا أساس علمي ومنطقي لها في الواقع.
5-أظهرت النتائج الميدانية ميل ثقافة الشباب الجامعيين إلى الاعتقاد بفكرة ” الأرزاق مقسمة من عند الله ” بنسبة (50، 76% ) موافقة ونسبة (50،12%) محايدة ونسبة ( 50،10%) غير موافقة.
والملاحظ من النسب السابقة سيادة الذهنية الدينية التي تبرر وجود فئات اجتماعية غنية جداَ ووجود فئات اجتماعية معدمة تنتظر الرحمة من عند الله
6-أظهرت النتائج الميدانية ميل ثقافة الشباب الجامعيين إلى رفض فكرة : الفقير هو سبب فقره ، والتي عادة ما تستخدم في الخطاب الاجتماعي لتبرير التفاوت الطبقي الحاد في المجتمع” فجاءت نسبة ( 83،46%) غير موافقة ، ونسبة (50،24%) محايدة، ونسبة (17،27% ) موافقة.
ومما سبق يتبين لنا أن هناك درجة عالية من الإيمان القدري والاعتماد على العناية الإلهية ، وهذا لا يعني أن ذلك يشير إلى نزعة تواكلية كسولة، بقدر ما يعني حالة من الرضا على الحياة كما هي ، إضافة إلى نزعة إيمانية قوية تؤكد أن الله ما دام قد خلق هذا العالم فهو المسؤول كذلك عن تقسيم الأرزاق فيه ، وما على الإنسان إلا أن يعمل ليحصل على ما هو مقدر له، على حين نجد أن النسبة المحدودة التي أكدت مسؤولية الإنسان أو ان الفقير هو سبب فقره تشير إلى التأكيد أن الإرادة الإنسانية هي المسؤولة عن القدر المتعلق بالإنسان، ومما لا شك فيه أن هناك احتمالية عالية للاعتراض على الشرعية التي قالت بذلك، أما الأفكار العلمانية التي تتيح احتمالاَ كبيراَ من الإيمان الرشيد ترى مسؤولية الإنسان بالدرجة الأولى عن الحالة التي عليها حياته وهي مسؤولية تؤكدها قيم ومبادئ إسلامية.
1 – الاختصاص الدراسي والموقف من المعتقدات الخرافية الوهمية:
جدول رقم ( 7 ) يبين حضور بعض الأقوال المتعلقة بالمعتقدات الخرافية تبعاً للاختصاص | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
أظهرت النتائج الميدانية تبايناَ في ثقافة الشباب الجمعي تبعاَ للاختصاص الدراسي بالنسبة للموقف من المعتقدات الخرافية الوهمية ، فقد جاءت نسبة (50،60% ) في الكليات النظرية موافقة على عبارة ” للحظ دور في تحديد مستقبل الإنسان ” بينما جاءت نسبة (71و45% ) في الكليات التطبيقية.
ونسبة ( 31،90% ) رفضت عملية الايمان بالتنجيم والتبصير وكشف البخت ، في الكليات النظرية ، ونسبة (43،71% ) في الكليات التطبيقية 0 أما بالنسبة لفكرة ” وجود الكائنات غير المرئية ( الجان ، العفاريت،…الخ )” فقد وافقت نسبة ( 63،60% )على وجودها في الكليات النظرية ونسبة (57،28% ) في الكليات التطبيقية ، أما بالنسبة لفكرة” تفاءلوا بالخير تجدوه ” ، فقد وافقت نسبة ( 38،84% ) في الكليات النظرية مقابل نسبة (43،71%) في الكليات التطبيقية ، أما بالنسبة لفكرة ” الأرزاق مقسمة من عند الله ” فقد جاءت نسبة (94و80%) موافقة في الكليات النظرية ونسبة ( 43و71% ) في الكليات التطبيقية ، أما بالنسبة لفكرة” الفقير هو سبب فقره ” فقد جاءت نسبة ( 25و31 ) موافقة في الكليات النظرية ونسبة (50و22% ) في الكليات التطبيقية ، انظر الجدول رقم ( 7).
2– السنة الدراسية والموقف من المعتقدات الخرافية الوهمية
جدول رقم ( 8 ) يبين حضور بعض الأقوال المتعلقة بالمعتقدات الخرافية تبعاً للسنة الدراسية
الرأي ببعض الأقوال حول المعتقدات | أولى | ثانية | ثالثة | رابعة | خامسة | المجموع الكلي | |||||||
العدد | النسبة | العدد | النسبة | العدد | النسبة | العدد | النسبة | العدد | النسبة | العدد | النسبة | ||
للحظ دور بتحديد مستقبل الإنسان | موافق | 130.00 | 81.25 | 100.00 | 66.67 | 73.00 | 60.83 | 15.00 | 16.67 | 10.00 | 12.50 | 328.00 | 54.67 |
محايد | 20.00 | 12.50 | 30.00 | 20.00 | 17.00 | 14.17 | 13.00 | 14.44 | 10.00 | 12.50 | 90.00 | 15.00 | |
غير موافق | 10.00 | 6.25 | 20.00 | 13.33 | 30.00 | 25.00 | 59.00 | 65.56 | 60.00 | 75.00 | 179.00 | 29.83 | |
غير مبين | 0.00 | 0.00 | 0.00 | 0.00 | 0.00 | 0.00 | 3.00 | 3.33 | 0.00 | 0.00 | 3.00 | 0.50 | |
الايمان بالتنجيم والتبصير وكشف البخت | موافق | 30.00 | 18.75 | 10.00 | 6.67 | 10.00 | 8.33 | 5.00 | 5.56 | 4.00 | 5.00 | 59.00 | 9.83 |
محايد | 20.00 | 12.50 | 10.00 | 6.67 | 10.00 | 8.33 | 10.00 | 11.11 | 8.00 | 10.00 | 58.00 | 9.67 | |
غير موافق | 116.00 | 72.50 | 130.00 | 86.67 | 100.00 | 83.33 | 75.00 | 83.33 | 68.00 | 85.00 | 489.00 | 81.50 | |
غير مبين | 4.00 | 2.50 | 0.00 | 0.00 | 0.00 | 0.00 | 0.00 | 0.00 | 0.00 | 0.00 | 4.00 | 0.67 | |
وجود الكائنات غير المرئية ( الجان ، العفاريت،…الخ ) | موافق | 100.00 | 62.50 | 80.00 | 53.33 | 50.00 | 41.67 | 34.00 | 37.78 | 10.00 | 12.50 | 274.00 | 45.67 |
محايد | 40.00 | 25.00 | 30.00 | 20.00 | 15.00 | 12.50 | 15.00 | 16.67 | 7.00 | 8.75 | 107.00 | 17.83 | |
غير موافق | 16.00 | 10.00 | 40.00 | 26.67 | 55.00 | 45.83 | 41.00 | 45.56 | 63.00 | 78.75 | 215.00 | 35.83 | |
غير مبين | 4.00 | 2.50 | 0.00 | 0.00 | 0.00 | 0.00 | 0.00 | 0.00 | 0.00 | 0.00 | 4.00 | 0.67 | |
تفاءلوا بالخير تجدوه | موافق | 140.00 | 87.50 | 130.00 | 86.67 | 100.00 | 83.33 | 50.00 | 55.56 | 50.00 | 62.50 | 470.00 | 78.33 |
محايد | 10.00 | 6.25 | 15.00 | 10.00 | 15.00 | 12.50 | 20.00 | 22.22 | 21.00 | 26.25 | 81.00 | 13.50 | |
غير موافق | 8.00 | 5.00 | 5.00 | 3.33 | 5.00 | 4.17 | 20.00 | 22.22 | 9.00 | 11.25 | 47.00 | 7.83 | |
غير مبين | 2.00 | 1.25 | 0.00 | 0.00 | 0.00 | 0.00 | 0.00 | 0.00 | 0.00 | 0.00 | 2.00 | 0.33 | |
الأرزاق مقسمة من عند الله | موافق | 130.00 | 81.25 | 129.00 | 86.00 | 100.00 | 83.33 | 60.00 | 66.67 | 40.00 | 50.00 | 459.00 | 76.50 |
محايد | 20.00 | 12.50 | 15.00 | 10.00 | 10.00 | 8.33 | 10.00 | 11.11 | 20.00 | 25.00 | 75.00 | 12.50 | |
غير موافق | 7.00 | 4.38 | 6.00 | 4.00 | 10.00 | 8.33 | 20.00 | 22.22 | 20.00 | 25.00 | 63.00 | 10.50 | |
غير مبين | 3.00 | 1.88 | 0.00 | 0.00 | 0.00 | 0.00 | 0.00 | 0.00 | 0.00 | 0.00 | 3.00 | 0.50 | |
الفقير هو سبب فقره | موافق | 63.00 | 39.38 | 50.00 | 33.33 | 30.00 | 25.00 | 10.00 | 11.11 | 10.00 | 12.50 | 163.00 | 27.17 |
محايد | 47.00 | 29.38 | 30.00 | 20.00 | 30.00 | 25.00 | 20.00 | 22.22 | 20.00 | 25.00 | 147.00 | 24.50 | |
غير موافق | 41.00 | 25.63 | 70.00 | 46.67 | 60.00 | 50.00 | 60.00 | 66.67 | 50.00 | 62.50 | 281.00 | 46.83 | |
غير مبين | 9.00 | 5.63 | 0.00 | 0.00 | 0.00 | 0.00 | 0.00 | 0.00 | 0.00 | 0.00 | 9.00 | 1.50 | |
المجموع الكلي | 160.00 | 100.00 | 150.00 | 100.00 | 120.00 | 100.00 | 90.00 | 100.00 | 80.00 | 100.00 | 600.00 | 100.00 |
كشفت نتائج الجدول رقم (8) الميدانية تبايناَ في الموقف من المعتقدات الخرافية الوهمية تبعاًَ للسنة الدراسية، فجاءت نسبة ( 25،81% ) في السنة الأولى موافقة على عبارة ” للحظ دور بتحديد مستقبل الإنسان ” ثم تلتها فئة طلاب السنة الثانية بنسبة ( 67،66 ) ، ثم نسبة (83،60% ) في السنة الثالثة ، ونسبة ( 67،16 %) في السنة الرابعة ونسبة (50،12% ) في السنة الخامسة.
أما بالنسبة لعملية الايمان بالتنجيم والتبصير وكشف البخت، فجاءت نسبة ( 50،72) غير موافقة في السنة الأولى ونسبة ( 67،86%) في السنة الثانية ، ونسبة ( 33،83%) في السنة الثالثة والرابعة، ونسبة (85 % ) في السنة الخامسة وبالنسبة لفكرة وجود الكائنات غير المرئية ( الجان ، العفاريت،…الخ ) ، فقد تركزت نسبة ( 62% ) في السنة الأولى موافقة ، ونسبة ( 33،53% ) في السنة الثانية ، و( 67،41%) في السنة الثالثة ، ونسبة ( 78،37%) في السنة الرابعة ونسبة ( 50،12% ) في السنة الخامسة 0أما بالنسبة لفكرة” تفاءلوا بالخير تجدوه ” فجاءت نسبة ( 50،87%) موافقة في السنة الأولى، ونسبة (67،86% ) في السنة الثانية ، ونسبة ( 33،83% ) في السنة الثالثة ونسبة ( 56،55% ) في السنة الرابعة ، ونسبة ( 50،62% ) في السنة الخامسة 0 وبالنسبة لفكرة” الأرزاق مقسمة من عند الله ” فقد جاءت نسبة ( 25و81% ) موافقة في السنة الأولى ، ونسبة ( 86% ) في السنة الثانية ، ونسبة ( 33،83%) في السنة الثالثة ن ونسبة (67و66%) في السنة الرابعة ، ونسبة ( 50% ) في السنة الخامسة . أما بالنسبة لفكرة” الفقير هو سبب فقره” فقد جاءت نسبة ( 63،25% ) غير موافقة في السنة الأولى ، ونسبة (67،46% ) في السنة الثانية ، ونسبة ( 60% ) في السنة الثالثة والرابعة ، ونسبة (50،62% ) في السنة الخامسة.
والملاحظ من النتائج السابقة العلاقة العكسية بين السنة الدراسية والموقف من المعتقدات الخرافية ، فتبين أن كلما ارتفع المستوى التعليمي في الجانعة انخفضت نسبة الموافقين على بعض العبارات التي تشير على وجود التفكير الوهمي إلى جانب التفكير العلمي الجامعيين ، وإن دل على شيء ،فإنه يدل على الدور الإيجابي للتعليم الجامعيين في صقل العقلية العلمية في المستقبل.
3 – الجنس والموقف من المعتقدات الخرافية الوهمية:
جدول رقم ( 9 ) يبين حضور بعض الأقوال المتعلقة بالمعتقدات الخرافية تبعاً للجنس
الرأي ببعض الأقوال حول المعتقدات | ذكر | أنثى | المجموع الكلي | ||||
العدد | النسبة | العدد | النسبة | العدد | النسبة | ||
للحظ دور بتحديد مستقبل الإنسان | موافق | 150.00 | 55.56 | 178.00 | 53.94 | 328.00 | 54.67 |
محايد | 70.00 | 25.93 | 20.00 | 6.06 | 90.00 | 15.00 | |
غير موافق | 50.00 | 18.52 | 129.00 | 39.09 | 179.00 | 29.83 | |
غير مبين | 0.00 | 0.00 | 3.00 | 0.91 | 3.00 | 0.50 | |
الإيمان بالتنجيم والتبصير وكشف البخت | موافق | 9.00 | 3.33 | 40.00 | 12.12 | 49.00 | 8.17 |
محايد | 8.00 | 2.96 | 50.00 | 15.15 | 58.00 | 9.67 | |
غير موافق | 249.00 | 92.22 | 240.00 | 72.73 | 489.00 | 81.50 | |
غير مبين | 4.00 | 1.48 | 0.00 | 0.00 | 4.00 | 0.67 | |
وجود الكائنات غير المرئية ( الجان ، العفاريت،…الخ ) | موافق | 100.00 | 37.04 | 174.00 | 52.73 | 274.00 | 45.67 |
محايد | 67.00 | 24.81 | 40.00 | 12.12 | 107.00 | 17.83 | |
غير موافق | 100.00 | 37.04 | 115.00 | 34.85 | 215.00 | 35.83 | |
غير مبين | 3.00 | 1.11 | 1.00 | 0.30 | 4.00 | 0.67 | |
تفاءلوا بالخير تجدوه | موافق | 180.00 | 66.67 | 290.00 | 87.88 | 470.00 | 78.33 |
محايد | 50.00 | 18.52 | 31.00 | 9.39 | 81.00 | 13.50 | |
غير موافق | 40.00 | 14.81 | 7.00 | 2.12 | 47.00 | 7.83 | |
غير مبين | 0.00 | 0.00 | 2.00 | 0.61 | 2.00 | 0.33 | |
الأرزاق مقسمة من عند الله | موافق | 189.00 | 70.00 | 270.00 | 81.82 | 459.00 | 76.50 |
محايد | 45.00 | 16.67 | 30.00 | 9.09 | 75.00 | 12.50 | |
غير موافق | 33.00 | 12.22 | 30.00 | 9.09 | 63.00 | 10.50 | |
غير مبين | 3.00 | 1.11 | 0.00 | 0.00 | 3.00 | 0.50 | |
الفقير هو سبب فقره | موافق | 63.00 | 23.33 | 100.00 | 30.30 | 163.00 | 27.17 |
محايد | 47.00 | 17.41 | 100.00 | 30.30 | 147.00 | 24.50 | |
غير موافق | 156.00 | 57.78 | 125.00 | 37.88 | 281.00 | 46.83 | |
غير مبين | 4.00 | 1.48 | 5.00 | 1.52 | 9.00 | 1.50 | |
المجموع الكلي | 270.00 | 100.00 | 330.00 | 100.00 | 600.00 | 100.00 |
كشفت نتائج الجدول رقم (9) الميدانية تباينا َفي ثقافة الشباب الجامعيين بالنسبة للموقف من المعتقدات الخرافية الوهمية تبعاَ للجنس، فقد جاءت نسبة ( 56،55%) في فئة الذكور موافقة على عبارة ” للحظ دور في تحديد مستقبل الإنسان ” مقابل نسبة ( 94،53) في فئة الإناث. أما بالنسبة لعملية الايمان بالتنجيم والتبصير وكشف البخت ، فقد جاءت نسبة ( 22،92% ) غير موافقة في فئة الذكور مقابل نسبة ( 73،72% ) في فئة الإناث. أما بالنسبة لموضوع وجود الكائنات غير المرئية ( الجان ، العفاريت،…الخ ) فقد وافقت نسبة ( 04،37% ) في فئة الذكور مقابل نسبة ( 63،52% ) في فئة الإناث 0وبالنسبة لفكرة” تفاءلوا بالخير تجدوه ” ، فقد جاءت نسبة ( 67،66% ) موافقة في فئة الذكور مقابل نسبة ( 88،87% ) في فئة الإناث وبالنسبة لفكرة” الأرزاق مقسمة من عند الله ” فقد جاءت نسبة ( 70% ) موافقة في فئة الذكور مقابل نسبة ( 82،81% ) في فئة الإناث . أما بالنسبة لفكرة أن الفقير هو سبب فقره فقد جاءت نسبة ( 33،23% ) في فئة الذكور موافقة مقابل نسبة ( 30،30% ) في فئة الإناث.
ويلحظ من النتائج السابقة ميل فئة الإناث للقبول ببعض العبارات التي تدل على التفكير الوهمي الغيبي أكثر من الذكور ، وربما يعود إلى طبيعة الثقافة السائدة في المجتمع السوري التي تعطي للشباب الذكور هامشاَ أوسع للاطلاع والبحث في القضايا العلمية والثقافية خارج المنزل ، ومحدودية الوقت عند الإناث بسبب المتطلبات المنزلية بعد عودتهم من الجامعة.
4 – دخل الأسرة الشهري والموقف من المعتقدات الخرافية الوهمية:
الجدول رقم (10) يبين العلاقة بين الدخل الشهري للأسرة حضور المعتقدات الخرافية | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كشفت نتائج الجدول رقم (10) الميدانية تبايناَ في ثقافة الشباب الجامعيين تبعاَ لمستوى الدخل الشهري للأسرة بالنسبة للموقف من المعتقدات الخرافية الوهمية ، فقد جاءت نسبة (86،57%) في فئة الدخل المنخفض موافقة على عبارة ” للحظ دور في تحديد مستقبل الإنسان ” مقابل نسبة ( 77،53% ) في فئة الدخل المتوسط ونسبة ( 28،51% ) في فئة الدخل العالي . أما بالنسبة لعملية الإيمان بالتنجيم والتبصير وكشف البخت، فقد وافقت نسبة ( 29،19% ) في فئة الدخل المنخفض مقابل نسبة ( 16،3% ) في فئة الدخل المتوسط، ونسبة ( 38، 15%) في فئة الدخل العالي ، وبالنسبة لموضوع وجود الكائنات غير المرئية ( الجان ، العفاريت،…الخ)0 فقد جاءت نسبة (57،48% موافقة في فئة الدخل المنخفض مقابل نسبة 53،44% ) في فئة الدخل المتوسط ، ونسبة ( 28،51% ) في فئة الدخل العالي . أما بالنسبة لفكرة” تفاءلوا بالخير تجدوه ” فقد وافقت نسبة ( 80% ) في فئة الدخل المنخفض مقابل نسبة (10،78%) في فئة الدخل المتوسط ونسبة ( 36،74% ) في فئة الدخل العالي. وأما بالنسبة لفكرة” الأرزاق مقسمة من عند الله ” فقد جاءت نسبة ( 43،71%) موافقة في فئة الدخل المنخفض، مقابل نسبة (35،78%) في فئة الدخل المتوسط ونسبة( 79،71%) في فئة الدخل العالي. وبالنسبة لفكرة: أن الفقير هو سبب فقره” فقد جاءت نسبة (71،35%) في فئة الدخل المنخفض مقابل نسبة (57،24%) في فئة الدخل المتوسط ونسبة ( 64،25%) في فئة الدخل العالي .
ويلحظ من النتائج السابقة ميل فئة الطلاب ذوي الدخل المنخفض لأسرهم للاعتقاد ببعض العبارات التي تدل على التفكير الوهمي الخرافي أكثر من الطلاب الذين لدى أسرهم دخل عال، وربما يعود الأمر إلى البيئات الشعبية الفقيرة والتي تعشش فيها الثقافة التقليدية، والتي تنتظر الفرج دائماَ من عند الله وتتقبل الأمر الواقع كامتحان من عند الله.
ب – الموقف من ظاهرة الأولياء:
للوصول إلى معرفة مدى وجود ما يسمى بظاهرة (الأولياء ) في ذهنية الشباب الجامعيين، طرحنا عدة مواقف جدية ، تتراوح ما بين الرفض والإدانة لهذه الظاهرة( الأولياء ) وبين الإيمان و الخضوع لتأثيرها المعنوي ، لنتلمس بوضوح من خلال آرائهم ومواقفهم منها مدى الروح الاستسلامية لسلطانها ن والجدول رقم (11) يبين النتائج التالية:
جدول رقم ( 11 ) يبين موقف عينة الدراسة من ظاهرة الأولياء
الرأي حول الأولياء أو المزارات | العدد | النسبة |
أرفضهم قطعياً لأنهم خرافة تافهة لخداع الفقراء | 92.00 | 15.30 |
يكرسون مفاهيم متخلفة | 86.00 | 14.30 |
يتعارضون مع العلم | 136.00 | 22.70 |
لا أستطيع تكوين رأي | 144.00 | 24.00 |
أحترمهم كما يحترمهم أهلي، ولهم تجربة طويلة معهم | 232.00 | 38.70 |
لهم أعمال عظيمة خارقة ويجب الإيمان بهم | 243.00 | 40.50 |
لديهم القوة والقدرة وأن الله منحهم المعارف والقدرات | 256.00 | 42.70 |
أؤمن بهم وبإمكانياتهم وقدراتهم | 235.00 | 39.20 |
الأمر لا يعنيني | 16.00 | 19.30 |
أظهرت النتائج الميدانية أن نسبة (30،15% ) رفضت وجود ظاهرة الأولياء قطعياَ 0 ونسبة (30،14%) أكدت أن ظاهرة الأولياء تكرس التخلف ونسبة ( 70،22%) أكدت أن ظاهرة الأولياء تتعارض مع العلم ونسبة ( 24%) قالت بأنها لا تستطيع تكوين رأي حول هذا الموضوع ونسبة ( 70،38%) قالت بأنها يحترمون الأولياء محاكاة لأهلهم ، كون أهلهم يؤمنون بقدرة الأولياء ونسبة ( 50،40%) أكدت على وجوب الإيمان بهم ؛ بينما أكدت نسبة (70،42% ) أن لديهم القوة والقدرة ونسبة ( 20،39 % ) أقرت بإيمانها بالأولياء وبقدراتهم وأخيرا نسبة (30،19 % ) اعتبرت أن الأمر لا يعنيها بالمطلق.
يلاحظ من النسب السابقة ميل الشباب الجامعيين إلى الإيمان بظاهرة الأولياء، وما زالت تقيم وزناَ لما يسمى ( بالأولياء والسادة) وهذا يشير إلى ملامسة روح الخنوع والشعور بالعجز والدونية أمامهم، وأمام قدراتهم –أي الأولياء -، وفي الوقت نفسهن هناك نسبة لا باس بها من الشباب الجامعيين في عينة الدراسة لديه مواقف حدية من ظاهرة الأولياء والسادة ، تتراوح ما بين الرفض والمدين لها.
إن كل أشكال الاعتقاد هذه ما هي إلا سمات للإنسان الذي يتصف ب:
انعدام منطق التفكير العلمي والتحليل المنطقي الموضوعي للظواهر المحيطة (طبيعية، اجتماعية ، سياسية ).
استلاب الإرادة والشعور بالدونية الإنسانية ، ومن ثم الدونية عن الفعل والتحكم بالظروف المحيطة ( طبيعية، اجتماعية، سياسية ).
والعلاقة القائمة بين هذين العاملين ، علاقة جدل كلي تشكل الأرضية الأولية له الذات المقهورة المسطحة المستلبة المذعنة لكل الأحوال والظروف والأوامر والسلطات.
1-العمر والموقف من ظاهرة الأولياء :
الجدول رقم ( 12 ) يبين موقف عينة الدراسة من ظاهرة الأولياء تبعاً للعمر
الفئة العمرية | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كشفت نتائج الجدول رقم(12) الميدانية تبايناَ في ثقافة الشباب الجامعيين تبعاَ لمتغير العمر بالنسبة للموقف من ظاهرة الأولياء ، فجاءت نسبة ( 80،15%) في الفئة العمرية ( 17-23) سنة ترفض ظاهرة الأولياء قطعياَ ، مقابل نسبة( 15%) في الفئة العمرية (24-30) سنة وجاءت نسبة (30،11%) في الفئة العمرية (17-23) تعتبر أن ظاهرة الأولياء تكرس التخلف ، مقابل نسبة ( 80و16 %) في الفئة العمرية ( 24 – 30 ) . ونسبة (10 ،21% ) في الفئة العمرية ( 17 -23) اعتبرت أن ظاهرة الأولياء تتعارض مع العلم ، مقابل نسبة (20%) في الفئة العمرية (24- 30) .ونسبة ( 70،37%) في الفئة العمرية ( 17-23) لم تستطع تكوين رأي ، مقابل نسبة ( 20،13%) في الفئة العمرية ( 24-30) ، ونسبة (50،53%) في الفئة العمرية ( 17-23) أكدت على احترام الأولياء مثل أهلهم مقابل نسبة (27% ) في الفئة العمرية ( 24-30) . ونسبة ( 50،41%) في الفئة العمرية ( 17- 23) أقرت بوجوب الإيمان بالأولياء مقابل نسبة ( 40% ) في الفئة العمرية ( 24-30) . ونسبة (90،58%) في الفئة العمرية ( 17-23) أكدت أن للأولياء القوة والقدرة مقابل نسبة ( 30% ) في الفئة العمرية ( 24-30) . ونسبة ( 90،50%) في الفئة العمرية (17-23) تؤمن بهم وبقدراتهم مقابل نسبة ( 30% ) في الفئة العمرية ( 24-30) . ونسبة ( 70و28%) في الفئة العمرية (17-23) أقرت بان الأمر لا يعنيها مقابل ( 12% ) في الفئة العمرية ( 24-30). يلحظ من النتائج السابقة أن لعمر الشاب الجامعيين دور في اتخاذ الموقف من ظاهرة الأولياء وخاصة في الموقف الذي يعود إلى محاكاة الأهل، وهذا يدل على عدم الاستقلالية الثقافية في الجانب ألاعتقادي لفئة العمر ( 17-23 ).
2- الجنس والموقف من ظاهرة الأولياء :
جدول رقم ( 13 ) يبين موقف عينة الدراسة من ظاهرة الأولياء تبعاً للجنس
الرأي حول الأولياء | ذكر | أنثى | المجموع الكلي | |||
العدد | النسبة | العدد | النسبة | العدد | النسبة | |
أرفضهم قطعياً | 62.00 | 23.00 | 30.00 | 9.00 | 92.00 | 15.30 |
يكرسون التخلف | 56.00 | 20.70 | 30.00 | 9.00 | 86.00 | 14.30 |
يتعارضون مع العلم | 100.00 | 37.00 | 36.00 | 10.90 | 136.00 | 22.70 |
لا أستطيع تكوين رأي | 44.00 | 16.30 | 100.00 | 30.30 | 144.00 | 24.00 |
أحترمهم كما يحترمهم أهلي | 100.00 | 37.00 | 132.00 | 40.00 | 232.00 | 38.70 |
وجوب الإيمان بهم | 100.00 | 37.00 | 143.00 | 43.30 | 243.00 | 40.50 |
لديهم القوة والقدرة | 80.00 | 29.60 | 176.00 | 53.30 | 256.00 | 42.70 |
مؤمن بهم وبقدراتهم | 95.00 | 35.20 | 140.00 | 42.40 | 235.00 | 39.20 |
الأمر لا يعنيني | 66.00 | 24.40 | 50.00 | 15.10 | 116.00 | 19.30 |
كشفت نتائج الجدول ( 13 ) الميدانية تبايناَ في ثقافة الشباب الجامعيين تبعاَ لمتغير الجنس فجاءت نسبة (23% ) في فئة الذكور رافضة لظاهرة الأولياء مقابل نسبة ( 9%) في فئة الإناث . ونسبة ( 70و20% ) في فئة الذكور اعتبرت أن ظاهرة الأولياء تكرس التخلف مقابل ( 9% ) في فئة الإناث. ونسبة ( 37%) في فئة الذكور قالت بأن ظاهرة الأولياء تتعارض مع العلم مقابل نسبة ( 90،10% ) في فئة الإناث . ونسبة ( 30،16% ) في فئة الذكور لم تستطع تكوين رأي حول هذه الظاهرة مقابل نسبة ( 30،30% ) في فئة الإناث. ونسبة ( 37% ) في فئة الذكور يحترمون الأولياء كما يحترمهم أهلهم، مقابل نسبة ( 40% ) في فئة الإناث . ونسبة ( 37% ) في فئة الذكور دعت إلى وجوب الإيمان بهم مقابل نسبة (30،43% ) في فئة الإناث . ونسبة ( 60،29% ) في فئة الذكور أقرت بأن لديهم القوة والقدرة مقابل نسبة ( 30،53% ) في فئة الإناث . ونسبة ( 20،35%) في فئة الذكور تؤمن بهم وبقدراتهم مقابل نسبة ( 40،42% ) في فئة الإناث . ونسبة ( 40،245 ) في فئة الذكور اعتبرت أن الأمر لا يعنيها مقابل ( 10،15% ) في فئة الإناث .
ويلحظ من النتائج السابقة ميل فئة الإناث للاعتقاد والإيمان بظاهرة الأولياء أكثر من الذكور ونعتقد أن الأمر يعود إلى وجودهن في المنزل ومع أسرهم أكثر من الذكور؟
ج – الموقف من الماضي:
للوصول إلى معرفة موقف أفراد عينة الدراسة من الشباب الجامعيين من الماضي والتاريخ طرحنا سؤالاَ حول ماضينا ،وفيما إذا كان من الواجب علينا العودة إلى هذا الماضي والأخذ به كاملاَ ، والتمسك به واعتباره هدفا وطموحا وأساساَ لبناء حضارتنا العربية المعاصرة : أم من الواجب يحتم إخضاع هذا الماضي والتاريخ لعملية غربلة واصطفاء ، أم رفضه كاملا وعدم الالتفات إليه، والجدول رقم (14) يبين النتائج التالية:
جدول رقم ( 14 ) يبين موقف عينة الدراسة من الماضي
الموقف تجاه الماضي | العدد | النسبة |
العودة إلى الماضي كاملاً | 137.00 | 22.83 |
غربلة الماضي | 397.00 | 66.17 |
رفض الماضي | 25.00 | 4.17 |
لا أستطيع الحكم | 39.00 | 6.50 |
غير مبين | 2.00 | 0.33 |
المجموع الكلي | 600.00 | 100.00 |
أظهرت النتائج الميدانية ميل ثقافة الشباب الجامعيين إلى موقف الطلب لغربلة الماضي بنسبة (17و66%) ، ونسبة ( 83و22% ) تدعو إلى العودة إلى الماضي كاملاَ ، بينما جاءت نسبة ( 17و4% ) أكدت على رفض الماضي بالمطلق ونسبة ( 50و6% ) لم تستطع البت في هذا الموضوع واتخاذ الموقف الذي تراه مناسباَ ونلحظ من النسب السابقة ميل ثقافة الشباب الجامعيين إلى إخضاع الماضي لعملية اصطفاء وغربلة على اعتبار أن ماضينا يحتوي على الجيد والسئ، المفيد والضار، الحضاري والمتخلف، وعليه فغن عملية الاصطفاء ضرورية، ، إن هذه النظرة إلى ماضينا التي لمسناها في النتائج السابقة ، والتي تمثل رؤية غير تعصبية نحو الماضي تحتوي في أعماقها على بذور النظرة التحليلية المنطقية والتي تأخذ بعين الاهتمام الصيرورة الإنسانية.
1 – العمر والموقف من الماضي:
جدول رقم ( 15 ) يبين موقف عينة الدراسة من الماضي تبعاً للعمر
الموقف تجاه الماضي | 23 – 17 | 30 – 24 | المجموع الكلي | |||
العدد | النسبة | العدد | النسبة | العدد | النسبة | |
العودة إلى الماضي كاملاً | 50.00 | 18.73 | 87.00 | 26.13 | 137.00 | 22.83 |
غربلة الماضي | 180.00 | 67.42 | 217.00 | 65.17 | 397.00 | 66.17 |
رفض الماضي | 5.00 | 1.87 | 20.00 | 6.01 | 25.00 | 4.17 |
لا أستطيع الحكم | 30.00 | 11.24 | 9.00 | 2.70 | 39.00 | 6.50 |
غير مبين | 2.00 | 0.75 | 0.00 | 0.00 | 2.00 | 0.33 |
المجموع الكلي | 267.00 | 100.00 | 333.00 | 100.00 | 600.00 | 100.00 |
كشفت نتائج الجدول رقم ( 15 ) الميدانية تبايناَ في ثقافة الشباب الجامعيين تبعاَ لمتغير العمر فجاءت نسبة ( 73،18% ) في الفئة العمرية ( 17- 23) تدعو إلى العودة للماضي كاملاَ مقابل نسبة ( 13،26% ) في الفئة العمرية ( 24- 30) . ونسبة ( 42،67% ) في الفئة العمرية ( 17-23) دعت إلى غربلة الماضي ، مقابل نسبة ( 17،65%) . ونسبة ( 87و1%) رفضت العودة للماضي في فئة العمر ( 17-23) مقابل نسبة ( 01،6% ) في فئة العمر من ( 24-30).ونسبة ( 24و11% ) في الفئة العمرية ( 17-23) لم تستطع اتخاذ الموقف المناسب من الماضي مقابل نسبة ( 70،2% ) في الفئة العمرية (24-30).
يلحظ من النتائج السابقة ميل الفئة العمرية الأكبر إلي الموقف الذي يدعو إلى العودة إلى الماضي أكثر من الفئة العمرية الأصغر.
2 – السنة الدراسية والموقف من الماضي :
جدول رقم ( 16 ) يبين موقف عينة الدراسة من الماضي تبعاً للسنة الدراسية
أولى | ثانية | ثالثة | رابعة | خامسة | |||||||||
الموقف تجاه الماضي | العدد | النسبة | العدد | النسبة | العدد | النسبة | العدد | النسبة | العدد | النسبة | العدد | النسبة | |
العودة إلى الماضي كاملاً | 70.00 | 43.75 | 30.00 | 20.00 | 20.00 | 16.67 | 10.00 | 11.11 | 7.00 | 8.75 | 137.00 | 22.83 | |
غربلة الماضي | 38.00 | 23.75 | 106.00 | 70.67 | 100.00 | 83.33 | 80.00 | 88.89 | 73.00 | 91.25 | 397.00 | 66.17 | |
رفض الماضي | 20.00 | 12.50 | 5.00 | 3.33 | 0.00 | 0.00 | 0.00 | 0.00 | 0.00 | 0.00 | 25.00 | 4.17 | |
لا أستطيع الحكم | 30.00 | 18.75 | 9.00 | 6.00 | 0.00 | 0.00 | 0.00 | 0.00 | 0.00 | 0.00 | 39.00 | 6.50 | |
غير مبين | 2.00 | 1.25 | 0.00 | 0.00 | 0.00 | 0.00 | 0.00 | 0.00 | 0.00 | 0.00 | 2.00 | 0.33 | |
المجموع الكلي | 160.00 | 100.00 | 150.00 | 100.00 | 120.00 | 100.00 | 90.00 | 100.00 | 80.00 | 100.00 | 600.00 | 100.00 |
كشفت نتائج الجدول رقم ( 16) الميدانية تبايناَ في ثقافة الشباب الجامعيين تبعاَ لمتغير السنة الدراسية ، فجاءت نسبة ( 75،43%) في السنة الأولى تدعو إلى العودة إلى الماضي كاملاَ مقابل نسبة ( 20% ) في السنة الثانية ونسبة ( 67،16% ) في السنة الثالثة ونسبة (11و11% ) في السنة الرابعة ونسبة (75و8% ) في السنة الخامسة . وبالنسبة للموقف الذي يدعو إلى غربلة الماضي جاءت نسبة ( 75،23% ) في السنة الأولى ونسبة ( 67،70% ) في السنة الثانية ، ونسبة ( 33،83% ) في السنة الثالثة ، ونسبة ( 89،88%) في السنة الرابعة ، ونسبة (25،91% ) في السنة الخامسة . وبالنسبة للموقف الذي يدعو إلى رفض الماضي ، فجاءت نسبة ( 50،12% ) في السنة الأولى ، ونسبة ( 33،3% ) في السنة الثانية ، ولم يتخذ هذا الموقف أي طالب في السنة الثالثة والرابعة والخامسة . وبالنسبة للموقف الذي لايستطيع اتخاذا لحكم حول هذا الموضوع فقد جاءت نسبة 75،18% ) في السنة الأولى ونسبة ( 6% ) في السنة الثانية ، ولم يتخذ هذا الموقف أي طالب في السنة الثالثة والرابعة والخامسة . والملاحظ من النتائج السابقة الدور الإيجابي للتعليم الجامعيين ، من خلال اتخاذ الموقف الإيجابي من الماضي كلما ارتقى المستوى التعليمي.
3-الجنس والموقف من الماضي:
جدول رقم ( 17 ) يبين موقف عينة الدراسة من الماضي تبعاً للجنس
الموقف تجاه الماضي | ذكر | أنثى | المجموع الكلي | |||
العدد | النسبة | العدد | النسبة | العدد | النسبة | |
العودة إلى الماضي كاملاً | 50.00 | 18.52 | 87.00 | 26.36 | 137.00 | 22.83 |
غربلة الماضي | 168.00 | 62.22 | 229.00 | 69.39 | 397.00 | 66.17 |
رفض الماضي | 20.00 | 7.41 | 5.00 | 1.52 | 25.00 | 4.17 |
لا أستطيع الحكم | 30.00 | 11.11 | 9.00 | 2.73 | 39.00 | 6.50 |
غير مبين | 2.00 | 0.74 | 0.00 | 0.00 | 2.00 | 0.33 |
المجموع الكلي | 270.00 | 100.00 | 330.00 | 100.00 | 600.00 | 100.00 |
كشفت نتائج الجدول رقم ( 17) الميدانية تبايناَ في ثقافة الشباب الجامعيين تبعا لمتغير الجنس، فجاءت نسبة ( 52،18% ) تدعو للعودة إلى الماضي في فئة الذكور مقابل نسبة ( 36و26%) في فئة الإناث . وبالنسبة للموقف الداعي لغربة الماضي ، فقد جاءت نسبة (22،62% ) في فئة الذكور مقابل نسبة ( 39،69% ) في فئة الإناث . وبالنسبة للموقف الداعي لرفض الماضي ، فجاءت نسبة ( 41،7 % ) في فئة الذكور مقابل نسبة ( 1،52% ) في فئة الإناث. والملاحظ من النتائج السابقة ميل الإناث للتعلق بالماضي أكثر من الذكور
د – الموقف من تطبيق الشريعة الإ سلامية:
من المعروف أنه بعد فشل المشروع الاشتراكي في البلدان الاشتراكية ، ونزوع الولايات المتحدة الأمريكية السيطرة على العالم ، بدأت دعوات في المجتمعات العربية للعودة إلى الدين الإسلامي وتطبيقه كنظام اقتصادي – اجتماعي – سياسي و كطريق للخلاص من كافة المشكلات ( اجتماعية ، اقتصادية ، سياسية … الخ ) ، ولمعرفة مدى رسوخ هذا التوجه في ثقافة الشباب الجامعيين ، طرحنا سؤالا يتضمن الدعوة إلى تطبيق الشريعة الإسلامية في أمور المجتمع كافة للخلاص مما يعاني من مشكلات أو الأفضل الاقتصار على تطبيقها في بعض المجالات كتنظيم الميراث ، وحقوق الزواج والطلاق …الخ ، أو استحالة تطبيقها في كل مجريات الحياة الاجتماعية ، والجدول رقم ( 18) يبين النتائج الآتية:
الجدول رقم ( 18 ) يبين موقف عينة الدراسة تجاه تطبيق الشريعة الإسلامية
الموقف تجاه الشريعة الإسلامية | العدد | النسبة |
تطبيقها كاملة | 305.00 | 50.83 |
تطبيقها على بعض الأمور | 162.00 | 27.00 |
استحالة تطبيقها كلياً | 124.00 | 20.67 |
غير مبين | 9.00 | 1.50 |
المجموع الكلي | 600.00 | 100.00 |
أظهرت النتائج الميدانية ميل ثقافة الشباب الجامعيين نحو الدعوة إلى تطبيق الشريعة الإسلامية كاملة على مجريات الحياة كافة بنسبة ( 83و50% ) ، ونسبة ( 27% ) قالت بتطبيق الشريعة الإسلامية على بعض الأمور ، كالزواج والطلاق والميراث00الخ ، ونسبة (67و20% ) قالت باستحالة تطبيق الشريعة الإسلامية بالمطلق فى المجتمع ، ونسبة (50و1% ) غير مبين.
ويلحظ من النسب السابقة ميل ثقافة الشباب الجامعيين باتجاه الدعوة إلى تطبيق الشريعة الإسلامية في أمور المجتمع السوري كافة ، وهذا ما يؤكد قوة التوجيهات الدينية لدى الشباب الجامعيين في الوقت الحاضر، وهذا يعود – باعتقادنا – إلى فشل المشروع الاشتراكي على المستوى العالمي، والمشروع القومي على المستوى العربي ، إضافة إلى شراسة الهجمة الأمريكية العدوانية على المنطقة العربية ، وتأثير كل ذلك في ثقافة الشباب الجامعيين.
1– دخل الأسرة الشهري والموقف من تطبيق الشريعة الإسلامية:
الجدول رقم ( 19 ) يبين موقف عينة الدراسة تجاه تطبيق الشريعة الإسلامية تبعاً لدخل الأسرة الشهري
الموقف تجاه الشريعة الإسلامية | منخفض | متوسط | عالي | المجموع الكلي | ||||
العدد | النسبة | العدد | النسبة | العدد | النسبة | العدد | النسبة | |
تطبيقها كاملة | 100.00 | 71.43 | 196.00 | 47.57 | 9.00 | 18.75 | 305.00 | 50.83 |
تطبيقها على بعض الأمور | 20.00 | 14.29 | 132.00 | 32.04 | 10.00 | 20.83 | 162.00 | 27.00 |
استحالة تطبيقها كلياً | 15.00 | 10.71 | 84.00 | 20.39 | 25.00 | 52.08 | 124.00 | 20.67 |
غير مبين | 5.00 | 3.57 | 0.00 | 0.00 | 4.00 | 8.33 | 9.00 | 1.50 |
المجموع الكلي | 140.00 | 100.00 | 412.00 | 100.00 | 48.00 | 100.00 | 600.00 | 100.00 |
كشفت نتائج الجدول رقم ( 19 ) الميدانية تبايناَ في ثقافة الشباب الجامعيين اتجاه تطبيق الشريعة الإسلامية تبعاَ لمتغير مستوى دخل الأسرة الشهري ، فجاءت نسبة( 43،71% ) تدعو إلى تطبيق الشريعة الإسلامية في فئة مستوى الدخل المنخفض ، مقابل نسبة ( 57،47 % ) في مستوى الدخل المتوسط ، ونسبة ( ( 75،18% ) في فئة الدخل العالي . بينا بالنسبة للموقف الداعي لتطبيق الشريعة الإسلامية في بعض الأمور، فجاءت نسبة ( 29،14%) في فئة الدخل المنخفض، ونسبة( 04،32% ) في فئة الدخل المتوسط، ونسبة ( 83،20% ) في فئة الدخل العال.
أما بالنسبة للموقف الذي يقول باستحالة تطبيق الشرعة الإسلامية كلياَ، فقد جاءت نسبة (71،10% في فئة الدخل المنخفض، ونسبة ( 39،20% ) في فئة الدخل المتوسط، ونسبة (08،52% ) في فئة الدخل العالي.
والملاحظ من النتائج السابقة ميل الشباب الجامعيين ذوي الدخل المنخفض لأسرهم لاتخاذ الموقف الداعي إلى تطبيق الشريعة الإسلامية في المجتمع السوري ، ربما لاعتقادهم أن تطبيقها يمكن أن يكون الخلاص الحقيقي من الواقع المعيشي المنخفض لهم.
2- الاختصاص الدراسي والموقف من تطبيق الشريعة الإسلامية :
الجدول رقم ( 20 ) يبين موقف عينة الدراسة تجاه تطبيق الشريعة الإسلامية تبعاً لاختصاص
الموقف تجاه الشريعة الإسلامية | نظرية | تطبيقية | المجموع الكلي | |||
العدد | النسبة | العدد | النسبة | العدد | النسبة | |
تطبيقها كاملة | 155.00 | 48.44 | 150.00 | 53.57 | 305.00 | 50.83 |
تطبيقها على بعض الأمور | 100.00 | 31.25 | 62.00 | 22.14 | 162.00 | 27.00 |
استحالة تطبيقها كلياً | 59.00 | 18.44 | 65.00 | 23.21 | 124.00 | 20.67 |
غير مبين | 6.00 | 1.88 | 3.00 | 1.07 | 9.00 | 1.50 |
المجموع الكلي | 320.00 | 100.00 | 280.00 | 100.00 | 600.00 | 100.00 |
كشفت نتائج الجدول رقم ( 20) الميدانية أن هناك تبايناَ في ثقافة الشباب الجامعيين تبعاَ لمتغير الاختصاص الدراسي بالنسبة للموقف من تطبيق الشريعة الإسلامية في المجتمع السوري فجاءت نسبة ( 44،48% ) في الكليات النظرية تقول بإمكانية تطبيق الشريعة الإسلامية كاملة ، مقابل نسبة ( 57،53% ) في الكليات التطبيقية . ونسبة ( 25،31% ) في الكليات النظرية تقول بإمكانية تطبيقها على بعض الأمور ، مقابل نسبة ( 14،22% ) في الكليات التطبيقية . وأما بالنسبة للموقف الداعي لاستحالة تطبيق الشريعة كلياَ، فقد جاءت نسبة (44،18% ) في الكليات النظرية مقابل نسبة ( 21،23% ) في الكليات التطبيقية.
والملاحظ من النتائج السابقة عدم وجود اختلاف كبير جداَ بين طلاب الكليات النظرية والكليات التطبيقية بخصوص تطبيق الشريعة الإسلامية.
3-الجنس والموقف من تطبيق الشريعة الإسلامية:
جدول رقم ( 21 ) يبين موقف عينة الدراسة تجاه تطبيق الشريعة الإسلامية تبعاً للجنس
الموقف تجاه الشريعة الإسلامية | ذكر | أنثى | المجموع الكلي | |||
العدد | النسبة | العدد | النسبة | العدد | النسبة | |
تطبيقها كاملة | 120.00 | 44.44 | 185.00 | 56.06 | 305.00 | 50.83 |
تطبيقها على بعض الأمور | 100.00 | 37.04 | 62.00 | 18.79 | 162.00 | 27.00 |
استحالة تطبيقها كلياً | 45.00 | 16.67 | 79.00 | 23.94 | 124.00 | 20.67 |
غير مبين | 5.00 | 1.85 | 4.00 | 1.21 | 9.00 | 1.50 |
المجموع الكلي | 270.00 | 100.00 | 330.00 | 100.00 | 600.00 | 100.00 |
كشفت نتائج الجدول رقم ( 21) الميدانية تبايناَ في ثقافة الشباب الجامعيين تبعاَ لمتغير الجنس بالنسبة للموقف من تطبيق الشريعة الإسلامية في المجتمع السوري ، فجات نسبة ( 44،44 %) في فئة الذكور تدعو إلى تطبيق الشريعة الإسلامية كاملة ، مقابل نسبة ( 06،56% ) في فئة الإناث وبالنسبة للموقف الداعي لتطبيقها على بعض الأمور ، فقد جاءت نسبة (04،37%) في فئة الذكور مقابل نسبة ( 79،18% 9 في فئة الإناث . وبالنسبة للموقف الداعي إلى استحالة تطبيق الشريعة الإسلامية كليا، فجاءت نسبة ( 67،16% ) في فئة الذكور ، ونسبة ( 94،23% ) في فئة الإناث.
والملاحظ من النتائج السابقة ميل فئة الإناث من الشباب الجامعيين أكثر من الذكور باتجاه الدعوة إلى تطبيق الشريعة الإسلامية في المجتمع السوري.
خاتمـــة
وأخيراً نستطيع – من المعطيات الميدانية السابقة – القول أن ثقافة الشباب الجامعيين في جامعة دمشق تميل باتجاه الفكر اللاعقلاني الغيبي وهذا يعني وجود شرخ عميق في مسيرة الفعل الاجتماعي العقلاني ، فالنسبة التي ارتأت اصطفاء الماضي ، هي نفسها التي ترى أن للحظ دوراَ في تحديد مستقبل الإنسان، ووجود الكائنات غير المرئية ( الجان ، العفاريت،…الخ ) …الخ ، ومما يعني احتواء ثقافة الشباب الجامعي جملة من الأفكار والمفاهيم المنتمية إلى جملة من الاتجاهات الفكرية والأيديولوجية المتعارضة من دون فهم حقيقة الأفكار ومدلولاتها الفلسفية والأيديولوجية وما يؤثره في مشروع النهوض المستقبلي في مرحلة تاريخية تتسم بالانفتاح على العالم أجمعه ، عصر العولمة بكل أبعادها .
وهذا يعود إلى تعقد معطيات الواقع الاجتماعي وانغلاقها على إطار البساطة والضيق المعروفين لدى المجتمع التقليدي وان مثل هذا الانتقال من المجتمع البسيط الضيق ذي الاحتياجات المحدودة وذي الأفق المرئي إلى مجتمع علاقاته أكثر تعقيدا يدفع بالمرء لإعادة التفكير بالكثير من مورثاته الثقافية، كما وإن دخول التقنية الحديثة إلى هذا المجتمع واتصال أفراده من خلالها بالمجتمعات الأخرى وبثقافاتها ومعارفها وعاداتها وتقاليدها أنشأ منابع ثقافية جديدة عززت حالة التناقض التي يعيشها أفراد عينة الدراسة وسمحت ببروز مقومات أسس أولية للتحليل العلمي والرؤية العلمية الموضوعية للعديد من الظواهر والأحداث .
إذا كان المتعلم في العالم العربي يعاني مثل هذا الضغط فإن الغالبية العظمى تعاني ضغطاً أكثر قسوة بحكم فقرها وجهلها مما يجعلها مرتعاً ملائماً للتفكير الخرافي والوهمي. وعندما نستعرض التاريخ العربي يتبين لنا أن الإنسان العربي لم يتح له في أي مرحلة من مراحل تاريخه أن يتحكم في مصيره ومستقبله وأن يمارس التفكير بحرية ودون أي ضغط خارجي، وأن يعيش حياته دون أن يكون معرضاً لأي تهديد. وهذه الوضعية جعلت الإنسان العربي يبدي خوفاً شديداً من المستقبل، وفي الوقت نفسه يشعر بعدم ثقته بالتفكير السببي المنطقي، الشيء الذي جعل التفكير الخرافي ملاذاً يعكس علاقته الواهية بالواقع. ولم تكتف الإيديولوجية الاستبدادية بأن هيأت الظروف الموضوعية لانتشار التفكير الخرافي بل إنها في بعض الأحيان تقوم بنفسها بنشر هذا النوع من التفكير، لأنها تدرك بأن هناك قاسما:ً مشتركاً بينها وبين الخرافة وهو رفض التفكير المنطقي والسببي، وبأن انتشار أساليب الخرافة يدعم وجودها واستمرارها، وإلا كيف نفسر انتشار الخرافة والشعوذة في المجتمع العربي وخاصة لدى الطبقات الدنيا في الوقت الذي ندعي فيه أننا نحاول بكل الوسائل الخروج من التخلف بجميع أشكاله؟ فلماذا مثلاً لا تشعر الرقابة، التي لا يخلو منها بلد عربي، بأن عليها منع تداول كتب السحر والخرافة والشعوذة، بينما لديها حساسية مفرطة إزاء الكتب التي تتناول بكيفية صريحة ومباشرة واقع المجتمع العربي المعاصر؟
إن استمرار الإيمان بالخرافة في العالم العربي بالشكل الذي عليه الآن، رغم انتشار التعليم ووسائل التكنولوجيا الحديثة، يؤكد بأن التعليم لا يكفي وحده للقضاء على التفكير الخرافي والوهمي. إذ لا بد من تغيير الواقع الاقتصادي والاجتماعي والثقافي للإنسان العربي كشرط أساسي لتغيير أفكاره وأسلوبه في الحياة بصفة عامة؛ فإذا اعتبرنا التفكير الخرافي نتيجة لطبيعة العلاقات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي عاشها الإنسان العربي، وما زال يعيشها في الحاضر، فإننا نخرج بنتيجة مؤداها أن الإنسان العربي لا يمكن له أن يتخلص من الخرافة ـ على مستوى الفكر أو الواقع ـ إلا بتغيير الواقع الاقتصادي والاجتماعي والفكري الذي يعيشه تغييراً يستند إلى العلم، على أن يظل الإنسان العربي هو الغاية من كل تغيير دون أن يضحى به لأي سبب من الأسباب.
إن هذه التناقضية ليست حالة مرضية بشكلها الكلي بل تحمل في الكثير من جوانبها ومؤشرا على سمات صحيحة ومطلوبة في سياق حركة تطور الوعي العلمي العقلاني التحليلي وهي تمثل صراعاً بين الذات والموضوع نفسه عبر المحاولة المستمرة لخلق الشخصية الأكثر وعياَ ونضجاَ وقدرة على الرؤية السليمة للواقع والتحليل العلمي له.
واستناداً لما سبق نجد من الضروري بناء نموذج متكامل ومتطور للثقافة العربية في المجتمع السوري قائم على مبدأ تكاملية عوامل الثقافة كعملية مترابطة تتألف من عناصر عديدة أبرزها وسائل الإعلام ، المؤسسات التعليمية ن الأسرة …الخ ) وما يمكن أن تقوم به من دور فعال في تشكيل ثقافة الشباب وتنشئتهم اجتماعياُ ووطنياً من خلال:
1-عصرنة الإعلام الوطني تقنياً وسياسياً ، بمعنى إعادة الأساس التقني للإعلام بصيغة ( الاستيعاب ) وليس ( النقل الآلي ) وتطوير النظام السياسي وجعله ملبياً لطموحات الإنسان وحريته ، وتحقيق أكبر قدر من المشاركة الجماهيرية وخاصة الشباب في عمليات الاتصال والاستقبال السلبي للوسائل الإعلامية ، وإقامة صناعات ثقافية واتصالية تشمل صناعة مواد الإنتاج الثقافي ووسائله وصولاً إلى تحقيق وطنية المعرفة وضمان أمن المجتمع الثقافي ولن يتيسر ذلك من دون توافر الحرية وانطلاق ملكات الابتكار والتجديد وإتاحة الفرص أمام الأجيال الجديدة للمساهمة في تطوير محتوى البرامج ونوعيتها وكيفية تقديمها للمتفرج وفي الوقت نفسه يجب النظر إلى العولمة على أنها ليس أمراَ محتوماَ يجب الاستسلام له وألا يتحول موقفنا منها ونحن نحلل أوجه الخطر فيها – وهي كثيرة – إلى رفض غبي أو إلى نفي للمكاسب الإيجابية والتاريخية الكثيرة التي حققها التطور العلمي والتكنولوجي لمصلحة الإنسانية ن أو إضاعة الفرص المتنوعة التي تتيحها لمجتمعاتنا للانخراط الفاعل في عصرها ، ومن ثم يتعين علينا ونحن نستشرف مستقبل شبابنا أن نصوب موقفنا من الواقع العالمي الجديد عموماً بحيث ألا يتحول رفضنا لجوانب هيمنة الاستهلاك والاختراق الثقافي إلى رفض للآخر ، أي الغرب خصوصا، فموقفنا هو رفض لما هو سلبي، ومسعى لاكتشاف الجوانب الإنسانية والتواصلية فيه
2- وتبقى مؤسستا الأسرة والمدرسة على درجة عالية من الأهمية في عملية التنشئة الاجتماعية وفي تشكيل ” رأس المال الثقافي ” للشباب ، وفي تحديد ممارساته الثقافية وتطويرها على رغم ما تشهده هاتان المؤسستان من تغيرات عميقة أثرت في شخصية الشاب العربي المعاصر وأفرزت العديد من الإشكاليات والصعوبات التي تعترضه ، فنحن بحاجة إلى إعادة اكتشاف الأسرة كفضاء للتنشئة المتوازنة وإلى عملية إصلاح جذرية وعميقة للنظام التربوي والدراسي يستفيد من أخطاء الماضي ليؤسس لمدرسة جديدة تنزل المعرفة والعلم منزلة أساسية وترسخ قيم العمل والاجتهاد والمثابرة والابتكار وتكسب الشاب القدرة على أن يعيش عصره ، وهو يقف على أرض صلبة ، وأن يشارك العالم في معارفه وعلومه وتقدمه دون أن يعيش الانفصال التاريخي الذي عاشته الأجيال التي سبقته وهي تتساءل عن سبل التوفيق بين الأصالة والمعاصرة ، وعلى الصعيد التعليمي ، لابد من مواجهة هذا التدهور من خلال إعادة النظر في فلسفة التعليم عندنا وعلى المستويات كافة ، والتحول من أسلوب الحفظ والتلقين ، من دور الطالب متلقياً وقابلاً ومطيعاً لما يلقنه إياه معلمه، إلى فلسفة التعليم عن طريق الحوار والمناقشة والتدريب على التعلم الذاتي، ودمج التعليم بالثقافة بشكل متواز ، وأن تصبح برامج الثقافة جزءاً من مناهج التعليم ، كالفنون بكل أنواعها من موسيقى ومسرح ورسم وتربية بدنية إلى الثقافة العامة والقراءة الحرة ، وأن تصبح المكتبة جزءاً من المنهج الدراسي.
3-ولا بد أيضاً من إقحام الشباب للمشاركة وسماع رأيهم في اتخاذ القرارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، وتوسيع دورهم في المشاركة في كل ما يتعلق بحياتهم وتطلعاتهم وطموحاتهم ، من خلال تمثيل الشباب في المؤسسات الديمقراطية والتشريعية ، وفسح المجال لسماع مقترحاتهم والأخذ بها عند التطبيق ، فالثقافة السياسية جزء وشرط مهم في ثقافة الشباب إن أردنا تدريبهم وتأهيلهم للقيادة في مرحلة لاحقة وبهذا يدخل الشباب في نسيج المجتمع بدلاً من أن يتحولوا إلى أدوات للهدم والتطرف ، فوضع ثقافة متكاملة ومتوازنة للشباب تراعي تراثهم وتاريخهم الوطني والقومي ، وتسعى للحاق بالثقافة الحديثة المنفتحة على العلم والتكنولوجيا والفلسفة المعاصرة المتطلعة إلى مزيد من الكشف عن العلم بجوانبه كافة، وتدريبهم على الاطلاع على ثقافة الشعوب الأخرى ليتمكنوا من التعامل والتفاعل معها في هذا العالم الذي تتشابك فيه الشعوب بثقافاتها المتعددة على درب التلاقي والاندماج في ثقافة كونية تسعى لإشاعة السلام في العالم وتحفظ في الوقت ذاته لكل شعب ثقافته وعاداته وتقاليده وتراثه الديني والوطني ضمن حركة التفاعل مع الثقافات الأخرى.
شبابنا اليوم إما أن يكونوا الأداة الأولى في بعث نهضة حديثة لمجتمعنا السوري ، وإما أن يتحولوا إلى وسيلة لتدمير ما بنته الأجيال السابقة ، ففي عصر العولمة ، ليس أمامنا كثير من الخيارات، ولا الكثير من الوقت لنفكر ونقرر ، فنحن والزمن في سباق، وعلينا – قيادة وحكومة ومنظمات حكومية وأهلية في كل المواقع – أن نبدأ في وضع قضيتهم في مقدمة القضايا الوطنية ، هذا إذا أردنا أن نجتاز حاضرنا إلى مستقبلنا بأمان، وبذلك ندفع الشباب السوريين للمشاركة في قضايا المجتمع كافة.
هذه مقترحات للتفكير لا ندعي أنها تقدم حلولاً أو وصفات جاهزة، وفي الوقت نفسه تتجاوز الشعارات الكبيرة ، كالثورة الثقافية أو الثورة السياسية، و لم نفقد الأمل في قدرات مجتمعنا الكامنة وفي دواعي الإيمان بالممكن.
المراجع:
أحمد أبو رأس، حليم أسمر، السباب العربي والتحديات المعاصرة، مجلة شؤون اجتماعية، العدد (86) الشارقة، صيف2005.
أميل دوركهايم ، قواعد المنهج في علم الاجتماع، ترجمة محمود قاسم، مكتبة النهضة المصرية، القاهرة، 1950.
2-السيد عبد العاطي السيد، صراع الأجيال، دار المعرفة الجامعية ، الإسكندرية ، 1990.
3-المنجي الزيدي، ثقافة الشباب في مجتمع الإعلام، عالم الفكر، المجلد 35، العدد – 1- الكويت، سبتمبر 2006.
إبراهيم رجب، مناهج البحث في العلوم الاجتماعية، دار عالم الكتب ، الرياض ، 2004 .
السيد علي شتا، نظرية الاغتراب من منظور علم الاجتماع ، مؤسسة شباب الجانعة ن القاهرة، 1980.
سعد إبراهيم جمعة، الشباب والمشاركة السياسية. القاهرة: دار الثقافة للنشر والتوزيع، 1984.
6- طلال عبد المعطي مصطفى ، التفاوت الثقافي بين الأجيال في المجتمع ألمديني السوري، أطروحة دكتوراه غير منشورة، جامعة دمشق – قسم علم الاجتماع ، 1999.
7-عبد المجيد كركوتلي، الإطار الفكري لدى الشباب العربي، مطبعة الجمهورية، دمشق 1973.
8-عدنان مسلم ، الشباب والتغير الاجتماعي – اتجاهات طلبة جامعة دمشق نحو بعض قضايا التنمية ، مجلة شؤون اجتماعية ، العدد ( 63 ) الشارقة ، خريف 1999.
9-عزت حجازي ، الشباب العربي والمشكلات التي يواجهها ، عالم المعرفة ، العدد60 ، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ، الكويت 1978.
10-علي ليلة وآخرون ،الشباب القطري ، اهتماماته وقضاياه ، جامعة قطر ، مركز الوثائق والدراسات ، الدوحة 1991.
11-علي ليلة، الثقافة العربية والشباب، الدار المصرية اللبنانية، القاهرة، 2003 0
12-علي ليلة، الشباب في مجتمع متغير، تأملات في ظواهر الأحياء والعنف ، دار المعارف ، القاهرة، 1992 .
13-فاروق مصطفى إسماعيل، الانتربولوجيا الثقافية، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 1980 .
14- كامل عمران ، الشباب وفوائد استثمار وقت الفراغ ، مجلة العلوم الاجتماعية ، المجلد 27 العدد 3 خريف 1999 ، الكويت.
15- محمد الجوهري، الاتربولوجيا: أسس نظرية وتطبيقات عملية، ط2، دار المعارف، القاهرة،
16- مصطفى حجازي ، الإنسان المهدور ، دراسة تحليلية نفسية اجتماعية ، المركز الثقافي العربي ، الدار البيضاء – المغرب ، 2005.
17- مصطفى حجازي، سيكولوجية الإنسان المقهور، ط8 ، معهد الإنماء العربي، بيروت، 2001.
18- ملكة أبيض، الثقافة وقيم الشباب، وزارة الثقافة ، دمشق 1984.
19- محمود سعود قظام السرحان ، الصراع القيمي لدى الشباب العربي ، دراسة حالة الأردن ، ( د-ن ) عمان 1994.
المراجع الأجنبية:
E.b, Tylor, Brimitive Culture, John Marry, London,1971-20-20
21-B, Malinowski, Asientific Theory of Culture, Chapil.hill: Hill;u .Of-21 north.ca , Rolina press,1944.
T, Parson, The Social System,the Free Press,New york,1951.-22
T.A, Nisibert, Socilogy Problems Of Theories, London,1969.-23
E, Fromm, Escape From Freedom, Anlibary book, 1966.-24
. -25 Flaks , R. , Youth and Social Chang , Mark how Publishing company , -Chicago , 1971
26 – Mannheim , Karl , Essays in the sociology of knowledge , rout edge and keg an Paula , London , 1952.
ملخص الدراسة:
تهدف هذه الدراسة إلى التعرف إلى الثقافة الاعتقادية التي تحكم سلوك أفراد عينة الدراسة (الشباب الجامعيين السوري) والتي تحدد نظرتهم إلى أهم القضايا الإنسانية والحياتية، ذلك لأن الأفكار والمعتقدات بل ومجمل البناء الثقافي لأفراد عينة الدراسة هو الذي يحدد سلوكها وفعاليتها، ومنحى توجه هذه الفعاليات تجاه عدد من القضايا الهامة والأساسية في المجتمع السوري:
1-الموقف من المعتقدات الوهمية
2-الموقف من ظاهرة الأولياء
3- الموقف من الماضي والتاريخ
4- الموقف من تطبيق الشريعة الإسلامية
وقد استخدمنا المنهج الوصفي التحليلي، والاستبانة بوصفها أداة لجمع البيانات من عينة بلغت (600) طالب وطالبة من جامعة دمشق.
وتبين من المعطيات الميدانية أن ثقافة الشباب السوري الاعتقادية تميل باتجاه الفكر اللاعقلاني الغيبي وهذا يعني وجود شرخ عميق في مسيرة الفعل الاجتماعي العقلاني ، فالنسبة التي ارتأت اصطفاء الماضي ، هي نفسها التي ترى أن للحظ دور في تحديد مستقبل الإنسان ، ووجود الكائنات غير المرئية ( الجان ، العفاريت،…الخ ) …الخ ، وبالتالي احتواء ثقافة الشباب جملة من الأفكار والمفاهيم المنتمية إلى جملة من الاتجاهات الفكرية والأيديولوجية المتعارضة من دون فهم حقيقية الأفكار ومدلولاتها الفلسفية والأيديولوجية وما يؤثره في المشروع النهوض المستقبلي في مرحلة تاريخية تتسم بالانفتاح على العالم بأجمعه ، عصر العولمة بكل أبعادها .
The Structure of Belief in the Culture of Academic Youth
Field Study in the University of Damascus
Dr. Talal Abdulmu’ti Mustafa
University of Damascus – Department of Sociology
This study aims at recognizing the culture that controls the behavior of the members of the test group in it, and determines their view of most prominent human and daily issues; that is because thoughts and beliefs, and thus the whole cultural structure of the test group in this study is the one that controls their behavior and efficiency, and the direction of this efficiency in terms of a number of important and basic issues in the Syrian society
Viewpoint regarding superstitions.
Viewpoint regarding the phenomenon of al-awliya’ [Muslim holy men].
Viewpoint regarding the past and history.
Viewpoint regarding the implementation of Shari’a [Islamic Law].
For this research, and for its main inquiries, I followed the descriptive analytical method as a basis of analyzing data, and offering answers for the raised questions. I adopted the surveying technique as a tool for collecting data for its high efficiency in collecting data from large sectors in society in a relatively limited time, and its moderate expenses compared to interviews and monitoring. I designed the survey form according to the study inquiries and objectives; and tried to maintain the clarity of the questions.
we can conclude from the above charts and data that Syrian youths’ culture is rather inclined to metaphysical irrational thought, which indicates a crack in the rational social orientation process. Those who chose to go back to the past themselves believe that luck determines their futures, and invisible beings exist, etc. the fact that youths’ culture involves a number of contradictory ideologies and concepts without understanding the reality of those ideologies and concepts, or recognizing the philosophical and ideological connotations of them, and what they reflect on the future renaissance in a stage characterized with openness to the world, namely the age of globalization.
المصدر:
[1] – البحث منشور في مجلة اتحاد الجامعات العربية للآداب، الأردن- اليرموك، المجلد 8 العدد 2 ب، 2011. http://saufa.yu.edu.jo/images/stories/Issues/8Edition/Vol8no2B.pdf